فشل مجلس الأمن الدولي في اعتماد مشروع قرار أمريكي يؤكد أهمية وقف إطلاق النار في غزة بعد أن استخدمت روسياوالصين حق النقض (الفيتو). حصل مشروع القرار على تأييد 11 عضوًا في المجلس، في حين عارضه 3 دول (الصينوروسيا والجزائر) وامتنعت غيانا عن التصويت. كان مشروع القرار الأمريكي يؤكد على ضرورة وقف فوري ومستدام لإطلاق النار لحماية المدنيين وتيسير توصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة. كما أيد الجهود الدبلوماسية الدولية لتحقيق هذا الهدف، بما في ذلك الإفراج عن جميع الرهائن المتبقين. وأكد المشروع دعمه الكامل للاستفادة من فترة الهدنة لتكثيف الجهود الدبلوماسية وتهيئة الظروف لوقف الأعمال العسكرية بشكل مستدام، وتحقيق السلام المستدام كما تنص عليه القرارات ذات الصلة. تأتي هذه المحاولة لاعتماد قرار بعد تسع جلسات سابقة لمجلس الأمن لمناقشة التصعيد في غزة منذ 7 أكتوبر. وقد اعتمد المجلس قرارين سابقين بشأن الوضع، وهما القرار رقم 2712 والقرار 2720
وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة، ليندا توماس غرينفيلد قبل التصويت على مشروع القرار إن "معظمنا يشترك في العديد من نفس الأهداف. أولا وقبل كل شيء، نريد أن نرى وقفا فوريا ومستداما لإطلاق النار كجزء من صفقة تؤدي إلى إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين لدى حماس والجماعات الأخرى، وهذا من شأنه أن يسمح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية والمساعدات المنقذة للحياة إلى غزة". وأضافت أن قرار مجلس الأمن لن يكون له معنى كبير إذا لم يتم تطبيقه على أرض الواقع، ولهذا السبب تعمل الولاياتالمتحدة ومصر وقطر على مدار الساعة في المنطقة لتأمين وقف فوري ومستدام لإطلاق النار كجزء من صفقة تؤدي إلى إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين لدى حماس والجماعات الأخرى. وبعد التصويت، قالت السفيرة الأمريكية تعليقا على استخدام روسياوالصين الفيتو ضد مشروع القرار، إن هناك سببين تهكميين بشدة وراء ذلك التصويت، أولهما أن روسياوالصين "ما زالتا غير قادرتين على إدانة حماس للهجمات الإرهابية التي وقعت في السابع من أكتوبر". وأوضحت أن السبب الثاني هو أن الصينوروسيا لم ترغبا في التصويت لصالح قرار صاغته الولاياتالمتحدة "لأنهما تفضلان رؤيتنا نفشل بدلا من رؤية هذا المجلس ناجحا". وأضافت: "نعلم جميعا أن روسياوالصين لا تقومان بأي جهد دبلوماسي لتعزيز السلام الدائم أو المساهمة بشكل هادف في جهود الاستجابة الإنسانية". وأشارت إلى أنه ربما يكون هناك مشروع قرار آخر "يرغب بعضكم في النظر فيه، ولكن في شكله الحالي، يفشل ذلك النص في دعم الدبلوماسية الحساسة في المنطقة. والأسوأ من ذلك أنه يمكن أن يمنح حماس ذريعة للانسحاب من الصفقة المطروحة على الطاولة".
وقال السفير الروسي لدى الأممالمتحدة فاسيلي نيبينزيا إن الولاياتالمتحدة وعدت مرارا وتكرارا بالتوصل إلى اتفاق لإنهاء القتال، "والآن أدركت الولاياتالمتحدة أخيرا الحاجة إلى وقف إطلاق النار، بعد مقتل أكثر من ثلاثين ألفا من سكان غزة". وتابع إن الولاياتالمتحدة تحاول "بيع منتج" للمجلس باستخدام كلمة "ضروري" في قرارها، مشيرا إلى أن "هذا لا يكفي" ويجب على المجلس أن "يطالب بوقف إطلاق النار". وأضاف أن النص لم يتضمن أي دعوة لوقف إطلاق النار، واتهم القيادة الأمريكية "بتضليل المجتمع الدولي عمدا". وقال إن المسودة مجرد تلاعب بالناخبين الأمريكيين "ورمي طعم لهم" في دعوة لوقف إطلاق النار. وذكر السفير الروسي أن الولاياتالمتحدة استخدمت "بدم بارد حق النقض (الفيتو) أربع مرات في مجلس الأمن بهذا الخصوص". وأضاف "منذ البداية كان واضحا أن ما يسمى بالمفاوضات التي كان الزملاء الأمريكيون منخرطون فيها في هذا الخصوص كانت تهدف إلى إطالة الوقت. تم تجاهل كافة تعليقاتنا وخطوطنا الحمراء مرارا وتكرارا". وذكر أن مشروع القرار الأمريكي يحتوي على "ضوء أخضر فعال لإسرائيل للقيام بعملية عسكرية في رفح". وقبيل التصويت، قال السفير الروسي لأعضاء مجلس الأمن "إذا مررتم هذا القرار سوف يلحق بكم العار". وقال إن مشروع قرار بديل "متوازن وغير سياسي" يجري توزيعه من قبل بعض الأعضاء الآخرين في المجلس، في إشارة إلى المشروع المقترح من الدول العشر غير دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي.