يختبر أعصاب المشترين..أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 28-10-2025 في بني سويف    المتحف المصري الكبير يحصد 8 شهادات ISO دولية تأكيدًا لالتزامه بمعايير الجودة والاستدامة العالمية    موسكو تفند اتهام واشنطن لها بنيتها البدء بسباق تسلح نووي    «القومي للبحوث» يكشف تفاصيل زلزال شمال مرسى مطروح    أمريكا تُجلي نحو ألف شخص من قاعدتها في جوانتانامو بسبب اقتراب «ميليسا»    أردوغان يدعو إلى "سلام عادل" لإنهاء الحرب في أوكرانيا    أتلتيكو مدريد يحقق أول فوز خارج ملعبه في الدوري الإسباني    مدبولي: افتتاح المتحف المصري الكبير حدث عالمي يعكس عظمة مصر وريادتها الحضارية    رئيس محكمة النقض يزور الأكاديمية الوطنية للتدريب    سعر الخوخ والموز والفاكهة بالأسواق اليوم الثلاثاء 28 أكتوبر 2025    انهيار عدد من المباني جراء زلزال باليكسير التركية ولا أنباء عن ضحايا    في طريقه إلى «الطب الشرعي».. وصول جثة أسير جديد ل إسرائيل (تفاصيل)    #عبدالله_محمد_مرسي يتفاعل بذكرى مولده .. وحسابات تستحضر غموض وفاته ..فتش عن السيسي    «لاماسيا مغربية» تُبهر العالم.. وإشراقة تضيء إفريقيا والعرب    مش هسيب حقها، والد ضحايا جريمة الهرم يروى تفاصيل حياته مع زوجته قبل تركها المنزل    انقلاب سيارة نقل محملة بالزيت بطريق طنطا السنطة بالغربية| صور    والد ضحايا جريمة الهرم يفجر مفاجأة: بنتي مازالت عذراء    الزناتي يشارك في احتفالية اليوبيل الماسي للهيئة القبطية الإنجيلية    «زي النهارده».. وفاة عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين 28 أكتوبر 1973    حالق زلبطة.. أحمد الفيشاوى يتعاقد على فيلم حين يكتب الحب مع جميلة عوض    لتعزيز الانتماء.. وكيل نقابة المرشدين السياحيين يطالب الحكومة بزيادة إجازة احتفال المتحف الكبير ل 3 أيام    تصل إلى الحرائق.. 6 أخطاء شائعة في استخدام الميكرويف تؤدي إلى كوارث    دراسة| تأخير الساعة يرفع معدلات الاكتئاب بنسبة 11%    إصابة واحدة من كل خمس، دراسة تكشف علاقة التهاب المسالك البولية بنظافة المطبخ    مفاجأة.. الزمالك يفكر في إقالة فيريرا قبل السوبر وتعيين هذا المدرب    عضو المجلس الأعلى للشباب والرياضة الفلسطيني يطمئن على الدباغ وكايد    ماذا يحدث في الفاشر؟    رياضة ½ الليل| الخطيب يعترف بالعجز.. موقف انسحاب الزمالك.. ثقة تخوف بيبو.. وصدمة قوية للملكي    خيبة أمل من شخص مقرب.. حظ برج العقرب اليوم 28 أكتوبر    الحاجة نبيلة بلبل الشرقية: البامية شوكتني وش السعد ولسة بشتغل في الغيط    شبانة عن أزمة دونجا: كل يوم مشكلة جديدة في الكرة المصرية    الأرصاد تحذر من شبورة كثيفة وتقلبات مفاجئة.. تفاصيل طقس الثلاثاء 28 أكتوبر في جميع المحافظات    الداخلية تكشف حقيقة ادعاء محاولة اختطاف فتاة في أكتوبر    محافظ قنا يشهد تخريج مدارس المزارعين الحقلية ضمن مشروع تحديث الري    تقرير أمريكى: تقييم «الخارجية» لمقتل شيرين أبو عاقلة مشوب ب«الالتباس»    وزير الاتصالات يختتم زيارته لفيتنام بلقاءات استراتيجية| تفاصيل    من حقك تعرف.. ما هى إجراءات حصول المُطلقة على «نفقة أولادها»؟    تأييد المشدد 7 سنوات لمتهم بتزوير عقد سيارة وبيعها    أمن القليوبية يكثف جهوده لضبط المتهم بسرقة مشغولات ذهبية من عيادة طبيب أسنان    32.7 مليار جنيه إجمالى قيمة التداول بالبورصة خلال جلسة اليوم الإثنين    البابا تواضروس يلتقي وفود العائلتين الأرثوذكسيتين في مركز "لوجوس"    «العمل» تُحرر 338 محضرًا ضد منشآت لم تلتزم بتطبيق الحد الأدنى للأجور    مجلس جامعة المنيا يشيد بنجاح منظومة الاختبارات الإلكترونية بكلية الطب    ذاكرة الكتب| تدمير «إيلات».. يوم أغرق المصريون الكبرياء الإسرائيلى فى مياه بورسعيد    أبوريدة يحسم الملفات الحائرة بالجبلاية.. المفاضلة بين ميكالي وغريب لقيادة المنتخب الأولمبي    رقصت معه وقبّل يدها.. تفاعل مع فيديو ل سيدة تمسك بذراع عمرو دياب في حفل زفاف    زاهي حواس: كنت أقرب صديق ل عمر الشريف وأصيب بألزهايمر فى أخر أيامه ولم يعرفنى    الأولى للفريقين هذا الموسم.. محمود بسيوني حكم مباراة الأهلي وبتروجت    سعر طن الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الثلاثاء 28 أكتوبر 2025    سعر الدولار الآن مقابل الجنيه والعملات الأخرى ببداية تعاملات الثلاثاء 28 أكتوبر 2025    بعد مأساة الطفل عمر.. كيف تكشف لدغة ذبابة الرمل السوداء التي تُخفي موتًا بطيئًا تحت الجلد؟    انتبه إذا أصبحت «عصبيًا» أو «هادئًا».. 10 أسئلة إذا أجبت عنها ستعرف احتمالية إصابتك ب الزهايمر    مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 27-10-2025 في الشرقية    هل يضاعف حساب الذنوب حال ارتكاب معاصي بعد العمرة أو الحج؟.. فيديو    حكم طلاق المكره والسكران في الإسلام.. الشيخ خالد الجندي يحسم الجدل ويوضح رأي الفقهاء    شيخ الأزهر يلتقي الرئيس الإيطالي ويؤكدان ضرورة الالتزام بخطة السلام في الشرق الأوسط    اعرف وقت الأذان.. مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 27 أكتوبر 2025 فى المنيا    مفتي الجمهورية: الجماعات المتطرفة توظف العاطفة الدينية للشباب لأغراضها الخاصة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الإسراء والمعراج».. هدية من السماء.. مفتي الجمهورية: الإعجاز الحاصل في الرحلة لا يتعارض مع قدرة الله عز وجل.. ووزير الأوقاف: تحمل عظمة القدرة الإلهية.. علي جمعة: معجزة زمانية ومكانية
نشر في البوابة يوم 28 - 02 - 2022

أنعم الله على رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بالمعجزات، وكان من بينها «الإسراء والمعراج» التي جاءت تشريفًا وتكريمًا للرسول، وأيضًا تخفيفًا عنه بعد حزنه الذى استمر لفترة طويلة لما لاقاه على يد قومه من ظلم وعدوان ثم وفاة عمه أبوطالب وزوجته السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها في عام الحزن، حيث التقى صلى الله عليه وسلم بربه في هذه الرحلة، التي بدأت من مغرب يوم 26 رجب وانتهت ليلة ال27 من شهر رجب. وتحل علينا ذكرى الإسراء والمعراج في مثل هذه الأيام؛ لنحتفل بها، فرحًا بسيدنا محمد وتعظيمًا لجنابه الشريف.
وفقًا لدار الإفتاء المصرية، فإن الإسراء والمعراج، رحلة حادثة وقعت حقيقةً لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحدثت يقظة بعطاءٍ من ربه جلّ وعلا، حيث سار به يقظة ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وصلى فيه بالملائكة والأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ثم عُرِج به صلى الله عليه وآله وسلم يقظةً من المسجد الأقصى إلى السماوات العُلا، ومنها إلى المقام الأعلى.
وأضافت دار الإفتاء عن قصة الإسراء والمعراج، عبر موقها الإلكتروني، أن النبي صلى الله عليه وسلم عُرض عليه في تلك الليلة المباركة آيات مباركة منها «الجنة»، ليرى فيها ما أعده الله له ولأحبابه من الثواب والنعيم ليطمئن ويُبَشّر به المتقين، وكذلك عُرِضَتْ عليه صلى الله عليه وآله وسلم النار، ليشاهد ما أعده الله تعالى لأعدائه من العذاب الأليم، لينذر به الكافرين والمشركين، وأنه رأى ما رأى من آياته ربه الكبرى؛ كصورة جبريل التي خلق عليها وله 600 جناح، والسدرة وما غشيها من أمر الله ما غشيها، وشاهد ربه جل وعلا عيانًا بغير ارتسام ولا اتصال شعاع، وكلَّمه شِفَاهًا بلا واسطة ولا حجاب «فأوحى إلى عبده ما أوحى ما كذب الفؤاد ما رأى».
وأشارت دار الإفتاء، إلى أن الله سبحانه وتعالى فرض على النبي وأمته صلى الله عليه وآله وسلم في تلك الليلة المباركة خمسَ صلوات في اليوم والليلة، وخصَّه بمنح عظيمة لم تكن لأحد سواه من إخوانه الأنبياء عليهم جميعًا الصلاة والسلام، ونص على ذلك الكتاب والسنة، وأجمع عليه الصحابة وغيرهم، وهذا مما لا ينبغي لأحد العدول عنه، ولم ينكره إلا المنحرفون المكابرون.
وتابعت، أن الإسراء هو السير ليلًا، وإنما كان الإسراء ليلًا، لكمال الشرف، والاحتفاء بالنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فإن الليل وقت الخلوة والصفاء، ووقت الاختصاص لأهل المودة والمحبة، فهذه الآية الكريمة تدل على إثبات أمرين عظيمين، الأمر الأول: إثبات اليقظة التامة في مسراه صلى الله عليه وآله وسلم، والأمر الثاني: إثبات السرعة، ففي الآية على ذلك دليل وهو قوله تعالى: «لَيْلًا» بلفظ التنكير الدال على تقليل مدة السير الصادقة بأقل جزء من الليل.
وبحسب دار الإفتاء، فقد ورد في الإسراء والمعراج أحاديث كثيرة منها؛ ما ورد عن جابر بن عبد الله أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «لما كذبتني قريش قمت في الحِجرِ فَجَلا الله لي بيت المقدس فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه»، أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي.
وفي تفسيره جاء، أن قريشًا لما كذَّبت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وطلبوا منه وصف بيت المقدس، وصفة المقدس، ولم يكن الرسول قد رآه من قبل، فشرع يصفه لهم واشتبه عليه باقي الوصف، وسألوه عن أشياء لم يثبتها، وكَرُبَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن ذلك كربًا لم يره قط، فرفع الله له بيت المقدس ونقله إليه ووضعه بين يديه، فأخذ يخبرهم عن آياته وعلاماته وأوضاعه وأوصافه وهو ينظر إليه بعيني رأسه، وسألوه عن أبوابه؟ فأخذ يَعُدُها بابًا بابًا، ولم ينظره أحد سواه، فيستدل بهذا الحديث الشريف على يقظة؛ إذ لو كان نائمًا ما أخبر النبي بهذا الحديث وما كذبه أحد قط.
الحديث الثاني، عن البخاري وسلم، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أتيت بالبراق وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه، فركبته، فسار بي حتى أتيت بيت المقدس، فربطت الدابة بالحلقة التي يربط به الأنبياء، قال: «ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت، فجاءني جبريل عليه السلام بإناء من خمر وإناء من لبن فاخترت اللبن. فقال جبريل صلى الله عليه وسلم: اخترت الفطرة، ثم عرج بنا إلى السماء، فاستفتح جبريل، فقيِل: من أنت؟ قال جبريل. قيِل: ومن معك؟ قال: محمد. قيِل: وقد بُعث إليه؟ قال: قد بعث إليه. قيِل: مرحبًا به وأهلًا، حيَّاه الله من أخ ومن خليفة فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجيء جاء، ففتح لنا فإذا أنا بآدم فرحب بي ودعا لي بخير عليه السلام..» إلى آخر الحديث، فقد ذكرت فيه القصة الشريفة مختصرة وقد تكررت فيه كلمات الاستفتاح والترحيب في كل سماء.
وتُعد رحلة الإسراء والمعراج مفاجأة حقيقيةً للمؤمنين والمشركين عندما سمعوا بخبرها، ولقد تعددت الحكم من وجودها، ومنها تهيئة المسلمين والمشركين لعهد جديد من النبوة والرسالة؛ تتمثل في بداية مرحلة فاصل في دعوة سيدنا محمد، فضلًا عن؛ ربط أمة القيادة بأسلافها وأصولها من الأنبياء والصديقين والشهداء من خلال إمامته سيدنا محمد بأنبياء الله، إضافة إلى الرفع من مكانة النبي بإيصاله إلى مكان مُميز وله رفعة في قلوب المسلمين ألا وهو المسجد الأقصى.
مفتي الجمهورية: الإعجاز الحاصل في الرحلة لا يتعارض مع قدرة الله عز وجل
ولا يجوز إنكارها بأي حال من الأحوال
أُثير الجدل، بشأن رحلتي الإسراء والمعراج، خلال الفترة الماضية، وصل ذروته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حين دار الحديث على هذه المعجزة في سؤالين؛ إذا ما كانت حدثت؟، ومتى حدثت؟.
الدكتور شوقي علام
بالنسبة للتساؤل الأول؛ أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، حدوث معجزة الإسراء والمعراج قطعًا، وأوضح، أنه لا يجوز إنكارها بحال من الأحوال؛ فقال عز وجل في سورة الإسراء «سبحان الذى أسرى بعبده ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير»، وقد اتفق جمهور العلماء على أن الإسراء حدث بالروح والجسد؛ لأن القرآن صرح به لقوله تعالى «بعبده»، والعبد لا يطلق إلا على الروح والجسد.
وأوضح «علام»، في لقاء تليفزيوني، أن ما يراه البعض من أن المعراج كان بالروح فقط أو رؤيا منامية فإن هذا الرأي لا يعوَّل عليه، لأن الله عز وجل قادر على أن يعرج بالنبي صلى الله عليه وسلم بجسده وروحه كما أسرى به بجسده وروحه، وتعجّب العرب وقتها دليل على القيام بالرحلة روحًا وجسدًا؛ فلو كانت رؤية منامية ما كانت تستحق التعجب منهم، موضحًا: «أما إنكار البعض لحدوث رحلة الإسراء والمعراج بسبب تعارضها مع القدرة البشرية فالجواب أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل إنه قام بهذه الرحلة بنفسه دون العناية الإلهية، بل الرحلة بأكملها بتوفيق الله وفضله وهو الذي أسرى بعبده، فلم يقل النبي صلى الله عليه وسلم لقد سريت».
وتابع مفتي الجمهورية: «هذا الإعجاز الحاصل فى رحلة الإسراء والمعراج لا يتعارض مع قدرة الله عز وجل، فضلًا عن أن غرابة وصف الرحلة منتفٍ وخاصة بمقاييسنا المعاصرة، بل حدثت أمور تشبه المعجزات كاختراع الفاكس منذ عقود طويلة والذى تمكن من نقل أوراق وصور إلى أي مكان في العالم فضلًا عن ظهور الإنترنت والفضاء الإلكتروني منذ عدة سنوات».
وفي الإجابة عن تساؤل؛ متى حدثت الإسراء والمعراج؟، فقال «علام»: «تعيين رحلة الإسراء والمعراج بالسابع والعشرين من شهر رجب قد حكاه كثيرٌ من الأئمة واختاره جماعةٌ من المحققين، وهو ما جرى عليه عمل المسلمين قديمًا وحديثًا، فضلًا عن أن تتابع الأمة على الاحتفال بذكراها في السابع والعشرين من رجب يعد شاهدًا على رجحان هذا القول ودليلًا على قوته».
وناشد مفتى الجمهورية، بضرورة الابتعاد عن إثارة هذه الشبهات وإعادة إحيائها عند حلول هذه المناسبة فهو جدل موسمي، برغم استقرار منهج البحث العلمي والشرعي فيه، والأولى والأجدر الاهتمام بما هو أنفع من هذا الجدل وهو استلهام العِبر والدروس المستفادة من المناسبة كالثقة بنصر الله وحسن التسليم والتوكل عليه والأخذ بالأسباب، ويبقى الدرس الأعظم فيها هو ترقب الفرج في كل شدة والثقة بالأمل والمستقبل؛ فالمحن تتبعها المنح من خلال السعي بجد واجتهاد لتحصيل ثمار الكد والصبر عليه، فكل محنة وشدة وراءها منحة وعطاء وتكريم من الله تعالى.
وزير الأوقاف: «الإسراء والمعراج» تحمل عظمة القدرة الإلهية
وفرضت فيها الصلاة على المسلمين
خلال خطبة الجمعة الأخيرة، التي ألقاها وزير الأوقاف، الدكتور محمد مختار جمعة، بمسجد الكلية الجوية بقاعدة بلبيس الجوية بمحافظة الشرقية، وجاءت بعنوان؛ «الإسراء والمعراج وفرضية الصلاة»، أكد «جمعة» أن الله عز وجل أيَّد رسله وأنبياءه، عليهم الصلاة والسلام، بمعجزات، ومن المعجزات التي أيد الله بها نبيه محمدًا «صلى الله عليه وسلم» معجزة الإسراء والمعراج.
وأوضح: «كانت بالروح والجسد إسراءً ومعراجًا، وإذا كان البعض يتساءل كيف كان ذلك، فقد أجاب سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه عندما سأله أحدهم؛ إن صاحبك يزعم أنه خرج من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ثم عُرج به إلى السماء ثم عاد ثانية من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام في جزء يسير من الليل ونحن نضرب إليه أكباد الإبل شهرًا ذهابًا وآخر إيابًا، فكان ردُّ الصدِّيق أبو بكر: إني أصدقه، فإني أصدقه في الخبر يأتيه من السماء أفلا أصدقه في ذلك؟».
وتابع «جمعة»: «إذا كان ذلك قبل العصر الحديث بعلومه المتقدمة، وقد اخترع الإنسان من الطائرات ما يستطيع الذهاب عليه من مكة إلى المسجد الأقصى ثم إلى مكة مرة أخرى في جزء يسير من الليل، وكذلك التطور العلمي الذي لا يستوعبه كثير من الناس، فإذا كان الإنسان المخلوق الضعيف قد توصل إلى ذلك، فكيف بمن لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء؛ سبحانه وتعالى».
كما أشار الوزير إلى أن الصلاة اختصت من بين سائر الأركان بأن فرضيتها كانت من فوق سبع سماوات تعظيمًا لأمرها، ولأن الصلاة هي معراج المؤمن، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد عرج به إلى السماوات العلى، فهناك معراج للمؤمن يسمو به إلى الدرجات العلى وهو الصلاة، مؤكدًا أن لفرضية الصلاة في رحلة الإسراء والمعراج أهمية كبيرة تأكيدًا على هذه الفريضة التي هي الركن العملي الأول بعد الشهادتين وفيها يقول صلى الله عليه وسلم: «من حافظ عليها كانت له نورًا وبرهانًا ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة».
على جمعة: الحادثة تتميز عن بقية التاريخ الإنساني جملةً وتفصيلًا
معجزة زمانية ومكانية ومنحة إلهية للحبيب المصطفى
الدكتور علي جمعة
وفى إطار الاحتفال بذكرى رحلة الإسراء والمعراج قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن رحلة الإسراء والمعراج لم تكن معجزة منتهية المفعول، محددة الزمان والمكان، بل ما زالت ماثلة أمامنا بما احتوته من أحداث وعبر، كما أنها ما زالت منهلًا عذبًا تستفيد منه الأمة في معالجة قضاياها الراهنة اقتداء بالحبيب المصطفى والرسول المجتبى.
وأضاف «جمعة»، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «معجزة الإسراء والمعراج؛ علم غيب جعله الله شهادة لرسوله، فكان الغيب مرئيًا مشاهدًا في عين وبصر النبي، غيب تراه عينه، ويدركه عقله، ويستنير به فهمه، ويستوعبه قلبه، وتعيه مدركاته لتعلم الخلائق جمعاء أنه في أعلى مراتب الإيمان واليقين، فالرحلة التي قام بها في إسرائه إلى بيت المقدس، ثم معراجه إلى ما فوق السماوات السبع لينتهي به المطاف عند سدرة لينتهي في ساعات محدودة ليعود فيجد فراشه ما زال دافئا، كل هذا أمر لم يتكرر مرة أخرى مع بشر، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على مدى تميز هذه الحادثة عن بقية التاريخ الإنساني جملةً وتفصيلًا».
وأكمل: «يقول الله تعالى (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير)، إنها لحظة لطيفة لا يدركها الإنسان بحواسه فهي معجزة زمانية ومكانية وهي منحة إلهية وتسرية ربانية للحبيب المصطفى حيث تجلى علم الغيب للرسول المجتبى فأصبح علم شهادة، وذلك في انتقاله اللحظي من مكة إلى بيت المقدس».
وتابع «جمعة»: «معجزة الإسراء والمعراج لا تخضع لقوانين الكون إنما هي استثناء، لأن الذي خلق المكان والزمان، اختصرهما وطواهما لسيد الأنام، كما لا يمكن أن يفسر ذلك وفق قوانين الأرض، فهو خروج جزئي وكلي عن قوانين الأرض ومدارك الإنسان، وهو ما تفرد به النبي محمد، حيث جمع الله عز وجل له في حادثة واحدة بين هذين الخروجين، ففي الإسراء خروج جزئي وكشف محدد لعالم الغيب أمام الرسول، إذ قد أصبح من الممكن للإنسان في العصر الحالي السفر من الشرق إلى الغرب في وقت قصير، مما يؤكد إعجاز حادث الإسراء في ذلكم العصر».
وواصل مفتي الجمهورية السابق: «معجزة الإسراء، هي كشف وتجلية للرسول عن أمكنة بعيدة في لحظة خاطفة قصيرة، وكل من له علم بالقدرة الإلهية وطبيعة النبوة لا يستغربون من ذلك شيئًا، فالقدرة الإلهية لا يقف أمامها شيء وتتساوى أمامها جميع الأشياء والمقدرات، فما اعتماد الإنسان أن يشاهده ويدركه بحواسه البشرية الضعيفة ليس هو الحكم في تقدير الأمور بالقياس أمام القدرة الإلهية، ومن جهة أخرى، فإن من خصائص طبيعة النبوة أن تتصل بالملأ الأعلى، وفي هذا الأمر تجليات وفتوحات ربانية يمنحها اللطيف القدير لمن يصطفيه ويختاره من رسله».
وأضاف، أن رحلة الإسراء تتجلى فيها وحدة الرسالات السماوية وأصل التوحيد، فكل الرسل جاءت بدعوة الإسلام، مشيرًا إلى أن رسولنا الكريم صلى الله عليه في هذه الرحلة بإخوانه من الأنبياء، وصلوا صلاة واحدة يؤمهم فيها صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، إشارة إلى أن هذه الأمة تتبع جميع الأنبياء وتؤمن بهم، وأن آخر الرسل موصول بأولهم، مؤكدًا، أن حادثة الإسراء معجزة رسالة إلى يوم الدين، لا بد فيها من الإيمان والتذكير بشرف الزمان الذي وقعت فيه، وشرف المكان الذي بدأت منه والمكان الذي انتهت إليه، وصولًا إلى شرف النبي الخاتم الذي به تشرفت مفردات الوجود في هذه الحادثة وغيرها سواء الزمان والمكان والأحوال والأشخاص.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.