وجدت دراسةٌ حديثة أنَّ النساءَ اللواتي لا يحصلنَ على كالسيوم كافٍ في نظامهنَّ الغذائي، يكنَّ عرضةً لخطر مواجهة حالة مَرَضية هرمونية تنتُج عن فرطٍ في نشاط الغدد المُجاورة للدرقيَّة (الدُّريقات)، ممَّا يُؤدِّي إلى ضعف في العظام وكسور. أفادت الدكتورة جولي بايك وزملاؤها، في مستشفى بريغام والنساء في بوسطن، أنَّ زيادةَ المدخول من الكالسيوم يُمكن أن تُقلِّلَ من خطر إصابة النساء بتلك الحالة التي تُعرَف باسم "فرط الدُّريقات الأوَّلي". تابع الباحثون في هذه الدراسة حالات أكثر من 58 ألف امرأة أمريكيَّة، تراوحت أعمارهنَّ بين 39 إلى 66 عامًا، من دون أن يكون لديهنَّ تاريخٌ مرضي من ناحية فرط الدُريقات الأوَّلي، واللواتي شملتهنَّ دراسةٌ كبيرة وطويلة. جرى توزيعُ المُشارِكات على خمس مجموعات مُتساوِية على أساس مدخولهنَّ من الكالسيوم ضمن أنظمتهنَّ الغذائيَّة؛ كما جُمِعت أيضًا المعلوماتُ حولَ هذا المدخول من الكالسيوم كلَّ أربعة أعوام خلال فترة الدراسة التي امتدَّت إلى 22 عامًا. وخلال هذا الوقت، حدَّد الباحِثون 277 حالة لفرط الدُريقات الأولى. وبعدَ الأخذ بعين الاعتبار العُمر ومُؤشِّر كتلة الجسم والعِرق، كشفت الدراسةُ أنَّ عاملَ الخطر عند النساء اللواتي حصلن على أعلى مدخول من الكالسيوم كان أقلَّ بنسبة 44 في المائة من النساء ذوات المدخول الأدنى من الكالسيوم من ناحية الإصابة بفرط الدُريقات الأوَّلي. نوَّه الباحِثون إلى أنَّ النساءَ اللواتي تناولن 500 ميليغرام فقط من مكمِّلات الكالسيوم بشكل يومي كان لديهنَّ نسبةُ خطر للإصابة بفرط الدُريقات الأولى أقلَّ بنسبة 59 في المائة من النساء اللواتي لم يتناولن أيَّة مُكمِّلات للكالسيوم. خَلُصَ فريقُ بايك إلى نتيجة مفادها أنَّ المدخولَ الزائد من الكالسيوم بشكليه، كنظام تغذية أو مُكمِّلات، يترافق مع خطر أقل للإصابة بفرط الدُريقات الأولى عند النساء. كتب جيمس نورمان، كبير الجرَّاحين في مركز نورمان للغدد المجاورة للدرقيّة في مدينة تامبا في فلوريدا، قائلًا "إنَّ الدراسة تُقدِّم دليلًا لدعم الأطبَّاء في تشجيع النساء المريضات وبثقة على تناول مُكمِّلات الكالسيوم". يُصيب فرطُ الدُريقات الأولى واحدًا من كلِّ 800 شخص خلال فترات حياتهم، وهو شائع الانتشار بدرجة كبيرة بين النساء ما بعد سنِّ اليأس، في عمر الخمسين إلى غاية الستِّين. ولكن، بينما وجدت الدراسةُ ارتباطًا بين مدخول الكالسيوم وفرط الدُريقات الأولى، لم تُبرهِن على وجود علاقة سبب ونتيجة.