مع تسارع وتيرة الأحداث في إيران، دخلت الاحتجاجات شهرها الثالث حيث يتجدد يوميا الحراك الشبابي الذي تفجر منذ مقتل الشابة الكردية مهسا أميني سبتمبر الماضي، ودعا طلاب جامعة بهشتي إلى الإضراب، والامتناع عن الدراسة وتنظيم وقفة احتجاجية للتنديد باعتقال مئات الطلاب خلال الفترة الماضية ممن شاركوا في التظاهرات، وترهيب عائلاتهم. ومنذ وفاة أميني على يد شرطة الأخلاق، والتظاهرات لم تهدأ في البلاد، فقد أشعل موتها احتجاجات غير مسبوقة في إيران، تقدمها طلاب الجامعات والمدارس، فضلا عن النساء والفتيات في مختلف المحافظات. وتصدت القوات الأمنية بشكل عنيف للمحتجين، ما أدى إلى مقتل المئات منهم، وأعلنت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان "هرانا" أن 314 متظاهراً قتلوا في الاضطرابات، بينهم 47 قاصراً، واعتقل ما لا يقل عن 14170 شخصاً، بينهم 392 طالباً، في تلك الاحتجاجات التي خرجت في 136 مدينة وبلدة و134 جامعة. وتشهد إيران أكبر موجة احتجاجات منذ عام 1979، وكانت وثيقة سرية كشفت بأن عدد المعتقلين في الاحتجاجات الايرانية، أكثر من 20 ألف محتج خلال الأسابيع الماضية من عمر الانتفاضة الايرانية. واعتقلت قوات الحر س الثوري، 9654 شخصًا و9545 شخصًا من قبل قوى الأمن الداخلي (الشرطة) و1246 شخصًا من قبل عناصر وزارة المخابرات، وفقا للوثيقة التى تم إعدادها لخامنئي ولدى لجنة الأمن ومكافحة الإرهاب للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. ورد النظام بقيادة المرشد علي خامنئي بحملة قمع أوقعت أكثر من 170 قتيلاً وفق منظمة غير حكومية، إضافة إلى آلاف الموقوفين تم توجيه الاتهام لألف منهم، يواجهون عقوبات في حال إدانتهم تصل إلى الإعدام بحسب التقارير.