نوادر وكنوز وحكايات من تاريخ مصر المعاصر أصبحت الآن بين يدي القارئ من خلال "مجلة ذاكرة مصر المعاصرة". فقد صدر العدد الثالث من المجلة الصادرة عن مكتبة الإسكندرية في يوليو 2010 وحمل بين صفحاته كنوز وصفحات مشرقة من تاريخ مصرنا الحبيبة. داخل صفحات العدد يقف القارئ منبهر أمام حقيقة هامة كشفت عنها ذاكرة مصر المعاصرة هي بعثة الساموراي اليابانية التي زارت مصر وانبهرت بمدى التقدم الذي تنعم به مصر. ففي عام 1862، قررت اليابان أن ترسل "بعثة الساموراي" حيث تمر ببلاد كثيرة للوقوف على أسباب نهضتها وتقدمها لتستفيد اليابان من التجارب المختلفة التي خاضتها تلك البلاد للنهوض والتقدم ببلادهم. وانبهر أعضاء البعثة بما شاهدوه في مصر من تقدم علمي وصناعي وزراعي ومدني، فقد عرفت مصر التلغراف والقطار والحمامات العامة والميادين الشاسعة المنظمة وغيرها من العجائب التي سجلوها في وضعوها عن مصر ليستفيد الشعب الياباني والبلاط الإمبراطوري بما تتمتع به مصر! كما أشار الدكتور خالد عزب رئيس تحرير المجلة في مقاله "عندما شاهدْت فرنسا الزرافة لأول مرة"؛ إلى أن فرنسا عرفت الزراف على يد مصر. فأول زرافة عرفتها فرنسا كانت إهداء من محمد على باشا لملك شار العاشر.وقص تفاصيل الرحلة الشاقة التي خاضتها الزرافة حتى وصلت كهدية نادرة للملك والشعب الفرنسي. كما ضم العدد مجموعة من المقالات المتنوعة منها قراءة في تاريخ القضاء المختلط للدكتور لطيفة سالم، وكشف محمود عزت عن سر الخصومة والتنافس الشديد بين النادي الأهلي والزمالك في مقال مميز بعنوان "حسين حجازي.. الحقيقة التاريخية للتنافس بين الأهلي والزمالك"، وروت لنا شيرين جابر قصة المسرح المصري برؤية مختلفة من خلال تناولها للمسرح وعلاقته بالحكام والساسة القائمين على الفن في مصر في مقال بعنوان "العرش والمسرح. وفي ذكرى مرور 142 على مولد رائد الاقتصاد تناولت صفاء خلفية دور طلعت حرب في الاقتصاد المصري وتأسيس بنك مصر، و"قناطر الخير وحكام مصر" لعبد الوهاب شاكر، وتقص لنا سوزان عابد سكرتيرة التحرير تحت باب حكايات وروايات من مصر حكاية شيقة شائكة عن قصة حي بولاق ولكن بعدسة مختلفة تحت عنوان "بولاق.. منتجع الأمراء وترسانة الباشا" حيث تناولت تاريخ بولاق كحي ومنتجع للصفوة منذ عهد المماليك وكميناء تجاري هام على ضفاف النيل، كما كشف المقال عن حقيقة تاريخية هي استمرار ميناء بولاق وترسانتها في العمل إلى جانب ترسانة الإسكندرية، وهو ما أكدته الوثائق والمكاتبات التي دعمت الكاتبة بها رأيها. أما المجتمع المصري فقد نال في هذا العدد صفحات مستقلة تحت باب "عاداتنا زمان" أشارت فيه إيمان الخطيب إلى عادة من عادات المجتمع المصري لاتزال بعض طقوسها موجودة بينا حتى الآن وهي عادة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وليلة الدوسة.