قالت حركة العدل والمساوة السودانية المعارضة إن قوات الأمن السودانية أطلقت أمس الخميس الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين بعد جنازة طالب توفي في احتجاج الثلاثاء وعلقت جامعة الخرطوم الدراسة لأجل غير مسمى. يأتي هذا في ظل توسع حالة الغضب من نظام الرئيس السوداني عمر البشير، خاصة بعد أن أدت سياساته إلى تقسيم البلاد وإثارة حروب عرقية في أكثر من مكان بالبلاد. ومات الطالب علي موسى إدريس خلال مسيرة احتجاجية شارك فيها نحو 200 شخص بجامعة الخرطوم احتجاجا على تصاعد العنف في دارفور (غرب) حين أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على المحتجين. وخرج في الجنازة نحو ألف شخص رفع بعضهم الأعلام ورددوا هتافات مثل "مقتل طالب مقتل أمة" و"الثورة خيار الشعب". وألقى البعض الحجارة على الشرطة وأصيب نحو خمسة أشخاص بجروح طفيفة. وقال محتج اسمه حسين ياسين (32 عاما) "بمقتل الطالب افتقد (الرئيس) عمر البشير شرعيته... هذا أمر لا يمكن السكوت عليه وسنخرج للتظاهر حتى نسقطه". وتعتبر تظاهرات الثلاثاء والأربعاء الأخطر في الخرطوم منذ الاحتجاجات الواسعة ضد الحكومة في سبتمبر الماضي. وتعهدت المعارضة السودانية بالثأر لمقتل الطالب المرسم بجامعة الخرطوم من أبناء دارفور بطلق ناري، أثناء مداهمة الشرطة للحرم الجامعي ومنع مسيرة سلمية لطلاب تجمع روابط دارفور كانت في طريقها إلى وزارة العدل لتسليم مذكرة إدانة وشجب لما تقوم به ميليشيات الحكومة الجنجويد من قتل ونهب وتشريد لمواطني دارفور. وقالت في بيان صحفي إن الحكومة ما زالت تراهن على الآلة الأمنية والعسكرية في محاولة للاستمرار في إدارة أمر البلاد. وشدد البيان على أن قوى المعارضة الوطنية لن تقف مكتوفة الأيدي وتكتفي بالتفرج على مسلسل هتك كرامة الطلاب السودانيين وجميع التجاوزات والانتهاكات التي يرتكبها النظام تجاه الشعب. وأكد البيان أن الخيار الأوحد الآن هو العمل المشترك لإسقاط النظام بعد أن تأكد أنه غير قابل للترقيع أو لديه أدنى استعداد للتحول الديمقراطي. وأصدرت منظمة العفو الدولية بيانا تدين فيه مقتل الطالب الجامعي واستخدام الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع، وتعلن عن اعتقال 110 من الطلاب، وتطالب بالتحقيق ومحاسبة المتورطين.