للإبداع حدود لا يزيلها الزمان إلا نادرا ليُخلدها كطفرات أو أيقونات تبقى إلى ما شاء الله وأراد، سلاما على هؤلاء الذين يغمسون أقلامهم في مدواة السماء ليكتبوا بها حروف الحب والسلام والخير على الأرض، ليعزفوا بالحرف ترنيمة عشق وآية حب ويستدعون فجرًا يحسبه اليائسون حلما صعب المنال. غدا تحل الذكرى ال90 على ميلاد أيقونة الإبداع المصرية ذلك الذى لم يترك دربا للإبداع إلا وترك فيه أثرا وكأن الكلمة بين يديه صلصالا يشكلها كيف يشاء، فكتب سيناريوهات خالدة في تاريخ السينما المصرية واثبا من قمة الفانتازيا إلى قمة الدراماتيكية دون أن تسقط منه كلمة في السفوح، فلا أحد يطاوعه قلمه كما فعل مع «جاهين» وخط به «خلى بالك من زوز» و«شفيقة ومتولي» وغيرها من الأعلام. حكاية القلم مع جاهين كحكايات البلورة المسحورة فهذا القلم يتحول في يده إلى ريشة متى أراد الرسم والتعبير بالكاريكاتير ويتحول إلى آلة عزف تنتشى في النصر ويصيبها الشجن في الانكسار، يتغنى مع أوتارها الناس على اختلاف مستوياتهم، وتحتضن كلماته الأحبال الصوتية، قياثير الطرب يُخلدون حرفه حنجرة كوكب الشرق شاهدة على نغمه « راجعين بقوة السلاح راجعين نحرر الحمى.. راجعين كما رجع الصباح من بعد ليلة مظلمة.. جيش العروبة يا بطل الله معك». الحكايات عن سلطان الرباعيات لا تنتهى.