دعا وزير الخارجية الامريكي جون كيري أمس الجمعة قادة فنزويلا، التي تشهد تظاهرات تتخللها اعمال عنف، الى الحوار مع المعارضين، قائلًا انه يسعى مع دول اخرى في امريكا اللاتينية الى تحضير وساطة. من جهته باشر الكونجرس الامريكي تحضير مشاريع قرارات تندد بالعنف والقمع في فنزويلا، وقال كيري امام الصحافيين، "على القادة الفنزويليين ان يهتموا بشعبهم، عليهم ان يمدّوا اليد، ويطلقوا حوارًا، وان يجمعوا الناس، ويحلوا مشاكلهم". واضاف "نحن بحاجة إلى الحوار في فنزويلا، وليس لاعتقالات او أعمال عنف في الشوارع او اضطهاد شبان يعبّرون عن املهم من اجل المستقبل". وفي ختام مباحثاته مع نظيرته الكولومبية ماريا هولجين اكد كيري انه يعمل مع بوجوتا ودول اخرى في المنطقة لتحضير وساطة محتملة في الازمة السياسية في فنزويلا. وقال كيري "يبدو من الصعب جدًا ان يجتمع الطرفان من تلقاء نفسيهما". وقد رفضت المعارضة الاربعاء دعوة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إلى الحوار بهدف وقف ثلاثة اسابيع من التظاهرات التي اوقعت حتى الان 17 قتيلًا. من جهته يحضر الكونجرس الامريكي مشاريع قرارات تندد بالقمع والعنف في فنزويلا، فيما طلب اعضاء في مجلس الشيوخ من الرئيس الامريكي باراك اوباما فرض عقوبات على المسؤولين الضالعين في مقتل متظاهرين من المعارضة. واعتمدت لجنة فرعية للشؤون الخارجية في مجلس النواب الجمعة مشروع قرار يستنكر "العنف غير المبرر الذي استخدم ضد قادة المعارضة والمتظاهرين والاستخدام المتزايد لاتهامات جنائية بهدف سياسي من اجل ترهيب المعارضة السياسية في البلاد". ودعا اعضاء عدة في مجلس الشيوخ ايضًا الخميس الرئيس اوباما الى فرض عقوبات على المسؤولين الفنزويليين الضالعين في مقتل متظاهرين "على الفور". وكان الرئيس اوباما دان الاسبوع الماضي "العنف غير المقبول" في فنزويلا قائلًا ان الولاياتالمتحدة تدعو مع منظمة الدول الامريكية "الحكومة الفنزويلية الى الافراج عن المتظاهرين الذين اوقفتهم وان تطلق حوارا فعليا". وقتل 17 شخصًا خلال التظاهرات الطلابية، التي شهدتها فنزويلا منذ 4 فبراير، فيما اصيب 261 شخصا بجروح كما اعلنت النيابة العامة في حصيلة جديدة. وقالت المدعية العامة لويزا اورتيغا دياز للصحفيين "لقد احصينا حتى الآن 17 قتيلًا و261 جريحا"، موضحة ان القضاء فتح 27 تحقيقا في حالات مفترضة لانتهاك حقوق الانسان. واضافت ان "النيابة العامة لن تسمح تحت اي ذريعة بانتهاك حقوق الانسان"، فيما تتكثف الاتهامات بقمع المتظاهرين من قبل قوات الامن او مجموعات مسلحة لم تعرف هويتها. وكانت اورتيغا دياز اعلنت الخميس ان "شابا قتل في ولاية كارابوبو (وسط - شمال) عند محاولته ازالة ساتر. لقد اصيب برصاصة فيما كان ينظف الشارع". والتظاهرات الطلابية، التي بدأت في مطلع الشهر الحالي حول موضوع انعدام الامن، لم تتوقف منذ ذلك الحين، وامتدت الى مدن عدة في البلاد، التي تعد رسميًا 2.6 مليون طالب، واصبحت المطالب الآن تشمل اصلاح الوضع الاقتصادي ووقف عنف الشرطة. وكانت الحصيلة السابقة تشير الى سقوط 14 قتيلًا، بينهم ثمانية على الاقل بالرصاص، فيما قضى اخرون في حوادث. وبحسب الحكومة، فان الحركة الاحتجاجية تطال 18 من اصل 335 منطقة ادارية في فنزويلا.