يُبيِّن بحثٌ جديد من أستراليا أنَّ مقدارًا كبيرًا من اللويحات المَرَضية (التي تُسمَّى اللويحات النشوانيَّة) في الدماغ قد يُسبِّب فقدانًا للذاكرة عندَ كبار السنِّ الأصحَّاء، بشكل أكثر أهميَّة من عامل الخطر الوراثي الذي يترافق مع مرض ألزهايمر. قالت مُعِدَّةُ الدراسة ياِن ينغ ليم، من جامعة مِلبورن في أستراليا: "إنَّ اكتشافَنا بأنَّ تراجعَ الذاكرة المُتعلِّق بلويحات الدماغ، والذي يمكن أن يحدثَ رغم أنَّ الذاكرة والتفكير يبدوان طبيعيين، يُظهر أنَّ بالإمكان اكتشاف تلك التغيُّرات المُتعلِّقة بالدماغ وقياسها بينما لا يزال كِبار السنِّ في حالة صحيَّة جيِّدة. وهذا ما يمنح فرصةً كبيرة لفهم تطوُّر مرض ألزهايمر في بدايته، بل يُقدِّم أرضيَّةً راسخة لتقييم المعالجات التي تستهدف لويحات الدماغ". أجرى الباحِثون تصويرًا للدماغ (تصوير مقطعي بالإصدار البوزيترونيِّ) وفحصًا للجين المتوقَّع لما يقرب من 150 بالغًا من المتقدِّمين في السنِّ، وكان متوسِّطُ أعمارهم 76 عامًا، ولم يشكوا من مشاكل في الذاكرة أو التفكير. راقبَ الباحثون الوظيفةَ الدماغية للمجموعة على مدى ثمانية عشر شهرًا، مُستخدمين فحوصات تقوم على الكومبيوتر وألعاب الورق، وطلبوا من المشاركين أن يحفظوا عن ظَهرِ قَلب قوائمَ من الكلمات. أظهرت الدراسةُ أنَّ الأشخاصَ الذين كان لديهم لويحاتٌ دماغية أكثر في البداية، حدث لهم تدهور من ناحية فحوصات تقييم الذاكرة وصلَ إلى 20 في المائة أكثر من الأشخاص الذين كانت اللويحات الدماغية عندهم أقلَّ. كما وجد الباحِثون أيضًا أنَّ المُشاركين الذين حملوا الجينَ المتَّهم، حدث لديهم فقدان في الذاكرة أكثر من الذين لم يوجد لديهم عاملُ الخطر الجيني هذا. لكن نَوَّه الباحِثون إلى أنَّ حمل الجين لم يُؤثِّر في تراجع الذاكرة المترافق مع اللويحات. قالت ليم: "تُظهِر نتائج دراستنا أنَّ لويحات الدماغ قد تكون عاملًا أكثر أهميَّة في تحديد من هم أكثر عرضةً لخطر تدهور الإدراك أو أمراض أخرى تُصيب الذاكرةَ، كمرض ألزهايمر. ولكن، للأسف، يعدُّ فحصُ البنية الوراثية للجينة أسهل وأقل تكلفة بكثير من إجراء تصوير اللويحات النشوانيَّة". رغم اكتشاف الباحثين لوجود ارتباط بين لويحات الدماغ وزيادة فقدان الذاكرة، لم يُبرهِنوا على وجود علاقة سبب ونتيجة.