تقول دراسةٌ حديثة إنَّ كبارَ السنِّ الذين يشعرون بالوحدة عرضةٌ لزيادة خطر الإصابة بالخَرف. أكَّد الباحِثون أنَّ الشعورَ بالوحدة مُنفصلٌ عن كون المرء يعيش وحيدًا. اشتملت الدراسةُ على أكثر من 2000 مُسنٍّ في هولندا، لم يكن لديهم أيَّةُ علامات للخرَف. عاش نصفُ عدد المُشاركين تقريبًا وحدهم، وقال ما يقارب 75 في المائة إنَّهم لم يتلقَّوا دعمًا اجتماعيًَّا، كما قال نحو 20 في المائة إنَّهم شعروا بالوحدة. بعدَ ثلاث سنوات من المُتابعة، ظهرت حالةُ الخَرف عند نحو 9 في المائة من المُشاركين الذين عاشوا وحيدين، وعند ما يُقارب 6 في المائة من الذين عاشوا مع أشخاص آخرين، و5 في المائة عند الذين تلقَّوا دعمًا اجتماعيًا، ونحو 11 في المائة عند الذين لم يتلقَّوا أيَّ دعم اجتماعي. ووصلت نسبةُ الإصابة بالخرف إلى أكثر من 13 في المائة عند المُسنِّين الذين أحسُّوا بالوحدة، و6 في المائة تقريبًا عند الذين لم يشعروا بالوحدة. كشف المزيدُ من التحليل عن أنَّ الأشخاصَ الذين عاشوا وحدَهم، أو لم يعودوا متزوِّجين، كانوا أكثرَ ميلًا للإصابة بالخرف بنسبةٍ تراوحت ما بين 70 إلى 80 في المائة مُقارنةً بالأشخاص الذين عاشوا مع آخرين أو كانوا متزوِّجين بحسب ما وجده الباحِثون. كان المُسنُّون الذين أحسُّوا بالوحدة أكثرَ ميلًا للإصابة بالخَرف بمرَّتين ونصف من المُسنِّين الذين لم يشعروا بالوحدة، كما وجدت نتائجُ الدراسة. عندما أخذ الباحِثون في الاعتبار عواملَ مُؤثِّرة أخرى، وجدوا أنَّ الأشخاصَ الذين أحسُّوا بالوحدة كانوا لا يزالون أكثرَ ميلًا للإصابة بالخَرف بنسبة 64 في المائة؛ بينما لم تُوجد تأثيراتٌ لمظاهرَ أخرى من العزلة الاجتماعيَّة. قال مُعدُّو الدراسة: "تُشير هذه النتائجُ إلى أنَّ الشعورَ بالوحدة يُساهِم بشكل مستقلٍّ في خطر الإصابة بالخَرف في مراحل متأخِّرة من الحياة". وقالوا أيضًا إنَّ نتائجَ دراستهم التي طبَّقوها بالتساوٍي على الرجال والنساء، من المُحتمل أن تكون مُهمَّةً عندما نأخذ في الاعتبار تعدادَ كبار السنِّ والعدد المُتزايد للأشخاص الذين يعيشون وحدَهم. وجدت الدراسةُ ارتباطًا بين الوحدة وزيادة خطر الإصابة بالخَرف، لكن لم تُبرهِن على علاقة سببٍ ونتيجة.