قال الدكتور رائد العزاوي مدير مركز الأمصار للدراسات السياسية والاقتصادية، إن زيارة السوداني لفرنسا لها أبعاد كثيرة، منها شكل العلاقة بين العراقوفرنسا بواقع ما تملك فرنسا من ضغوطات كلاعب مهم في المنطقة، مشيرًا إلى أن الشركات الفرنسية ورجال الأعمال الفرنسيين يسعون للدخول إلى السوق العراقي بشكل أو بآخر نظرًا لأهمية هذا السوق، وستحقق تنمية اقتصادية كبيرة للعراق. أضاف "العزاوي" في لقاءه عبر قناة العربية الحدث: "فرنسا لديها رؤية فيما يخص حلفاء العراق ونقصد هنا إيران وتأثير إيران على لبنان وكذلك لديها ثقلها السياسي في لبنان"، ومن خلال هذه الزيارة أيضًا سيطرح السوداني مشروع مهم لكي تكون العلاقة سياسية اقتصادية مهمة مع فرنسا بواقع حلحلة كل الأزمات وحلحلة أزمة إيران وعلاقة إيران بالغرب. وتابع العزاوي قائلا:"أيضا بالتأكيد سيكون الحوار محاولة لفتح باب النقاش حول الملف النووي الايراني وعلاقة ايران بحلفائها (اليمن-لبنان-سوريا) وأيضا حول المخاطر التي تشكلها إيران على منطقة الخليج العربي بواقع أن فرنسا لديها ثقلها الاقتصادي ليس في العراق فحسب بل في منطقة الخليج العربي كذلك. وأكد مدير مركز الأمصار على أهمية هذه الزيارة بالنسبة للعراق، وأن رئيس الوزراء بدأها بمقال مهم جدا، باحثا عن خطوات نحو إعادة دور فرنسا في الواقع الاقتصادي والاستثماري في العراق، أيضا سيذهب السوداني إلى شركة داسو وهي من كبريات شركات صناعة الطائرات بالعراق وذلك لتنويع مصادر التسليح ومنها طائرات إيرافات وهي طائرات مهمة جدا اعتقد ان دول قليلة في المنطقة باستثناء مصر يمكن أن تحوز على هذه الانواع من الطائرات لذلك فالسيد السوداني يريد ان ينوع حلفاءه في المنطقة. وبالحديث عن وضع عنوان لجولة الرئيس السوداني علق العزاوي قائلا: العنوان الأهم الذي يمكن وضعه "السوداني في باريس من أجل إنقاذ الاقتصاد وإعادة دور الشركات الرصينة في بناء التنمية في العراق"، وهي خطوة مهمة جدا في هذا التوقيت، أولا لأننا نعاني لسنوات طويلة من هذه الشركات بسبب الفساد من شركات وهمية، وكذلك وجود ضغوطات داخل الشارع العراقي بخصوص موضوع الدولار من الولاياتالمتحدةالامريكية والبنك الفيدرالي الأمريكي على مؤسسات وشركات وأشخاص بسبب وجود شبهات فساد على هذه الشركات، علاوة على تراجع قيمة العملة العراقية في وقت ضغط العملية السياسية. وأردف قائلًا: زيارة باريس خطوة واسعة إلى الأمام نحو فتح باب لطمأنة الشارع العراقي عبر استقطاب شركات مهمة في فرنسا للاستثمار في العراق. وفيما يتعلق بالاختلاف بين انفتاح الكاظمي عربيا وشرق أوسطيا وانفتاح السوداني أوروبيا علق العزاوي قائلا: "السوداني سيكون في شهر مارس في القاهرة ويطمح لان يقوم بخطوات لزيارة المملكة العرببة السعودية وهناك فعلا تواصل واتصالات مهمة جدا.. السيد كما سيكون هناك لقاء ثلاثي عراقي مصري أردني وأيضا سيكون هناك لقاء على مستوى اللجنة العليا او اللجنة المشتركة على مستوى رؤساء الوزراء وسيكون هناك في مارس خطوات مهمة جدا نحو تفعيل عدد كبير من الاتفاقيات الموقعة مع حكومة السيد الكاظمي الذي كان متوازنا في علاقاته العربية وعلاقاته الاوروبية. وختم العزاوي مداخلته على قناة الحدث قائلا: "السوداني يسير على نفس المنهج باستثناء أن هناك خطوات اولوية لهذه الحكومة.. فحرية حركة السوداني أكثر بكثير من حكومة الكاظمي لكن في نهاية المطاف هي على نفس المسار باتجاه عربي متوازن مع الاتجاه الاقليمي ومتوازن ايضا مع الاتجاه الغربي حتى مع الولاياتالمتحدةالأمريكية رغم انها لم تبدي شيئا او مرونة مع حكومة السوداني حتى هذه اللحظة.