سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
انتهى عصر التنظيمات الإرهابية الكبيرة وبدأ أمراء النكاح.. داعش والنصرة وأنصار الشريعة يتزعمون الخوارج الجدد.. ومعركة " عرب شركس " انتصار على بيت المقدس
انتهى عصر التنظيمات الكبيرة - مثل الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد - وبدأ عصر التنظيمات الصغيرة التكفيرية التي ترتبط بتنظيم القاعدة فكريًّا لا تنظيميًّا، وكان ذلك إيذانًا بعصر التنظيمات المتحالفة مع "القاعدة"، وعصر جماعات التكفير أو الخوارج الجدد، الذين أصبحت لهم جماعات إقليمية في كل المنطقة العربية كتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، و"جبهة النصرة"، و"أنصار الشريعة" وغيرها من التنظيمات الإرهابية. التنظيمات الكبيرة انتهت علاقتها بالعنف - عبر وثيقة ترشيد الجهاد ومراجعات الجماعة الإسلامية - فاعتبرت هذه الكيانات الصغيرة أن التنظيمات الكبيرة نقضت عهدها وارتمت في أحضان النظام وتركت الجهاد، وقد تزامن مع ذلك ذيوع صيت تنظيم القاعدة ورفعه لراية الجهاد - مع بقايا تنظيم الجهاد الرافض للوثيقة - فشكل هذا كِيانًا يُعرَف ب "تيار السلفية الجهادية"، ويُعَدّ المفهوم الأعَمّ للتنظيمات التي ترى حمل السلاح وسيلة للتغيير. وبشكل غير رسمي، فقد بدأت هذه التنظيمات تتواصل فكريًّا مع "القاعدة" ومنظِّريها - وأبرزهم أبو محمد المقدسي الأردني، الذي يُعَدّ أحد أهم روافد التنظيم الفكرية والعلمية - مستخدمين في ذلك شبكة الإنترنت في استقاء المعلومات الفقهية والتسليحية، وإعادة طباعة ما يُتداوَل على شبكات الإنترنت في المواقع الجهادية وتداوُله في ما بينهم، وفي هذه الآونة بدأت تتشكل جماعة "أنصار بيت المقدس"، إذ كان هدفهم الأول توجيه ضربات متلاحقة إلى الكيان الصهيوني عبر تفجيرات خط الغاز، واستطاع القيادي الجهادي "توفيق فريج زيادة" - الذي قُتل خلال الأيام الماضية بسبب عبوة ناسفة انفجرت فيه - وبعد أن رافق خالد المساعيد، زعيم تنظيم التوحيد والجهاد، أن يشكِّل مجموعة أطلق عليها "أنصار بيت المقدس"، وتَوَلَّى تدريبها في صحراء سيناء. التنظيم بدأ في الفترة الأخيرة في النشاط، وأصبح مقصداً لكثيرين من الشباب الذين يرغبون في حمل السلاح ومواجهة "الدولة الكافرة" - حسب تعبيرهم - ليدرَّبوا وتتشكَّل مجموعات منهم تنتشر في المحافظات الأخرى ليصبحوا خلايا نائمة تُستخدَم في الوقت المناسب. "أنصار بيت المقدس" كانت التنظيم الأب لباقي التنظيمات الأصغر، إذ يتولى هذا الكيان تدريب الشباب على استخدام السلاح وإعداد المتفجرات، انتهاءً بإعطاء الدورات العلمية الفكرية التي تعطيهم المسوِّغ الشرعي لما يقومون به من عمليات إرهابية مسلَّحة، وفي ظل حكم جماعة الإخوان الإرهابية المحظورة استطاع هذا التنظيم أن يقوي من نفسه ويطور من إمكاناته ويعمل بشكل مكثَّف، فزاد عدده وسلَّح نفسه بشكل جيد، حتى إذا سقط نظام الإخوان وحدث فضّ اعتصامي رابعة العدوية ونهضة مصر، أعلن هذا التنظيم النفير العامّ واعتبر عناصر الجيش والشرطة أهدافًا له.