سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ميزانية المافيا تفوق الاتحاد الأوروبي وتقترض منها مؤسسات العالم ..المشاركون فى نشاطها على مستوى العالم 60 ألفا ..أرباحها تأتى من الابتزاز وتجارة الأسلحة والدعارة وتهريب البشر
يدق الإعلام الغربي ناقوس الخطر حول انتشار وتنامي نفوذ العصابات المنظمة التي تعرف باسم "المافيا" حيث تضخمت ميزانيتها وكثرت أعداد التابعين لها، في الوقت الذي تعاني فيه الحكومات من تراجع وركود اقتصاديين. وأعلن وزير الخارجية الإيطالي الأسبوع الجاري أن جماعات المافيا الإيطالية لديها ميزانية سنوية أكبر من ميزانية الاتحاد الأوروبي. وزعم كيوفاني بروزي مدير السياسة الأمنية في الحكومة الإيطالية، أن دخل من وصفهم بالغوغاء يزيد على 200 مليار يورو "166 مليار دولار"، مقارنة مع إجمالي إنفاق الاتحاد الأوروبي 140 مليار يورو "116 مليار دولار". وحذّر خبراء من أن الركود الوحشي في إيطاليا، يتزايد في إيطاليا مع عزوف البنوك عن إقراض المال؛ مما دفع المزيد من الشركات في الاتجاه إلى الجريمة المنظمة طلبا للمساعدة. وقال بروزي متحدثا في مؤتمر في بروكسل هذا الأسبوع إن عصابات الجريمة في إيطاليا حولت استثماراتها إلى الخارج، و10% فقط من ميزانيتها لا تزال متوقفة داخل البلاد، أما بقية أموالهم فيتم استثمارها في أوروبا وأماكن أخرى، ولدى المافيا أصدقاء جيدون في كل مكان. وتأتي هذه الأنباء خلال فوز حزب المخلوع سيلفيو برلسكوني، بينما يتهمه سياسيون وإعلاميون بمحاولة تدمير مشروع قانون يحد من قدرة المافيا على بيع الأصوات لإفساد السياسيين في جنوبإيطاليا، وفقا لتقرير مستقل. ويبدو أن التشريع الذي تم تمريره بالفعل من خلال مجلس الشيوخ الإيطالي، معرض للتجميد من قبل الكثير من التعديلات التي قد يطبقها فوز رئيس وزراء إيطاليا. وقالت دراسة إن جماعات المافيا في إيطاليا جمعت مالا السنة الماضية أكثر من ماكدونالدز وبنك دويتشه. هذه الدراسة التي أجراها معهد بحوث ديموسكوبيكا في روما سلطت الضوء على مصادر الكسب التي جمعوا من خلالها تلك الأموال الطائلة. تقول الدراسة: إن حجم الأرباح جاء على أساس نشاطاتهم التقليدية التي يستطيعون جذب المال من خلالها، تجارة المخدرات، التخلص من القمامة بشكل غير قاوني، الابتزاز، الاختلاس، مبيعات الأسلحة، الدعارة وتهريب البشر، مما يجعل عائلة الجريمة أكبر من كثير من التكتلات العالمية المتعددة. وتسلط مزاعم هذا التقرير الخوف حول قوة جماعة المافيا العالمية، حيث يرتفع تأثيرها بلا رادع، وكثير من الغوغاء بدؤوا في الانضمام إليهم، واقترحت بعض التقارير أن أكثر من 60 ألف شخص في جميع أنحاء العالم يشاركون في أنشطة إحدى عائلات المافيا. ولا يقتصر نشاطات المافيا على الأعمال التجارية غير المشروعة، ولكن تتضمن أعمال قتل وانتقام، وتطال مسؤولين يحاولون سن قوانين تقيد من تحركهم وانتشارهم. وخططت المافيا في صقلية لاغتيال وزير العدل الإيطالي عام 2010، الأمر الذي نجح وأصبح تنظيم كوزا نوسترا الإجرامي هو الأكثر جرأة منذ عقود. وبعد 22 عاما من قتل رجال عصابات كوزا نوسترا "وهو أحد أسماء المافيا" قاضيين معاديين للمافيا في تفجيرات هزت إيطاليا، وأدت إلى رد فعل عنيف ضد عصابات الجريمة، كانت المافيا تخطط لإحداث هزة كبيرة على نفس المستوى عندما كانت تخطط لاغتيال وزير العدل الإيطالي. وبدأت جماعات المافيا كجماعات في صقلية مناهضة للاحتلال الفرنسي لأراضي صقلية عام 1282، وكانت منظومة سرية تسمى "موت الفرنسيين هو صرخة إيطاليا" والتي تشكل الحروف الأولى لكلماتها كلمة "مافيا"، ثم تطورت مع مرور التاريخ إلى عصابات إجرامية، انتشرت من خلال الهجرة إلى أوروبا وأمريكا، وتمارس أعمالا غير مشروعة بشكل منظم.