في خضم أحداث صعبة لا تحيط فقط بالمنطقة العربية بل تحيط بالعالم أجمع تنطلق الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية في دورتها العادية الثانية والثلاثين على مستوى الوزراء والمندوبين في مدينة جدة السعودية.. وملفات عدة تبحثها طاولة القادة العرب في قمتهم ما بين الاقتصاد والسياسة وقضايا الأمن الغذائي والمائي العربي وتحقيق التكامل الاقتصادي وأزمات الطاقة. القمة تناقش أيضا عددا من الملفات منها الاستراتيجية العربية للسياحة والاستراتيجية العربية للاتصالات والمعلومات المعروفة اختصارا باسم "الأجندة الرقمية العربية"، والعقد العربي الثاني للأشخاص ذوي الإعاقة وغيرها وتعزيز العمل العربي الاقتصادي والاجتماعي من أجل تخفيف المعاناة عن الفئات الضعيفة في المجتمعات العربية. وتأتي القمة وسط عدة عوامل مالية عالمية منها أن الاقتصاد العالمي تعرض ومازال إلى العديد من الأزمات المالية عقب جائحة كورونا وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية وأكثر من 14 ألف عقوبة غربية من الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا علي روسيا والعجز المالي في موازنات بعض الدول العربية وانشغال العديد من الدول العربية بمعالجة أوضاعها المالية والاقتصادية، ولذا تترقب الشعوب العربية بفارغ الصبر قمة الرياض آملين حل مشكلاتهم رغم كل التحديات من خلال تفعيل السوق العربية المشتركة والاهتمام بقضية الأمن الغذائي ومنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى وتوحيد التعريفة الجمركية إلى جانب ملف الاقتصاد الرقمي والاقتصاد الأخضر وتنفيذ خطط التنمية المستدامة 2030، ومواصلة مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية على مختلف الأصعدة فضلًا عن التعاون الفضائي العربي، والتنمية الزراعية العربية المستدامة، وتحسين الإنتاج والمحافظة على الموارد الطبيعية، واستدامة المراعي العربية، ورفع معدلات ونسب التجارة البينية العربية التي لم تصل في أفضل حالاتها إلى 3 مليار دولار رغم أن السوق العربية يصل حجم مستهلكيها إلى نحو 450 مليون مستهلك، ومع وجود العديد من السلع المدرجة على قائمة التبادل التجاري بين الدول العربية، بداية من السلع الغذائية والخضراوات والفاكهة إلى الصناعات الغذائية مثل الألبان والعصائر ومصنعات اللحوم، وأيضا منتجات الصناعات الكيماوية والمنظفات والمنتجات الجلدية والمنسوجات والملابس، يضاف إلى ذلك تجارة الخدمات، رغم كل ذلك يبقى حجم التجارة البينية العربية يتراوح بين 8 إلى 10 % فقط، بينما يبقى التبادل التجاري العربي مع أسواق العالم يصل لنحو 90 %. القضية الفلسطينية لن تغيب عن القمة من حيث التمكين الاقتصادي والاجتماعي بدولة فلسطين، فضلا عن مستقبل سوريا ودعمها بعد عودتها الي الجامعة العربية وازمات ليبيا واليمن وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية وملف الإرهاب وتأثيره على المنطقة وأزمة الطاقة والتقارب العربي الإيراني وإصلاح الجامعة العربية وتداعيات جائحة كورونا. القمة العربية تمثل فرصة للقادة العرب لمناقشة وبحث القضايا التي تهم الشارع العربي في خضم الأزمة الأوكرانية مثل قضايا الطاقة والغذاء فضلا عن مناقشة القضية الفلسطينية التي تعتبر من أهم القضايا المطروحة. وفي وقت سابق بحث وزراء الخارجية العرب بالقاهرة خلال اجتماعاتهم التحضيرية للقمة العربية مجموعة من الملفات ومشروعات القرارات التي تطرح على القادة ووافقوا علي عودة سوريا لعضويتها الكاملة في الجامعة العربية. القضية الفلسطينية من القضايا المحورية في المنطقة وستاخذ حيز كبير من المناقشات خاصة بعد العدوان الأخير لإسرائيل علي غزو وسيتم التأكيد على أهمية الوحدة العربية ودعم القضية الفلسطينية، وبحث سبل حل العديد من الأزمات السياسية التي تعاني منها الدول العربية ولاسيما الأزمة الليبية الداخلية والأزمة السورية وإعادة الاعمار والازمات اليمنية والسودانية ودعم جهود الرياض في التوصل إلي حل للازمة عبر جمع طرفي النزاع علي طاولة واحدة للتفاوض. وفى وقت سابق من اليوم الأربعاء 17 من مايو الجارى، عقد وزراء الخارجية العرب سلسلة من اجتماعات اللجان الوزارية المعنية بمتابعة عدد من القضايا المهمة قبيل انطلاق الاجتماع الوزاري التحضيري الذي يعد جدول أعمال ومشروعات القرارات التي سترفع إلى القمة العربية الثانية والثلاثين في جدة بالمملكة العربية السعودية.وتشارك سوريا بوفد رسمي وإعلامى كبير فى الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية المرتقبة بعد استعادة دمشق لمقعدها بعد غياب استمر ل 12 عاما. ويرأس الرئيس السوري بشار الأسد وفد بلاده في القمة العربية وذلك بعد تسلمه الاسبوع الماضي دعوة رسمية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود لحضور القمة. واستضافت السعودية القمة العربية ال 29 في مدينة الظهران شرق السعودية في أبريل عام 2018 وكانت تحمل اسم قمة القدس. الجانب الأمني، ومكافحة الإرهاب في المنطقة يمثل أولوية كبيرة، في ظل تداعيات الأزمات العالمية، ومواقف الدول العربية من الأزمة في أوكرانيا، والتي خلقت بعض الفتور مع واشنطن ودول الغرب، وتراجع الدور الأوروبي وتنامي العلاقات العربية مع الصين وهناك أيضا ملف سد النهضة والأمن المائي العربي. وفي ملف الأمن الغذائي، هناك إنجازات كبري تحققت وسيتم عرضها على القادة العرب من أجل الإرتقاء بنسبة الإكتفاء الذاتي، حيث تعاني المنطقة العربية من فجوة غذائية كبيرة، موضحًا أن القادة العرب اهتموا بملف الأمن الغذائي ضمن الأمن القومي العربي فالرياض وحدها قدمت 10 مليارات دولار للحفاظ على الأمن الغذائي العربي.