أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن خطة الوزارة الدعوية تقوم على عدة ثوابت ومرتكزات أساسية، أولها: السماحة والتيسير، فالفقه عند أهل العلم التيسير بدليل، والفقه هو التيسير من ثقة، حيث قال تعالى: " يُرِيد اللَّه بِكُمْ الْيُسْر وَلَا يُرِيد بِكُمْ الْعُسْر"، ويقول سبحانه: " وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ". وأضاف أن ثاني هذه المرتكزات أن دور العلماء هو البلاغ وليس الهداية والحساب، أما الهداية فأمرها إلى الله (عز وجل)، حيث يقول سبحانه: " إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ" (القصص: 56)، ويقول الله تعالى: " إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ" (الشورى: 48)، ويقول سبحانه: " وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ"، مشيرا إلى أن ثالثها: " دورنا هو عمارة الدنيا بالدين وليس تخريبها ولا تدميرها باسم الدين، فالدين فن صناعة الحياة لا فن صناعة الموت، حيث يقول سبحانه: " وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا". وأضاف أن رابع هذه المرتكزات هي أن مصالح الأوطان لا تنفك عن مقاصد الأديان، فكل ما يقوي شوكة الدولة الوطنية هو جزء لا يتجزأ من المقاصد الشرعية، وكل ما يدعو إلى الهدم والتخريب والفساد والإفساد لا علاقة له بالأديان ولا علاقة للأديان به، ومن يقومون به فاسدون متشددون محاربون لله ورسوله، حيث يقول سبحانه: "إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ". وشدد في بيان اليوم على أن الحفاظ على الوطن أحد أهم الكليات الست والمقاصد العامة للتشريع، وهي التي أحاطها الشرع الشريف بمزيد من العناية والصيانة والحفظ.