أظهرت نتائجُ واعِدة ٌ لدراسة سريريَّة واسعة أنَّ أوَّل لقاح عالمي ضد الملاريا سيُطرح في الأسواق عند حلول العام 2015؛ ويُمكن لهذا اللقاح إنقاذ أرواح مئات الآلاف كل عام. وجدت المرحلةُ الثانية من التجربة السريريَّة، والتي اشتملت على أكثر 15 ألف رضيعٍ وطفل صغير في أفريقيا، أنَّ اللقاحَ المُسمَّى RTS، S استمرَّ في وقاية الصغار من الملاريا لفترة وصلت إلى 18 شهرًا بعد أخذ اللقاح. يعمل 11 مركز بحثٍ في 7 دول أفريقيَّةٍ على هذه التجربة المُستمرَّة، إضافةً إلى شركات دوائيَّة تهتم بلقاح الملاريا. قال المُشرفُ على الباحثين هاليدو تينتو، من موقع التجربة في بوركينا فاسو في غرب أفريقيا: "يبدو أنَّ RTS، S، المُرشَّح لأن يكون لقاحًا للملاريا، لديه الإمكانيَّة في أن يُحدِث تأثيرًا مهمًا في الصحَّة العامة". "إنَّ الوقايةَ من هذا العدد الكبير من حالات الملاريا في المُجتمع سيعني تراجعًا في عدد الأسرَّة التي يشغلها الأطفال في المستشفيات؛ وبذلك ستُوفِّرُ العائلات المزيدَ من الوقت والمصاريف من أجل العناية بهؤلاء الصغار، وستتمكَّن من القيام بمزيد من العمل والنشاطات الأخرى. لن ننسى طبعًا أنَّ الصغارَ أنفسهم سيجنون فوائد تمتُّعهم بصحة أفضل". في أثناء فترة فترة المتابعة، التي وصلت إلى 18 شهرًا، كان هناك انخفاضٌ بنسبة 46 في المائة في عدد حالات الملاريا عند الأطفال الذين تراوحت أعمارهم بين 5 إلى 17 شهرًا، عند أوَّل لقاح؛ ونقص العددُ بمقدار 941 حالة ملاريا لكلّ 1000 طفل (نوَّه الباحِثون إلى أنَّ الطفل يُمكن أن يُصاب بأكثر من حالة واحدة للملاريا). تراجعت حالات الملاريا الشديدة بنسبة 36 في المائة؛ وتراجع عدد حالات دخول المستشفى بسبب الملاريا بنسبة 42 في المائة. بالنسبة إلى الصغار، الذين تراوحت أعمارُهم بين 6 إلى 12 أسبوعًا عند أخذ اوَّل لقاح، كان هناك تراجع بنسبة 27 في المائة في عدد حالات الملاريا في أثناء فترة المُتابعة التي استمرَّت 18 شهرًا، ونقص العدد بمقدار 444 حالة ملاريا لكل 1000 صغير. وجد الباحِثون أيضًا أنَّه كان هناك تراجع بنسبة 15 في المائة في حالات الملاريا الشديدة، و17 في المائة بالنسبة إلى حالات دخول المستشفى بسبب الملاريا. من المُتوقَّع الحصولُ على مزيد من البيانات من فترة المتابعة التي تصل إلى 32 شهرًا؛ ومن تأثير الجرعة الدَّاعمة الرابعة التي قُدِّمت بعد 18 شهرًا من الجرعات الثلاث الأوليَّة، عند حلول العام 2014. قال تينتو: "تشهد أفريقيا ما يقرُب من 600 ألف حالة وفاة سنويًا بسبب الملاريا، وبشكل رئيسيّ الصغار دون الخامسة من العُمر". "تعجُّ أجنحةُ المستشفيات في أفريقيا بمرضى الملاريا؛ ولا تمتلك هذه المستشفياتُ الوسائل الفعليَّة والكافية لمواجهة المرض، لهذا نحتاج إلى المزيد من الوسائل من أجل مُواجهة هذا المرض المُريع".