الإيمان يحول الحلم إلى واقع، والأمنية إلى مشروع. الإيمان هو استعادة لكرامة الإنسان المهدرة، وفي يسوع المسيح إلى حالة أفضل مما كانت عليه أولا، إلى حالة مؤلَّهة. الإيمان يجعلنا نرى ما لا يُرى، ونكتشف في الواقع البسيط، والمعقد أحيانا، يد الله وعظائم الله. الإيمان يجعلنا نور الله في ظلام العالم، وغفران ورحمة الله رغم شروره. الإيمان يجعلنا نرى في كل بذرة بيدر، وفي كل فسيلة شجرة، وفي كل دودة فراشة، وفي كل كفاح الأرض أفراح السماء. الإيمان يجعلنا نرى خلف سحب اليوم شمس الغد. الإيمان يجعلني أواصل في الصلاة حتى ولو لم أر استجابة. لأن الصلاة تغير عقلي وقلبي وكياني تدريجيا ليصير على حسب مشيئة الله، ولا تغير أحداث الحياة لتصير حسب مشيئتي. الإيمان يجعلني أثق أني متحد بيسوع في كل ضعفي وآلامي أستطيع أن أعبر به ومعه كل عواصف الحياة، وبحار الألم، معتمدا على قوته وذراعه التي لا ترى أحيانا كثيرة ولكنها تعمل بكل تأكيد، رغم كل المعطيات المعاكسة. الإيمان يجعلني املك قلبا متسعا للجميع يقبلهم بنفس الحب، الذي أحبهم به يسوع، مهما كانت مواقفهم وتصرفاتهم ومواقعهم وانتماءاتهم، وبغض النظر عن موقفهم الشخصي مني. الإيمان يجعل القلب أكثر رقة والإرادة أكثر عزما والعقل أكثر استنارة والمشاعر أكثر حرية. والخوف أقل والرحمة أكبر والنعمة أوفر. الإيمان يغذى العلاقة الحميمة بالله والتي بدورها تغذي كل حياتنا وأفكارنا ومواقفنا وعلاقاتنا. الإيمان يجعلنا نرى في الظلام بلا عيون، ونسير في الصحاري بلا أقدام، ونطير في الفضاء بلا أجنحة. الإيمان لا يعني حفظ قوانين إيمان ودراسة تعاليم ومعرفة مدارس اللاهوت والروحانية، الإيمان يعني أن استقبل الله في قلبي وبنعمته أراه في كل شيء، واسمعه في كل موقف، وأتنفسه مع كل نسمة وألمسه في كل تفاصيل الحياة. الإيمان هو أن أعيش فرحا لأني ملك الله، لأني ابن الله، لأني صديق الله. وابن الكنيسة، وأخ لكل البشر، فلا أخاف شيئا ولا أخاف شرا. الإيمان يعني أن أكونا فرحا في سلام: وأنا في عمق فقري، وفي قمة ألمي، وفي اقصى ضعفي. الإيمان يعني أن أقبل كل شيء في سلام. الإيمان يعني أن أكون في أمان وقت العواصف، والأمواج، والليل، الحروب والصراعات والمجاعات والأوبئة والأمراض.
