تستضيف العاصمة الفرنسية باريس بعد غد الأربعاء أعمال المؤتمر الوزاري ل"المجموعة الدولية لدعم لبنان" بحضور الرئيس اللبنانى ميشال سليمان، إلا أن تطورات الوضع بأوكرانيا قد تطغى على المناقشات على الأقل التي ستعقد على هامش المؤتمر. ومن المنتظر أن تبدأ فعاليات المؤتمر بقصر الإليزيه، حيث سيلقى الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند كلمة، وذلك بعد لقاء قمة مع نظيره اللبناني العماد ميشال سليمان. كما تتواصل أعمال المؤتمر بمقر وزارة الخارجية الفرنسية بباريس على المستوى الوزاري برئاسة مشتركة من فرنسا والأمم المتحدة، وبمشاركة وزراء خارجية الدول الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن الدولى (فرنسا، بريطانيا، الولاياتالمتحدة، روسيا والصين) بالاضافة إلى إسبانيا وإيطاليا وألمانيا وممثلين عن الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية. ومن المقرر أن يشارك فى أعمال المؤتمر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وكذا الروسي سيرجي لافروف، ويعقد اللقاء الوزارى فى جلسة مغلقة يعقبها مؤتمرا صحفيا لوزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس قد يعلن عنه عن النتائج. ولم تعلن باريس عن قائمة المشاركين فى المؤتمر حيث قال رومان نادال المتحدث الرسمى باسم الخارجية ان مستوى التمثيل متروك لكل جهة. وبحسب المتحدث الرسمي باسم الخارجية الفرنسية، يبحث مؤتمر الفريق الدولي لدعم لبنان دعم الجيش اللبناني وتقديم المساعدات الاقتصادية لبيروت، كما سيتم الإعلان خلال المؤتمر المرتقب عن مبادرات في عدد من المجالات لدعم لبنان من جانب المجتمع الدولي. وأوضح أن المؤتمر سيركز على ثلاثة جوانب من أجل دعم لبنان وهى: تقديم المساعدة إلى اللاجئين، ودعم القوات المسلحة اللبنانية والمساعدات الاقتصادية. وأعتبر الدبلوماسى الفرنسى إنه بعد الإعلان عن تشكيل الحكومة الائتلافية الجديدة فى لبنان، من المهم إظهار تماسك المجتمع الدولى فى دعمه للبنان.مشددا على ضرورة بذل كل الجهود من أجل الحفاظ على هذا البلد فى مواجهة تأثير الأزمة السورية، خاصة تدفق اللاجئين..مضيفا انه من المهم جدا أن يؤكد المجتمع الدولى التزامه بوحدة وسلامة أراضى لبنان وسيادته. كانت المملكة العربية السعودية قد قررت فى الفترة الماضية شراء أسلحة من فرنسا لصالح الجيش اللبناني بقيمة 3 مليارات دولار، وأعقب ذلك مشاورات فرنسية - لبنانية مكثفة تمهيدا لعقد مؤتمر "مجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان" ، ولوضع اتفاق لتزويد الجيش اللبناني اسلحة فرنسية بموجب الهبة السعودية. ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن الاتفاق فى هذا الشأن خلال مؤتمر باريس، خاصة على ضوء حرص فرنسا على مساعدة السلطات اللبنانية في تطوير الاستراتيجية الدفاعية في اطار إحتياجات الجيش اللبنانى من أجل الحفاظ على الدولة. وعلى الرغم مما ينتظره من نتائج مؤتمر باريس وتأكيد المجتمع الدولى مجددا على دعمه لبيروت، إلا انه من المتوقع أن تطغى الأزمة الأوكرانية والتواجد العسكرى الروسى فى شبه جزيرة القرم الأوكرانية على مؤتمر باريس لدعم لبنان، وخاصة على ضوء مشاركة وزير الخارجية الأمريكى ونظيره الروسى. وتجرى، كما هو منتظر على هامش المؤتمر الدولى، مباحثات حول الوضع الحالى بأوكرانيا، وفقا لما ألمح له وزير الخارجية فابيوس فى وقت سابق اليوم حيث قال فابيوس انه أجرى خلال الأيام الأخيرة عدة إتصالات مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، وأشار إلى ان لافروف سيحضر بعد غد الأربعاء إلى باريس حيث سيشارك فى أعمال المؤتمر الدولى لدعم لبنان، والذى يحضره أيضا وزير الخارجية الامريكي جون كيري.