سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الشاعرة أمينة عبدالله في حوراها ل"البوابة نيوز": القصاص الشعبى دعوة لتقويض مفهوم الدولة والقانون.. أعداء الحرية انتظروا يوما كاملا حتى جاءهم الضوء الأخضر لمهاجمتي..أسماء كبيرة لها ثقلها دعمت موقفى
في الرابع من شهر نوفمبر الجاري اختتم مهرجان طنطا الدولي للشعر دورته السادسة على مسرح المركز الثقافي بطنطا، لكن توابعه لم تنته بعد، وذلك بعدما هاجم أحد الحضور الأمسية الشعرية الختامية، واصفا ما ألقي في الأمسية من أشعار بالخادش للحياء وأيضا بالكفر والعهر، وذلك بعدما شهد اليوم الأخير أمسية شعرية ختامية قدم خلالها الشعراء: رشا أحمد، إسلام نوار، إبراهيم محمد إبراهيم، أيمن صادق، أمينة عبدالله، عمار النجار "اليمن" مجموعة من قصائدهم، وفي اليوم التالي لختامه هاجم الشاعر البيومي محمد عوض قصيدة الشاعر إسلام نوار ووصفها بالخادشة للحياء، وقصيدة الشاعرة أمينة عبدالله ووصفها بالكفر. منطق الوصاية الأخلاقية والدينية دائما ما يطارد الفعاليات الثقافية والأدبية، بينما تطالب الأخيرة بتفعيل المعايير النقدية والفنية بعيدا عن الانزلاق للصراعات الدينية والطائفية بما يشبه العصور الظلامية الوسطى، وفي لقاء مع الشاعرة أمينة عبدالله تتحدث صاحبة "بنات للألم" عن تجربتها مع ذلك الهجوم ورأيها فيما يحدث، ودور المثقفين، وتحركها القضائي. ■ في البداية.. ماذا حدث في ختام مهرجان طنطا الدولي للشعر؟ المهرجان يتيح للمشاركين من أربع لست مشاركات تتنوع ما بين المدارس والمعاهد العليا وقصور الثقافة، ومن المعروف أن هناك بعض النصوص التي يمكن عرضها للجمهور بشكل عام، ونصوص أخرى تحتاج للقارئ المُدرب ومن له طبيعة خاصة في التلقي. معظم القراءات التي كانت لي في المدارس كانت بمشاركة الشاعر إسلام نوار، وهو أصغرنا سنًا 27 عاما، طبيب، وباحث ماجستير، وله قدرة غير طبيعة على التواصل مع الطلبة بحكم سنة، وبحكم طريقة ملابسه، والمجايلة، لكننا جيل أكبر، وقد حقق تواجدا كبيرا خلال المهرجان، ولم يحدث أن تحفظ أحد في أي مدرسة أو في أي مكان ولا من أي جهة على القراءات أو النصوص التي شاركنا بها اللهم إلا الأستاذ البيومي عوض صاحب المشكلة، والذي لم يكن مدرجًا ضمن البرنامج في إحدى المدارس، وكنا في مدرسة واليوم بها كان لطلبة الصفوف الابتدائية، فتطوع جميع الحضور بدلا من إلقاء الشعر أن يستبدلوه بالحكي نظرا لسن الطلاب وما يناسب سن الأطفال باستثناء الأستاذ البيومي، هو من ألقى قصيدة شعر فصحى طويلة، وكان الناس في حالة تذمر شديد منه لهذا التصرف، في النهاية لم يعترض أحد، ولم يقاطعه أحد رغم أنه لم يكن مدرجًا ضمن برنامج المهرجان لكنه بحكم ابن المدينة قبلناه رغم قصيدته التي لم تكن مناسبة لجمهور المدرسة. ■ إذن.. ما هو جمهور الأمسية الختامية؟ جمهور شديد الخصوصية، جمهور مثقفين بالفعل وليس جمهورا عاما، فهناك رئيس الإقليم، وموفد من مكتب وزيرة الثقافة، وموفد من رئيس الهيئة، والشاعر محمود شرف رئيس المهرجان، كل هؤلاء جهات رسمية مسئولة عن المهرجان، وبضرورة الحال لن يسمحوا بأي تجاوز. نص إسلام كان يحاكي لوحة الخروج لجوستاف ولم يتحفظ أحد حتى الأستاذ بيومي نفسه لم يقدم أي اعتراض، بعد إسلام قرأت مقطعين من ديوان "بنات للألم" ولم يعترض أحد أيضا، لكنني فوجئت بالهجوم عصر اليوم التالي، وهو أمر مستغرب. ■ في اليوم التالي للمهرجان.. كيف تصرف صاحب المشكلة؟ اتهمنا في اليوم التالي بخرق الآداب العامة وخرق الدين، وتبع ذلك بمجموعة من منشوراته على فيس بوك في حالة استعداء كامل، طالب فيها بإقالة رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة الدكتور أحمد عواض والدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة، وقبلها حاول صنع حالة استعداء شعبي بمقولات النداء للحفاظ على الجمال وبمخاطبة الشرفاء وهكذا. ومن جانبه كتب الشاعر الراقي عماد غزالي بوست على صفحته يقول إن محاكاة اللوحة بنص شعري شكل معروف، وذلك في الحديث عن قصيدة الشاعر إسلام نوار التي قيلت أيضا في الأمسية الختامية، وأن أمينة لها تجربة في شعر العامية وهذه أولى تجاربها في شعر الفصحى. وكلام "غزالي" عني يُعد صيغة تبريرية غير مقبولة، لأن هذا الديوان هو الثالث في تجربة الفصحى، والثامن في مسيرتي الإبداعية. ■ إذن.. ما هو جمهور الأمسية الختامية؟ جمهور شديد الخصوصية، جمهور مثقفين بالفعل وليس جمهورا عاما، فهناك رئيس الإقليم، وموفد من مكتب وزيرة الثقافة، وموفد من رئيس الهيئة، والشاعر محمود شرف رئيس المهرجان، كل هؤلاء جهات رسمية مسئولة عن المهرجان، وبضرورة الحال لن يسمحوا بأي تجاوز. نص إسلام كان يحاكي لوحة الخروج لجوستاف ولم يتحفظ أحد حتى الأستاذ بيومي نفسه لم يقدم أي اعتراض، بعد إسلام قرأت مقطعين من ديوان "بنات للألم" ولم يعترض أحد أيضا، لكنني فوجئت بالهجوم عصر اليوم التالي، وهو أمر مستغرب. ■ في اليوم التالي للمهرجان.. كيف تصرف صاحب المشكلة؟ اتهمنا في اليوم التالي بخرق الآداب العامة وخرق الدين، وتبع ذلك بمجموعة من منشوراته على فيس بوك في حالة استعداء كامل، طالب فيها بإقالة رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة الدكتور أحمد عواض والدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة، وقبلها حاول صنع حالة استعداء شعبي بمقولات النداء للحفاظ على الجمال وبمخاطبة الشرفاء وهكذا. ومن جانبه كتب الشاعر الراقي عماد غزالي بوست على صفحته يقول إن محاكاة اللوحة بنص شعري شكل معروف، وذلك في الحديث عن قصيدة الشاعر إسلام نوار التي قيلت أيضا في الأمسية الختامية، وأن أمينة لها تجربة في شعر العامية وهذه أولى تجاربها في شعر الفصحى. وكلام "غزالي" عني يُعد صيغة تبريرية غير مقبولة، لأن هذا الديوان هو الثالث في تجربة الفصحى، والثامن في مسيرتي الإبداعية. ■ من حكم المهاجم أربعة وعشرين ساعة للاعتذار.. كيف تقرأين مثل هذه الأفعال؟ لنفرض جدلا أنني أخطأت في حق الذات الإلهية كما يزعم – وهذا لم يحدث - لماذا أعتذر لشخص؟ ما صفته وما وظيفته كي ينوب عن الله في تلقي الاعتذار؟ ما هو التصور الذهني لديه حتى يكون له سلطة قبول أو رفض الاعتذار؟ منحنا 24 ساعة للاعتذار وفي بوست آخر قال يتبقى 8 ساعات، وبعد مرور المهلة كتب بوست تالي ولكنه عاد وحذفه، قال فيه "إن لم تتحرك السلطات الرسمية فسيكون القصاص شعبيًا"، وهذه ذهنية مخيفة جدا، وفي الحقيقة أنا لا أخاف الموت لأنه سوف يأتي ولو كنت نائمة في فراشي، لكنها ذهنية تقوض مفهوم الدولة والقانون، ذهنية التفكير الانتقامي، ذهنية الوصاية، ألفاظه التي يستخدمها في بوستاته مليئة بالعنف والصدام، كأن يقول "ودخل فلان إلى حلبة الصراع"، وفي الحقيقة أنا لا أعرف أطراف الصراع بشكل كامل، هل الأطراف نحن أم هناك منظومة ومؤسسات يقيم معها الصراع أصلا ويتخذ منا واجهة لهذا الصراع المتخيل؟ ■ من المفروض أن يكون رد فعله على القصائد في وقتها، لماذا تأخر يومًا كاملا؟ في تقديري الشخصي أتصور أن هناك شكلا تنظيميا وراء هذه القضية ودليلي على هذا أن الحملة كانت مقسمة بين أشخاص، حيث ظهور أسماء وتراجع أخرى، فخلال الأمسية لم يثبت المهاجم رد فعل أنه معترض وأنه سوف يرد غدا مثلا على ما جاء، لكنه التزم الصمت تماما، لم يتذمر، لم يعترض، ثم عاد وبدأ حملة ممنهجة جدا ومعه بعض السيدات، ثم النداء لكتابة مذكرة والتوقيع عليها والتوجه بها لشيخ الأزهر لاتخاذ قرار معين. ما يحدث هو نوع من تبادل الأدوار فبعدما شن الأستاذ بيومي هجومه تراجع خطوة ليتقدم موقع معروف بانتمائه السياسي الواضح جدا من خلال رئيس تحريره ليستكمل المواجهة، فالموضوع هنا منظم، وربما انتظر حتى أخذ الضوء الأخضر. في البداية كان الموضوع خاص بفضاء فيس بوك وبعدها كتبوا قصيدة جنسية عرضوا فيها باسمي وشخصي وصورتي ورئيس المؤتمر محمود شرف، وفي النشر الأول للقصيدة وصف قائلها إن الأستاذ بيومي هو حارس الفضيلة، لكنه تم تعديلها في وقت لاحق وتم حذف اسمه منها، كل هذا يجعلني أتصور أن هناك شكلا تنظيميًا وراء ما يحدث، وأتصور أنهم يمثلون عداء كبيرا للمرأة، فالتيار الفكري الذي يدعمه لديه أزمة في حصول المرأة على مكتسبات والمزيد من الحقوق. ■ الشاعر بيومي عوض استاء في تدوينة له عن عدم ذكر المثقفين أثناء الحديث عن المشكلة، هل تتجاهلونه بالفعل؟ في الحقيقة أنا لا أحب ذكر اسمه في تعليقاتي على المشكلة حتى لا يتم إدانتي قانونيا، وأيضا لا أحب أن تجمعنا جملة مفيدة، فالرجل الذي يستبيح سمعة امرأة أو عرض امرأة، ولا يجيد إدارة معركته الأدبية ويدخلها في معركة دينية لا أحب أن يتم وضع اسمه بجواري، وكان ذلك بالنسبة له أمر مفزع. ■ ما رأيك في رد فعل وموقف جبهة المثقفين من القضية؟ كان موقفهم مشرفًا ومحترمًا، أما أصحاب المواقف المتأرجحة والمذبذبة لم أعد أعول عليهم إطلاقًا، لأنهم يحبون مسك العصا من المنتصف، وهذه مواقف لا تحتمل الصمت والتقية والحياد. إن قائمة المثقفين الذين دعموا موقفي في حرية الإبداع ضمت أسماء كبيرة لها ثقلها الإبداعي، في حين أنه لم يحدث أن طلبت من أحد الكتابة عني، على العكس من الطرف الآخر، حيث كان يشارك "بوستات" المنتمين لمواقفه، ويعلق عليها بكلمة "وجاءنا المدد" بما في الجملة من معاني الاستكتاب والاستنفار والتجييش أيضا. فهؤلاء المثقفون الذين دافعوا عني هم نفس الأسماء التي اعتصمت في وزارة الثقافة وأسقطت الرئيس الإخواني وسحبت الثقة منه. أما المجموعة التي ناصرت طرف المشكلة هي مجموعة نوادي الأدب المعروفة بانتمائهم المتشدد، الذين سيطروا على نوادي الأدب بنفس منطق السيطرة على النقابات من النصف الثاني من التسعينيات وحتى 2015 تقريبا، هي نفس العقلية ونفس الذهنية، هذه هي التي سيطرت على المنصات والقنوات الإقليمية أيضا. ■ ما الأمور المحيرة بالنسبة لكِ في مثل هذه القضايا؟ ما يحيرني في مواقف هؤلاء المهاجمين لنا هو صمتهم أثناء الأمسية ثم العودة للمهاجمة في اليوم التالي، وكأنهم ينتظرون الرجوع لأشخاص معينة، وما فعله الشخص الذي هاجمني بالصمت داخل المكان ثم تفجير الأزمة بعدما تنتهي يشبه تمامًا ما فعله أحمد شاهين في ندوة الشاعر إبراهيم المصري في الإسكندرية حيث رفض ما جاء في الندوة في اليوم التالي، بحجة أن أحدا لم يسمح له بالكلمة، وهو عكس ما حدث، بل طُلب منه التعقيب لكنه كان قد غادر القاعة قبل انتهاء الندوة، وهي مظلومية متكررة عندهم.. لم يتح لنا الكلام ولم يسمحوا لنا، هذه مظلومية بالفعل لديهم متكررة وأسأل نفسي عن قرابة 122 بوست في ساعات قليلة وعلى منصات تنشر لهم حالة الاستعداء الكبيرة، ثم يتحدثون عن منعهم من الكلام. ■هل تعتقدين أن مثل هذه الظواهر يكمن خلفها خلايا نائمة متشددة؟ فيما بعد يناير ظهرت لنا موجة أدب الوعظ لمجموعة من الشباب الصغير ممن ينتمون لتيارات إسلامية تمشي على أطراف الأصابع يشبهون موجة السينما النظيفة التي ظهرت في الألفينيات بالتزامن مع أغاني حمزة نمرة، كل هذا من أجل تقديم نموذج للمثقف الإسلامي، وطرح كلمة إسلامي بجوار أي مصطلح يضمن له حالة من حالات المرور، بداية من الزي الإسلامي وطلاء الأظافر الإسلامي، وهي موجة أخذت أشكالا مختلفة، كنا نجد مجموعة من المنتقبات يمشين في الشارع ككتلة واحدة، وأنا أعد هذا نوعًا من المنشور السياسي كإعلان عن الهوية السلفية. ■هل كان لك تحرك قضائي بعد الهجوم المتوالي عليكِ؟ في البداية طالما كان الهجوم في الفضاء الإليكتروني كنت ألتزم الصمت، لكنهم تطاولوا وذكروني وعرضوا بي في قصيدة جنسية سيئة، بعدها عرض الأستاذ البيومي الاعتذار لكني رفضت لأن التنازل سيكون بمثابة تنازل عن حق كل المثقفين، هذه المشكلات من هذا النوع تم حلها مع المثقفين بمنطق "قعدة عرب" أو بمنطق القبيلة وليس بمنطق القانون، وكانت النتيجة أن يأخذ وقته هذا التيار ليعاود الهجوم مجددا في معركة أكبر.. الآن تحركت ببلاغ للمباحث الإلكترونية ضد قائل القصيدة المسيئة لي فقط، ولكني أدعوا الأستاذ بيومي اللجوء للقضاء إن كان يمتلك حق الإدانة، وأتحداه في ذلك.