اتهم زعيم محتجين ليبيين الولاياتالمتحدة اليوم الثلاثاء بانتهاج سلوك القراصنة بعد أن احتجزت قوات من البحرية الأمريكية ناقلة محملة بالنفط أبحرت من مرفأ يسيطر المحتجون في شرق ليبيا. وقلل إبراهيم الجضران زعيم المحتجين الليبيين- في كلمته التي اتسمت بالتحدي- من الآمال في التوصل إلى تسوية سلمية سريعة مع الحكومة المركزية الليبية يوم الثلاثاء لإنهاء حصار ثلاثة مرافئ لتصدير النفط سيطر عليه رجاله هذا الصيف للضغط من الحصول على حكم ذاتي أوسع لشرق ليبيا وحصة أكبر من إيرادات النفط. ويعكس الصراع الفوضى الأكبر في ليبيا حيث تكافح الحكومة لكبح ميليشيات ساعدت على الإطاحة بمعمر القذافي في عام 2011 لكنها احتفظت بأسلحتها كي تصبح لاعبا سياسيا قويا. وسيطرت قوات أمريكية يوم الأحد على الناقلة التي أبحرت إلى مسافة بعيدة في شرق البحر المتوسط قبالة سواحل قبرص بعد تحميلها بالنفط الخام في ميناء السدرة الليبي أحد الموانئ التي يسيطر عليها رجال الجضران والتي هربت من القوات الليبية قبالة الساحل. والناقلة الآن في طريقها لميناء تسيطر عليه الحكومة الليبية. وأمهلت حكومة طرابلس رجال الجضران أسبوعين لإخلاء الموانئ وإلا فسيواجهون هجوما عسكريا لإنهاء الحصار المفروض عليها والذي أصاب بالشلل ماليات الدولة العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك). لكن الجضران لم يشر في كلمة أذاعتها محطة تلفزيونية مؤيدة للمحتجين إلى عرض جديد قدمته الحكومة لإجراء محادثات جديدة وقال إن جماعته ستواصل كفاحها. وأضاف أن جماعته ستواصل القتال من أجل حقها في أن تحلم بغد أفضل لأبنائها وعائلاتها داعيا الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية للتدخل لمساعدة شعب شرق ليبيا. وحث حكومة الولاياتالمتحدة على عدم الانحياز للمتطرفين الذين يتولون السلطة في طرابلس في الوقت الحالي ووصف العملية التي نفذتها البحرية الأمريكية بالقرصنة. وطالب الولاياتالمتحدة بعدم تسليم الليبيين الثلاثة الموجودين على متن الناقلة لمن وصفها بحكومة الميليشيات الإجرامية التي تحكم طرابلس لأن حياتهم ستكون في خطر. ودافع الجضران المتمركز في مدينة إجدابيا في شرق ليبيا عن محاولاته السابقة لتجاوز طرابلس وبيع النفط مباشرة. وأعلن أن غالبية القبائل الليبية وافقت على ضرورة السيطرة على مواردهم لصالح الشعب. وفي حين فشلت محاولة الجضران بيع النفط فقد أدت الواقعة إلى عزل البرلمان لرئيس الوزراء علي زيدان الذي فر إلى أوروبا الأسبوع الماضي. وتقوم القوى الغربية القلقة من أن تنقسم ليبيا أو تنزلق أكثر إلى الفوضى بتدريب القوات المسلحة الليبية وتستميل الأطراف المتنازعة في الحكومة للتوصل إلى تسوية ولكن دون تقدم يذكر. لكن دبلوماسيين غربيين يقولون إن الجيش الليبي الوليد سيعاني إذا حاول السيطرة على رجال الجضران الذين ساعدوا في الإطاحة بالقذافي. وانشق الجضران الذي كان قائد قوة تابعة للدولة لحماية النفط العام الماضي ومعه رجاله المسلحون. وقضى الحصار المفروض على الموانئ المستمر منذ ثمانية أشهر على صادرات النفط المصدر الرئيسي للميزانية والأموال لشراء الواردات الأساسية. وقال القائم بأعمال وزير الاقتصاد الليبي سهيل بوشيحة إن ليبيا في وضع صعب للغاية. وقال إنه لم تتم الموافقة على أي ميزانيات لعام 2014 مضيفا أن الأزمات المالية تفاقمت لعدم قدرة الحكومة على جمع رسوم الجمارك وخروج بعض المنافذ الحدودية عن سيطرة طرابلس. وقال القائم بأعمال وزير النفط الليبي عمر الشكماك للصحفيين يوم الثلاثاء إن بلاده صدرت ما يتراوح بين 100 ألف و120 ألف برميل يوميا من الخام خلال الأسبوعين الماضيين. والصادرات أقل بكثير من قدرتها التي بلغت حوالي 1.25 مليون برميل يوميا في يوليو تموز. وأضاف الشكماك أن حقل الشرارة النفطي الرئيسي في جنوب غرب البلاد الذي تبلغ طاقته 340 ألف برميل يوميا لا يزال مغلقا بسبب الاحتجاجات. واستأنف الحقل العمل في الأسبوع الماضي لفترة وجيزة بعدما ظل مغلقا منذ منتصف فبراير شباط. وتأتي معظم صادرات النفط الليبية الحالية من ميناء مليتة في غرب ليبيا ومن حقولها البحرية.