القدر قد يأخذك للسماء فتنفتح أمامك مغاليق الأرض وتسبح في رحاب رفاهية الدنيا، وقد يتجهم في وجهك ويذيقك من العناء ما يثقل صدرك ويذهب راحتك ويعوق حركتك، هكذا هي الحال لا تسير على وتيرة واحدة، وقد يهاجمك المرض أو يضرب أحد أفراد أسرتك فتنفق عليه الغالي والنفيس، وهو ما حدث بالفعل مع الطفل "محمد" صاحب ال6 سنوات وأسرته، الذي يعاني من مرض ضمور في المخ وشلل كلي بالعمود الفقري منذ ولادته. فوالد الطفل يبلغ من العمر57 سنة، وكان صاحب محال تجارية، لكن مرض نجله استنفد كل ما لديه، ما أدى إلى إصابته بجلطة، ثم بقي طريح الفراش على أمل وقوف نجله على قدميه، بعد خضوعه لعملية أجراها نجله مارس الماضي، وتعرف باسم عملية "تطويل أوتار"، ولكنها فشلت في علاجه. أصيب الأب على خلفية فشل هذه العملية بثلاث جلطات متتالية في قدم واحدة، بالإضافة إلى إصابته بالسكر والضغط والدوالي، ليتحول عائل الأسرة إلى معلول يعاني هو الآخر من ويلات المرض، وتتحول أسرة مؤلفة من خمسة أفراد إلى أسرة مكلومة لا تملك قوت يومها أو علاج فردين منها يتكلف كل واحد منهم آلاف الجنيهات لشرائه. ويبقى مستقبل هذه الأسرة مظلما، لأن الأب ليس له معاش ثابت يستند عليه في الوفاء بأحد متطلبات الأسرة الأساسية كالطعام والشراب، وليس له سوى معاش كرامة الذي تبلغ قيمته 440 جنيهًا، والتي لا تكفي لشراء علاج شهر واحد للجلطة، في حين أنه يحتاج علاجًا آخر للسكر والضغط والدوالي، بالإضافة لحاجة نجله "محمد" لعملية جراحية ضرورية بعد فشل الأولى بسبب التأخر في حصوله على كورس العلاج الطبيعي، بعدما أفادت مستشفيات جامعة طنطا والمنشاوي، على حد قول والدته، بأن أجهزة العلاج الطبيعي بهما لا تسعف الحالة. ولم يحصل "محمد" على كورس العلاج الطبيعي المكثف عقب العملية، لأن سعر الجلسة الواحدة بالمراكز الخاصة 120 جنيها، وحالته تحتاج ل 5 أو 6 جلسات في الأسبوع الواحد، وهو لا يتوافق ومقدرة الأسرة المادية، لذا تراجعت حالته، وبقي تكرار العملية التي بلغت تكلفتها في المرة الأولى 75 ألف جنيه مرة أخرى رغم انخفاض نسبة نجاحها، كما أوضحت الأم، هو الحل الوحيد على أن يعقبها كورس العلاج الطبيعي المكثف ليتحول لطفل طبيعي لديه القدرة على الحركة بمفرده. ولصعوبة وضع الأسرة وتأزم حالتها ماديا ومعنويًا، تعالى صوت الأم على صفحات التواصل الاجتماعي مناشدة أصحاب الضمائر والقلوب الرحيمة، وكذلك المسئولين وأصحاب القرار بأن يرأفوا بحالتهم. وتقول الأم إنها لا تحتاج أموالا، بل تحتاج لعلاج نجلها وزوجها، وإن لديها طفلين آخرين أحدهما رضيع والأخرى تكبره ببضع سنوات، ويحتاجون لأبسط حقوقهم في الحياة وهي الطعام والشراب والتعليم، لذا تلتمس من كل من بيده مساعدتها طوقا للنجاة.