"فن العرائس".. ندوة وورشة فنية بمكتبة الحضارة الإسلامية

نظم قطاع الإنتاج الثقافي، ورشة وندوة فنية بعنوان "فن العرائس" مساء أمس الثلاثاء، بسبيل قايتباى بالقلعة - فرع مكتبة القاهرة الكبرى، بإشراف الفنانة التشكيلية الدكتورة أسماء عصام جبر، والفنانة التشكيلية لينا عبدالفتاح، مع اتباع كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية حفاظا على صحة وسلامة المواطنين، وفق بيان صادر عن قطاع الإنتاج الثقافي اليوم الأربعاء.
ووفق البيان الصادر عن القطاع اليوم، استهلت الورشة بتقديم تاريخي عن الدمى ونشأتها وتعريف النشء على أقدم النماذج التراثية للعروسة "الأراجوز "، وتدريب النشء على إعداد نموذجا للأراجوز مع الفنانة لينا عبدالفتاح، باستخدام الخامات المتنوعة والألوان المتعارف عليها لزي الأراجوز المصرى بالرداء الأحمر وغطاء الرأس المخروطى المميز والحليات الذهبية بملامحه المميزة وعيناه اللوزية، وشعرة الأسود الداكن.
كما عقدت ندوة تطبيقية تحت عنوان "فن صناعة العرائس"، على هامش الورشة، بحضور مجموعة متميزة من فنانى العرائس بوزارة الثقافة وهم: الفنان ناصر سالم بالمركز القومى لثقافة الطفل، والفنان عماد أبو سريع، بمسرح القاهرة للعرائس، والفنانة رحمة محجوب مصممة العرائس، وأدارت الحوار الدكتورة أسماء جبر، التي استهلت حديثها بمقدمة تاريخية عن فن العرائس وتنوعها عبر العصور في مصر، وأهم النماذج التى عبر بها المصرى القديم عن النموذج الآدمى في المحاكاة ودراية الفنان المصرى القديم بالنسب التشريحية في التشكيل والنحت، كما عرفت تقنية التركيب والتحريك في الهيئات الآدمية المشكلة من الخامات المختلفة، موجهة الشكر لمدير مكتبة الحضارة الإسلامية، السيد صالح وأعضاء المكتبة على جهودهم المبذولة تجاه الورشة.
ومن جانبه تحدث الفنان عماد أبو سريع، بمسرح القاهرة للعرائس، بالحديث عن نشأة مسرح العرائس بالعتبة، وأهم عروض العرائس والبدايات الأولى للمسرح، بالإضافة إلى أشهر العروض مثل "عرض حجا 1977" وأهم الشخصيات في أشهر العروض على الإطلاق الأيقونة لأوبريت "الليلة الكبيرة" رائعة د. ناجى شاكر، والمخرج صلاح السقا، وسيد مكاوى مثل "الفتوة" و"الأراجوز العمدة" وغيرها من شخصيات كانت أبطالا في أعمال أخرى مثل: "سمسم وحجا" وغيرها، معرفا الطلاب والحاضرين على أنواع الدمى من الماريونت، والظل، والقفازية، والماسك، والقاء الضوء على نموذج عروسة الماريونت وكيفية صناعتها والخامات المستخدمة في صناعها وأهم أنواع الخشب، التى تتناسب في صنع الدمية " الواو " و"حور "، "الورق المقوى" والخيوط والألوان والأكثر تحمل في التحريك شارحا طرق تحريك الماريونت وطرق التثبيت والثقل وتقنيات تغيير وتحريك الديكور أثناء العرض المسرحى مشيرا إلى أهم السمات، التى يجب على فنان العرائس أن يتسم بها حتى يتحقق التكامل بين النص وحركة الدمية، محققا عرضا أكثر إبداعا وتفاعل مع المتلقى، واختتم حديثه بتوصية ضرورة خلق صفوف جديدة في مجال التحريك وتصميم الدمية.
ومن جانبه تحدث الفنان ناصر سالم، بالمركز القومي لثقافة الطفل، عن أقدم نموذجا للعروسة التراثية في الفلكلور الشعبى ونشأتها وأصل اسم "أراجوز" وتطوره عبر العصور التاريخية، وكيف كان هذا النموذج لسان حال المصرى البسيط في أفراحه وأحزانه، وكان الوسيط لغرس القيم وتعديل السلوك في فترات كان بمثابة معادل الحرية، مسترسلا بحكايات سيد حجاب، فؤاد حداد، محمود شكوكو، وصولا للخطوات الثابتة في هذا الشأن حيث أصبح 28 نوفمبر من كل عام مخصصا للاحتفال بالأراجوز.
كما تناولت الفنانة الشابة رحمة محجوب، الحديث عن قصتها مع العرائس القفازية وكيف تكونت حالة العشق بينهما، مضيفة أن فكرة المسرح المحمول مصنفة للقفازية بأنها أحد النماذج التعليمية، مستهله بالشرح طرق تصميم العروسة القفازية وأهم الخامات المستخدمة في تنفيذها وأكثر أنواع الأقمشة الملائمة للتحريك، حيث تعتمد العروسة في تحريكها على تثبيت أصابع اليد بطريقة معينة يسهل بها تحريك كل أجزاء العروسة، بالإضافة إلى كيفية التحريك والتفاعل مع الجمهور، مؤكدة على ضرورة الابتكار والتجديد في النماذج المحببة لدى الأطفال، واختتمت حديثها بعرض مصغر مع الأطفال كيف يرتدى العروسة القفازية بشكل يمكنه من تحريكها وعمل حوار مع الحاضرين بالعرائس.
وقد حضر الندوة والورشة الدكتورة غادة أمين، أستاذ بقسم تاريخ الفن بكلية الفنون الجميلة القاهرة، والدكتورة راجية بلال، أستاذ بقسم التصوير بفنون جميلة، والفنانة التشكيلية دنيا فاروق، حسام عبد العزيز، مدير بمؤسسه الأهرام الصحفية، أحمد وجدى مكتبة الحضارة الإسلامية، ولفيف من الهواة والمهتمين بالمجال، ومن الأطفال التي تتراوح أعمارهم من سن 8 حتى 10 سنوات، وطلاب كلية الفنون الجميلة قسم ديكور بالقاهرة، طلاب كلية الأداب قسم تاريخ جامعة حلوان، الذين أبدوا مدى الاستفادة العملية والعلمية التى تميز بها المحاضرين.
تأتى هذه الورشة ضمن سلسلة ورش "إحياء التراث" التى أطلقها قطاع شئون الإنتاج الثقافى منذ العام الماضى، من خلال الإدارة العامة للنشاط الثقافى والفنى بالقطاع التى يديرها الشاعر عماد عبدالمحسن، تحت إشراف الفنانة التشكيلية الدكتورة أسماء جبر، والفنانة التشكيلية لينا عبدالفتاح.