أبدى عدد من مثقفي المنصورة اعتراضهم على تمثال كوكب الشرق أم كلثوم، الذي نفّذه الفنان التشكيلي أحمد عبدالعزيز، بتكليف من مديرية الثقافة بالدقهلية، ويعرض في بهو مسرح أم كلثوم، بعد أن تم بدء عرضه للجمهور مؤخرًا في احتفالات ذكراها، حيث اعتبر أبناء المنصورة أن التمثال "فضيحة"، وإساءة كبيرة لأم كلثوم، من حيث رداءة وسوء التصميم والتنفيذ للتمثال، وكذلك ابتعاده عن شكل الراحلة كوكب الشرق وكبر حجمه، ما أثار سخرية الكثيرين ممن شاهدوه، متعجبين من إنفاق مبالغ باهظة على تمثال بهذا الشكل السيئ، وطالبوا وزير الثقافة، بفتح تحقيق في هذه المهزلة على حد تعبير بعضهم. بينما دافع الشاعر سعد عبدالرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة عن التمثال معتبرا أن من يتحدثون عن تمثال أم كلثوم ويرفضون وجوده في قصر ثقافة المنصورة غير متخصصين ولا يعرفون كم تكلف، حتى يقولوا إن إنشاءه باهظ الثمن. "البوابة نيوز" تفتح هذه القضية لتحاور جميع الأطراف من خلال هذا التحقيق.. في البداية أكد الفنان التشكيلي محمد قطامش، نقيب نقابة فناني الأقاليم المصرية، ومؤسس فريق "عرائس الحالاتية" بالمنصورة، أن تمثال أم كلثوم الذي تم وضعه في بهو مسرح أم كلثوم، لا علاقة له بالفن ولا بالإبداع من قريب أو من بعيد، ويسيء للفنانين والنحاتين في المنصورة وفي مصر. وأضاف قطامش: لقد وصلنا لمرحلة العته الثقافي، لأن الثقافة في مصر باتت في أيدي مسئولين لا علاقة لهم بالثقافة، وهذا ما وصل إليه حالنا الفني والثقافي في هذا النموذج الفج لمسخ يقولون عنه إنه تمثال لكوكب الشرق، ورجال المؤسسة الثقافية يبتسمون في تحدٍ صارخ لمثقفي وفناني ليس المنصورة فقط بل مصر كلها في إهانة لا يمكن السكوت عليها، وتساءل قطامش: ألهذا الحد وصل بنا الحال بفنوننا وثقافتنا؟ بينما أكد الكاتب والشاعر سيد الأباصيري الذي ينتمي لمدينة المنصورة رفضه لتمثال ام كلثوم الذي تم وضعه في قصر الثقافة قائلا: علينا ألا يمر هذا الأمر دون محاسبة، فقد ولى عهد التصرف في أملاك الشعب وكأنها عزب وملكيات خاصة وضيع بلا أصحاب والصرف حسب المنافع والأهواء، ويجب التحقيق في الأمر منذ أن كان عرضًا أو مناقصة وما هو الاتفاق الأصلي ومن هي اللجنة التي استلمت المنتج وما تخصصها. وأضاف الأباصيري: أن الحل هو رفع قضية من نقابة فناني الأقاليم، والتي يرأسها الفنان محمد قطامش ضد مديرية ثقافة المنصورة، وتشكيل لجنة فنية لتقييم التمثال من الناحية الفنية والمادية، عندها سينكشف الفساد الذي أدى إلى هذه المهزلة، وترد المبالغ المنصرفة على هذا المشروع الرديء. في حين قال حسام حشيش، الكاتب والمستشار القانوني لنقابة الإعلاميين، أنني أول من فجر موضوع تمثال أم كلثوم الموجود ببهو قصر ثقافة المنصورة، وأن التمثال بالفعل سيئ جدا من حيث رداءة وسوء التصميم وعدم مراعاة النسب الفنية للتمثال، وكذلك ابتعاده عن شكل كوكب الشرق أو ملامحها وكبر حجمه بشكل مبالغ فيه. وأضاف حشيش: كان يجب أن تتم مسابقة مفتوحة لمن يقوم بتصميم وتنفيذ التمثال وإعلان نتيجة المسابقة واختيار العمل الفائز من خلال لجنة فنية متخصصة، وأن تسفر المسابقة عن اختيار التمثال الجيد، والذي يليق بتاريخ وعطاء كوكب الشرق، وكذلك بمكانة وزارة الثقافة وتاريخ قصر ثقافة المنصورة. وتابع حشيش، ينبغي أن يتم فتح تحقيق عاجل في هذه الكارثة الفنية لكشف المسئول عن اختيار هذا التمثال، وكذلك قيمة ما تم إنفاقه، ولقد بدء حملة توقيعات لرفع التمثال من داخل قصر ثقافة المنصورة، وتقديم بلاغ مدعما بتوقيعات مثقفي ومواطني المنصورة للدكتور صابر عرب، وزير الثقافة، لكشف العبث الذي تم في موضوع تمثال أم كلثوم، وقيمة ما تم إنفاقه عليه وتقديم المسئولين عن هذا الإهدار للمال العام للنيابة. قال الشاعر سعد عبدالرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة: إن من يتحدثون على تمثال أم كلثوم ويرفضون وجوده في قصر ثقافة المنصورة غير متخصصين ولا يعرفون كم تكلف تمثال أم كلثوم حتى يقولوا إن إنشاءه باهظ الثمن. وأضاف عبدالرحمن في تصريحات خاصة: قبل أن يوجه هؤلاء انتقادهم عليهم ألا يطلقوا الكلام هكذا، لأن الدكتور أحمد عبدالعزيز هو مدير مشروع ذاكرة الوطن واهم المتخصصين في المجال وهذا التمثال يعد نسخة من تمثال آخر رأيته في "ذاكرة الوطن" اقترحت أن يتم وضعه في قصر ثقافة المنصورة احتفالا بذكرى كوكب الشرق في فبراير. وتابع عبدالرحمن: أنا شخصيا لا أعلم كم تكلف هذا التمثال ولكن الفكرة نفسها اعجبتني وسوف افعل ذلك في ذكرى عباس العقاد ومحمد عبده حتى نذكر الناس بهذه القامات المهمة.