أكد الدكتور رائد العزاوي، أستاذ العلاقات الدولية ومدير مركز الأمصار للدراسات السياسية والاقتصادية، أن العراق الآن أمام نقطة مفصلية مهمة وتاريخية في شكل علاقة الطبقة السياسية في العراق مع نفسها داخليًا ومع الخارج وفي الشارع السياسي. وأضاف في لقائه بقناة العربية الحدث، أن الحديث عن الأمنيات غير الواقعية تدفع إلى رسم سيناريوهات غير صحيحة وغير منطقية على أرض الواقع، المشكلة الحالية في العراق هى مشكلة بين قوتين سياسيتين شيعيتين، ممثلة في الإطار التنسيقي والثانية في السيد مقتدى الصدر، وبالتالي أعتقد أن هناك مشكلة حقيقية، متمثلة في أنه لا زال الإطار التنسيقي، وهو جناح "المالكي" يعتقد أن فرض الأمر الواقع في العراق هو الذي سيعطي النتيجة النهائية، معتقدًا إنه هو الذي سيفرض رأيه. واستطرد قائلًا: مُجرد وجود السيد محمد شياع السوداني مع 60 عضو من مجلس النواب، هو أمر لا يعني أن كل أعضاء مجلس النواب مع كامل التقدير إليهم، بأنهم موافقون على "السوداني" وإن كانت هى خطوة قد يعتقد البعض أنها متقدمة، لا يمكن تشكيل الحكومة بدون أن يكون هناك توافق سياسي، سبق أن قلنا ذلك عشرات المرات ونعيدها مرة أخرى، ونقول إنه بدون وجود السيد مقتدى الصدر ووجود الكتلة الصدرية ووجود توافق سُني وتوافق كردي لن يدوم تشكيل أي حكومة في العراق، وهذا يحتاج إلى حوار وصدق في النواية. وأردف "العزاوي": موت خامنئي يعني تغيير معادلة العملية السياسية في العراق، وفي كل الدول التي لإيران أذرع فيها، لكن بالتأكيد يمكن القول إنه لا انفراجة إلا في حالة محددة وهى القبول بما طرحه السيد مقتدى الصدر بشكل واضح لا تكون الحكومة مبنية على نفس الآلية التي بُنيت عليها الحكومات السابقة، ولا بأس بإجراء انتخابات مبكرة، ولكن وفق آليات محددة، منها أنه لا تلاعب، بجانب تغيير حقيقي في آداء الحكومة، الشىء الآخر إجراء انتخابات حرة ونزيهة، العمل بشكل واضح على قانون جديد للانتخابات بالإضافة إلى العمل بشكل واضح على تغيير فقرات معينة من الدستور والتي هى سبب الإشكال، ولا تكرر نفس الوجوه، والحديث عن وجود خلافات داخل الإطار التنسيقي، فهذا أمر غير صحيح وغير منطقي في السياسية الواقعية، والشىء الآخر لا زالت الخلافات موجودة بين الحزبين الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستاني، حيث لم يتفقا حتى الآن على رؤية واحدة، وهذا ما قاله اليوم بافل طالباني والبعض لا يريد الاستماع إليه لأن هناك خلافات على رئيس الجمهورية، باعتبارها الخطوة الأولى نحو قبول تشكيل الحكومة من قبل أي شخص مرشح سواء كان من الإطار أو التيار، الخلافات كثيرة والحوار هو السبيل لإنهاء هذه الخلافات.