شروق محمد، ابنة لأم وأب من الصم، الظروف والنشأة التي تربت فيها، جعلتها تُتقن لغة الإشارة، قبل الكلام، جعلتها تشعر بمعاناة كل من لديه مشكلة والديها، حتى بدأت بتدريسها، وتعليم أشخاص طبيعيين هذه اللغة، للتعامل مع الصم، ولتعليم الصم أيضًا اللغة التي يتحدثون بها. تروي "شروق"، ذات ال23 ربيعًا، ظروف تربيتها ونشأتها، فوالدها ووالدتها، ولدا بشكل طبيعي، دون مشكلات في السمع أو الكلام، وتعرضا لارتفاع كبيرة في درجة الحرارة، أثر على السمع، في سن 3 سنوات، بدون قرابة؛ مشيرةً إلى أنهما أنجباها ولديها شقيق، لا يعانيان من أي مشكلات، في السمع أو الكلام. وأوضحت ابنة الإسكندرية، أنها تعلمت في البداية لغة الاشارة، أسرع من الكلام، لأنها تعتبر اللغة الأولى في البيت، ومع دخولها الحضانة تعلمت الكلام بشكل أفضل، وأكدت أنها لم تعان من كون أهلها من الصم، أو ذوي إعاقة سمعية، وهي متقبلة والديها، وهما أيضًا متقبلان وضعهما. وأضافت "شروق"، أنها ترتب على كونها مترجمة بالفطرة، لأنها طوال الوقت بتتعامل مع والديها، والأشخاص الذين يتعاملون معهم، وتترجم بلغة الإشارة التليفزيون والأخبار والمسلسلات، وكل ما يدور حولهم؛ مشيرةً إلى أنها عند وصولها لمرحلة الثانوية العامة، عملت بتدريس التخاطب، في كلية الآداب، قسم الصوتيات واللغويات، فبعد دخلوها الجامعة، حصلت على كورسات تخاطب لمساعدة كل ضعيف سمع، ليتواصل، ولمساعدة أبناء الصم في الحديث، وعدم التأخر في الكلام. وتابعت، أن والديها أكبر داعمين لها، ومهتمان بأن تصل في مجالها لكل ما تحلم به، كما أنها تحلم بتعويض اهلها عن كل شيء، لأنهم لم يتعلموا بسبب أزمتهم، لأنها ترى أن المعاناة التي يعانيها الصم كبيرة، فلم يستطيعوا التواصل بشكل كبير، ولم يجدوا الدعم الذي يحتاجون إليه. وتحدثت "شروق"، عن حلمها بأنها تتمنى أن يتعلم الناس لغة الإشارة، للتسهيل على الصم والبكم، ولسهولة التعامل معهم، ليشعروا أنهم أشخاص طبيعيون؛ معربةً عن أمنيتها بتعليم أكبر عدد من الناس لغة الاشارة، وألا تقتصر اللغة على فئة قليلة، خاصةً أن الصم استطاعوا أن يثبتوا أنفسهم في مجالات واسعة، كالمجالات الفنية والمسرح والتمثيل، وصناعة الافلام القصيرة وغيرها.