«أكسيوس»: الديمقراطيون يبدون استعدادهم لإنهاء الإغلاق الحكومي    قوات الاحتلال الإسرائيلى تهدد العمال فى الضفة بعدم التوجه إلى القدس    نتنياهو يفرض عقوبات صارمة على وزراء حكومته بسبب الغياب والتأخر المتكرر    عاجل نقل الفنان محمد صبحي للعناية المركزة.. التفاصيل هنا    طوابير بالتنقيط وصور بالذكاء الاصطناعي.. المشهد الأبرز في تصويت المصريين بالخارج يكشف هزلية "انتخابات" النواب    ترامب يتهم "بي بي سي" بالتلاعب بخطابه ومحاولة التأثير على الانتخابات الأمريكية    وزير الزراعة عن الحمى القلاعية: نسب النفوق منخفضة جدا.. وندرس تعويضات المزارعين المتضررين    رئيس لجنة كورونا يوضح أعراض الفيروس الجديد ويحذر الفئات الأكثر عرضة    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 10 نوفمبر 2025 في القاهرة والمحافظات    مي عمر أمام أحمد السقا في فيلم «هيروشيما»    أسعار الذهب اليوم في السودان وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الإثنين 10 نوفمبر 2025    وزير المالية: نسعى لتنفيذ صفقة حكوميه للتخارج قبل نهاية العام    غارات جوية أمريكية تستهدف تنظيم القاعدة في اليمن    رعب في بروكسل بعد رصد طائرات مسيرة تحلق فوق أكبر محطة نووية    سيلتا فيجو ضد برشلونة.. ليفاندوفسكي: علينا التحسن بعد التوقف الدولي    أمواج تسونامى تضرب شمال شرق اليابان بعد زلزال بقوة 6.9 درجة    برشلونة يحقق فوزًا مثيرًا على سيلتا فيجو برباعية    طارق قنديل: الدوري لن يخرج من الأهلي.. وتوروب يسير بخطى ثابتة    «مش بيلعب وبينضم».. شيكابالا ينتقد تواجد مصطفى شوبير مع منتخب مصر    باريس سان جيرمان يسترجع صدارة الدوري بفوز على ليون في ال +90    معسكر منتخب مصر المشارك في كأس العرب ينطلق اليوم استعدادا لمواجهتي الجزائر    الطالبان المتهمان في حادث دهس الشيخ زايد: «والدنا خبط الضحايا بالعربية وجرى»    وفاة العقيد عمرو حسن من قوات تأمين الانتخابات شمال المنيا    "مصر تتسلم 3.5 مليار دولار".. وزير المالية يكشف تفاصيل صفقة "علم الروم"    عمرو أديب عن نهائي السوبر بين الأهلي والزمالك: «معلق المباراة جابلي هسهس»    مفتى الجمهورية يشارك فى مناقشة رسالة ماجستير بجامعة المنصورة.. صور    متى ستحصل مصر على الشريحتين الخامسة والسادسة من قرض صندوق النقد؟ وزير المالية يجيب    «لا تقاوم».. طريقة عمل الملوخية خطوة بخطوة    ON SPORT تعرض ملخص لمسات زيزو فى السوبر المحلى أمام الزمالك    «لاعيبة لا تستحق قميص الزمالك».. ميدو يفتح النار على مسؤولي القلعة البيضاء    مساعد وزير الصحة لنظم المعلومات: التحول الرقمي محور المؤتمر العالمي الثالث للسكان والصحة    محافظ قنا يشارك في احتفالات موسم الشهيد مارجرجس بدير المحروسة    3 سيارات إطفاء تسيطر على حريق مخبز بالبدرشين    تطورات الحالة الصحية للمطرب إسماعيل الليثى بعد تعرضه لحادث أليم    كشف ملابسات فيديو صفع سيدة بالشرقية بسبب خلافات على تهوية الخبز    هدوء ما قبل العاصفة.. بيان مهم بشأن تقلبات الطقس: استعدوا ل الأمطار والرياح    أداة «غير مضمونة» للتخلص من الشيب.. موضة حقن الشعر الرمادي تثير جدلا    نشأت أبو الخير يكتب: القديس مارمرقس كاروز الديار المصرية    البابا تواضروس ومحافظ الجيزة يفتتحان عددًا من المشروعات الخدمية والاجتماعية ب6 أكتوبر    انتخابات مجلس النواب 2025.. خطوات الاستعلام عن اللجنة الانتخابية بالمرحلة الأولى (رابط)    3 أبراج «مستحيل يقولوا بحبك في الأول».. يخافون من الرفض ولا يعترفون بمشاعرهم بسهولة    الصحة ل ستوديو إكسترا: 384 مشروعا لتطوير القطاع الصحي حتى عام 2030    ميشيل مساك لصاحبة السعادة: أغنية الحلوة تصدرت الترند مرتين    عمرو أديب عن العلاقات المصرية السعودية: «أنا عايز حد يقولي إيه المشكلة؟!»    حضور فني ضخم في عزاء والد محمد رمضان بمسجد الشرطة بالشيخ زايد.. صور    سعر طن الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الإثنين 10 نوفمبر 2025    انقطاع التيار الكهربائي عن 19 قرية وتوابعها فى 7 مراكز بكفر الشيخ    نجل عبد الناصر يرد على ياسر جلال بعد تصريح إنزال قوات صاعقة جزائرية بميدان التحرير    السجن المشدد 10 سنوات للمتهم بحيازة أقراص ترامادول وحشيش في الزيتون    فوائد زيادة العضلات بالجسم بعد الأربعين    محافظ الغربية يتفقد مستشفى قطور المركزي وعيادة التأمين الصحي    هل يجوز أن تكتب الأم ذهبها كله لابنتها؟.. عضو مركز الأزهر تجيب    هل يجوز الحلف ب«وحياتك» أو «ورحمة أمك»؟.. أمين الفتوى يُجيب    خالد الجندي: الاستخارة ليست منامًا ولا 3 أيام فقط بل تيسير أو صرف من الله    هل يذهب من مسه السحر للمعالجين بالقرآن؟.. أمين الفتوى يجيب    بث مباشر.. صدام النجوم المصريين: مانشستر سيتي يواجه ليفربول في قمة الدوري الإنجليزي    معلومات الوزراء : 70.8% من المصريين تابعوا افتتاح المتحف الكبير عبر التليفزيون    تعرف على مواقيت الصلاة بمطروح اليوم وأذكار الصباح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عيد صلاح يكتب: ماذا يعني لنا الميلاد في زمن كورونا؟

من حين لأخر أحب مشاركة شعب الكنيسة في الحوار حول موضوع ما، وفي وقت كورنا تحدثنا في موضوعات متعلقة بكورونا ولا سيما في وقت الغلق حين كنا نلتقي عبر برنامج زوم وتحدثنا في موضوعين هما: ما الذي تغير فينا في زمن كورونا؟ وما الذي تعلمناه في زمن كورونا؟ وكم كانت المشاركات طيبة وإيجابية.
وحين دخلنا في مرحلة الغلق الثاني نتيجة لقرار السنودس الذي وضع في الاعتبار مصلحة الناس والخوف عليهم من فيروس كورونا. وعندما عدنا للقاء من خلال برنامج زوم وبمناسبة قدوم عيد الميلاد، اقترحت أيضًا على المشاركين الحوار حول الميلاد في زمن كورونا. وطرحت عدة أسئلة للنقاش ماذا يعني لنا ميلاد المسيح في زمن كورونا؟ كيف نرى الميلاد اليوم؟ وطلبت إننا نتحدث عن الميلاد بصورة شخصية وليست وعظية، بصورة شخصية وليست نقلًا عن فلان، بصورة شخصية وليس بحثًا من كتب تفسير أو تأملات أو مواقع من على الإنترنت. وحددنا النصّوص الكتابيّة في قصة الميلاد التي يدور الحوار حولها ففي الصباح وهو اللقاء الأول عبر زوم متى 1، 2 وفي المساء، وهو اللقاء الثاني عبر زوم لوقا 1، 2 وهي النصّوص التي تحدثت عن قصّة الميلاد، وذلك في يوم الأحد الموافق 3 يناير 2021. وسوف أضع تلخيصًا للمشاركات التي شارك بها شعب الكنيسة حول: ماذا يعني لنا الميلاد في زمن كورونا؟
في الميلاد: الفرح وسط الألم والرجاء وسط الضيق
شارك الشيخ مجدي ناثان وهو شيخ الكنيسة الإنجيلية بعين شمس بأنَّ الميلاد في زمن كورونا يقودنا للشكر ففي الميلاد افقتد الله شعبه فأصبح هناك الفرح الرجاء "مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ لأَنَّهُ افْتَقَدَ وَصَنَعَ فِدَاءً لِشَعْبِهِ،" (لو 1: 68)، ونختبر الفرح في سط الألم، والرجاء في سط الضيق، وهو إمكانية متاحة للفرح في زمن كورونا.
في الميلاد: العناية والمعية
شاركت الأخت سهير راجي بفكرة أنَّ في الميلاد نختبر معية عمانؤيل الذي تفسيره الله معنا، فالله معنا في كل الظروف، وقد اختبرت ذلك في ظروف المرض، وأختبرت العناية في حقظ الله لأبنها بيتر. "«هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا، وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللهُ مَعَنَا." (مت 1: 23). أعمال الرعاية والعناية لا تنتهي ونختبرها في كافة تفاصيل حياتنا.
في الميلاد: السلام وسط الخوف
شارك الشيخ وجيه لمعي شيخ الكنيسة الإنجيلية بعين شمس بفكرة أن هناك تشابة بين قصة الميلاد والعصر الذي نعيش فيه ولا سيما في زمن كورونا، وهذا التشابه يكمن في فكرة الخوف، يوجد الآن خوف من المرض، خوف من الألم، وخوف من الموت، وقد خيمت كورونا بظلال الخوف على العالم كله.
الخوف والألم ينزعا السلام من قلب البشر. ولكن كما تعاملت قصة الميلاد مع الخوف تتعامل أيضًا معنا، كانت الرسالة لزكريا: "فَقَالَ لَهُ الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَفْ يَا زَكَرِيَّا، لأَنَّ طِلْبَتَكَ قَدْ سُمِعَتْ، وَامْرَأَتُكَ أَلِيصَابَاتُ سَتَلِدُ لَكَ ابْنًا وَتُسَمِّيهِ يُوحَنَّا." (لو 1: 13)، وكذلك الرسالة ليوسف: "وَلكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هذِهِ الأُمُورِ، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلًا: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ، لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ. لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ." (مت 1: 20)، وبالمثل الرسالة لمريم: "فَقَالَ لَهَا الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ، لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ." (لو 1: 30). وعلى نفس النهج كانت الرسالة للرعاة: "فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ:" (لو 2: 10).
الله في زمن الخوف يعطي سلام وفي وسط المرض يعطي طمأنية، ونختبره في وسط ألمنا ومرضنا "مَنَحْتَنِي حَيَاةً وَرَحْمَةً، وَحَفِظَتْ عِنَايَتُكَ رُوحِي." (أي 10: 12). وفي يقين المستقبل "لِهذَا السَّبَبِ أَحْتَمِلُ هذِهِ الأُمُورَ أَيْضًا. لكِنَّنِي لَسْتُ أَخْجَلُ، لأَنَّنِي عَالِمٌ بِمَنْ آمَنْتُ، وَمُوقِنٌ أَنَّهُ قَادِرٌ أَنْ يَحْفَظَ وَدِيعَتِي إِلَى ذلِكَ الْيَوْمِ." (2 تي 1: 12). الميلاد الله في زمن كورونا نثق أنَّ الله يمنحنا السلام وسط مخاوفنا.
في الميلاد: نلتقي مع المخلص
هكذا قالت أ. إيمي سعد أنها ترى في قصة الميلاد شخص يسوع المخلص "فَسَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ. لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ»." (مت 1: 21)، وفي الوقت الذي فيه كل الخليقة تئن وتتمخض معًا "فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الْخَلِيقَةِ تَئِنُّ وَتَتَمَخَّضُ مَعًا إِلَى الآنَ." (رو 8: 22) نحتاج إلى يسوع المخلص الذي يخلص أرواحنا من الخطية وأجسادنا من المرض. وكما كانت الأرض خربة وخالية "وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً، وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ، وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ." (تك 1: 2)، لكن نرى أن الله له موقف أخر "وَقَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ نُورٌ»، فَكَانَ نُورٌ." (تك 1: 3). يعطي لنا سلام من الخوف لنحيا السلام والفرح في زمن كورونا.
في الميلاد: العناية والرعاية
في نظرة أخرى قالت مدام سميرة بطرس زوجة طيب الذكر القس بطرس عياد "اللهُ الَّذِي رَعَانِي مُنْذُ وُجُودِي إِلَى هذَا الْيَوْمِ،" (تك 48: 15). في كل يوم نشهد عن معاملاته الطيبة معنا وكيف نختبر وجوده معنا في وقت الوحدة وهو قادر على أن يملأنا بالفرح "فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ:" (لو 2: 10). فرح المعية الرعاية، نثق بمعية الله وسط وحدتنا، ويد الله هي يد الحماية والرعاية لنا ونحن في أصعب الظروف.
في الميلاد: الطاعة والخضوع
رد فعل يوسف ومريم جعل من مشاركة طنط إلين جيمي حول الطاعة، رد يوسف: "فلمّا قامَ يُوسُفُ من النَّوم، فَعَلَ كَما أَمرهُ مَلاكُ الرَّبِّ" (متى 1: 25) ورد أيضًا مريم: "فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ». فَمَضَى مِنْ عِنْدِهَا الْمَلاَكُ." (لو 1: 38) يجعلنا نسمع بإنصات لكلام الرب، وننفذ طائعين. العلاقة المبنية على الطاعة هي إحدى رسائل الميلاد المهمة لنا في زمن كورونا.
فيروسات تقتل ككورنا:
في قصة الميلاد حسب تسجيل البشير متى لها يسجل عملًا مأسويًا وهو قتل الأطفال في بيت لحم بسبب فيروس السلطة لدى هيرودسحِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى هِيرُودُسُ أَنَّ الْمَجُوسَ سَخِرُوا بِهِ غَضِبَ جِدًّا. فَأَرْسَلَ وَقَتَلَ جَمِيعَ الصِّبْيَانِ الَّذِينَ فِي بَيْتِ لَحْمٍ وَفِي كُلِّ تُخُومِهَا، مِنِ ابْنِ سَنَتَيْنِ فَمَا دُونُ، بِحَسَب الزَّمَانِ الَّذِي تَحَقَّقَهُ مِنَ الْمَجُوسِ. (متى 2: 16)، عامل القتل مشترك بين قصة الميلاد وكورونا ولكن بفيروسات مختلفة، فكما تقتل كورونا الإنسان فيروس السلطة يقتل أيضًا الإنسان.
ميلاد المسيج إعلان للحياة بالرغم من غطرسة وقسوة هيرودس الذي مارس القتل والعنف للأطفال، ميلاد المسيح استمرار للحياة في مصر بالرغم من سيطرة وباء كورونا. فليحمنا الله من كافة الفيروسات جميعًا.
في الميلاد: نتقابل مع دور الشخصيات الثانوية في الحياة
في مشاركة الشيخ عادل سامي شيخ الكنيسة الإنجيلية بعين شمس سلط الضوء على دور الشخصيات الثانوية في الحياة ففي قصة الميلاد نلتقي مع يوسف الذي يسمع ويطيع، ونعرف ونتعلم تصرفه الحكيم، ففي وسط الأزمة أمتلك ناصية التفكير الهادئ الحكيم، وأعطى نموذجًا لعدم التشهير بالأشخاص"فَيُوسُفُ رَجُلُهَا إِذْ كَانَ بَارًّا، وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يُشْهِرَهَا، أَرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرًّا." (مت 1: 19)، توجد أمور كثيرة يجب أن تحل في الخفاء بعيدًا عن التشهير بالبشر.
وقبل مجيء يوحنا كيف تعامل وعاش والديه زكريا وأليصابات "وَكَانَا كِلاَهُمَا بَارَّيْنِ أَمَامَ اللهِ، سَالِكَيْنِ فِي جَمِيعِ وَصَايَا الرَّبِّ وَأَحْكَامِهِ بِلاَ لَوْمٍ." (لو 1: 6). ما أروع هذا الدور، وهذه الرسالة، وهذه الشهادة. مهما كان وضعنا أو حجمها يمكن أن يكون لنا دور ورسالة في ملكوت الله.
في الميلاد: نور وسط الظلام
في الربط بين قصة الميلاد ووضعنا في أزمة كورونا قالت جيرمين منير أن ظروف الميلاد شبه ظروفنا، فكانوا منزعجين ومنتظرين مخلص، في حالة من الفتور الروحي والفوضى، ولكن في الميلاد نجد نور في وسط الظلمة: "نُورَ إِعْلاَنٍ لِلأُمَمِ، وَمَجْدًا لِشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ" (لو 2: 32). الله له أولاده في زمن رغم فساد الأوضاع فنرى المجوس، والرعاة، ومريم، ويوسف، وزكريا واليصابات، وسمعان وحنة النبية. ميلاد المسيح يعلن سلام وسط الضيق وفرح وسط الظروف الصعبة، ويعطي لنا أستنارة لنرعف ما هي مشيئة الله في حياتنا، فالعالم بائس من غير يسوع، فهو يشفي ويتمجد فنحن محفوظون بمحبته، ومهما كانت الظروف صعبة شاخصين عليه هو لا سواه: "نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ، احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِينًا بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ." (عب 12: 2).
في الميلاد: كل شخصية لها دور ورسالة
كل شخصية في الميلاد لها دور هكذا قالت ثناء فايق، ويلفت النظر دائمًا إلى طاعة مريم ويوسف، الله يساعدنا إلى أن نطيع. أظهر يوسف أخلاقًا عالية، وحكمة وسلام داخلي، كان لديه قدرة على حفظ أسرار الناس. ومن مريم وأليصابات نتعلم مشاركة الناس بظروفهم. وكل شخص له دور ولا سيما في إعداد الطريق لمعرفة المخلص.
في الميلاد: تعظم نفسي الرب
فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ،وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي" (لو 1: 46- 47)، حول هذه الأية شاركت نزهة سلامة بتدخل الله في كل الظروف والحياة الشخصية في حفظ ورعاية القدير.
في الميلاد: فضيلة الاتضاع
شارك الشيخ وجيه لمعي شيح الكنيسة الإنجيلية بعين شمس بصورة أخرى للتشابة بين ما نحن فيه وقصة الميلاد حول التواضع "لأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى اتِّضَاعِ أَمَتِهِ." (لو 1: 48)، "صَنَعَ قُوَّةً بِذِرَاعِهِ. شَتَّتَ الْمُسْتَكْبِرِينَ بِفِكْرِ قُلُوبِهِمْ. أَنْزَلَ الأَعِزَّاءَ عَنِ الْكَرَاسِيِّ وَرَفَعَ الْمُتَّضِعِينَ." (لو 1: 51- 52). أصيب العالم بوهم الكبرياء حيث تمكن من كل الوسائل العلمية والتكنولوجية وكل وسائل الاتصالات والتقدم الطبي، وجاء فيروس كرونا ليكسر هذه الكبرياء "حَتَّى تَعْلَمَ أَنَّ الْعَلِيَّ مُتَسَلِّطٌ فِي مَمْلَكَةِ النَّاسِ وَيُعْطِيهَا مَنْ يَشَاءُ." (دا 4: 25)، "فَإِذَا تَوَاضَعَ شَعْبِي الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ وَصَلَّوْا وَطَلَبُوا وَجْهِي، وَرَجَعُوا عَنْ طُرُقِهِمِ الرَّدِيةِ فَإِنَّنِي أَسْمَعُ مِنَ السَّمَاءِ وَأَغْفِرُ خَطِيَّتَهُمْ وَأُبْرِئُ أَرْضَهُمْ." (2 أخ 7: 14). وكان كلام الرب على فم ميخا قائلًا: "قَدْ أَخْبَرَكَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا هُوَ صَالِحٌ، وَمَاذَا يَطْلُبُهُ مِنْكَ الرَّبُّ، إِلاَّ أَنْ تَصْنَعَ الْحَقَّ وَتُحِبَّ الرَّحْمَةَ، وَتَسْلُكَ مُتَوَاضِعًا مَعَ إِلهِكَ." (مي 6: 8)
فليعطي لنا الله فكر الاتضاع ونموذج النماذج هو شخص المسيح في تواضعه واتضاعه: "فَلْيَكُنْ فِيكُمْ هذَا الْفِكْرُ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ أَيْضًا: "الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلًا للهِ. لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ. لِذلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ"" (فيلبي 2: 5- 9).
في الميلاد: العطاء والتقوى
يقول صموئيل فهيم: يعجبني في الميلاد رد فعل المجوس بالسجود بتقديم الهدايا للمسيح، ويعجبني تقوى يوسف، وحياة يوحنا حيث إنه من البطن عرف المسيح. وكلها مواقف تقودنا للطاعة والتقوى والمعرفة.
في الختام:
في الختام، جلنا معًا في مشاركات شيوخ وأعضاء الكنيسة حول ماذا يعني الميلاد بالنسبة لنا في زمن كورنا، كيف نرى القصة المبدعة هنا والآن، هذه المشاركات مهمة لأنها تعبر عن فهم الناس للقصة الكتابية وربطها بمشكلات الحاضر، وفي نفس الوقت تخرج المخزون الروحي الذي تعلموه من سنين، كما أنها تعطي فرصة لكي يستمع كل منا للآخر بوعي وانصات ورغبة في التعلم بخضوع، إننا نرغب في مجتمع يتعلم من بعضه البعض، فنحن نصلي معًا، ونتعبد معًا، ونتعلم معًا، فمخزون المعرفة داخل أي جماعة من البشر أكبر من أي فرد ممها سمت قدراته. ما زالت قصة الميلاد تدهشنا، ومازال السؤال قائمًا: ماذا يعني لنا الميلاد في زمن كورونا؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.