في خطوة من شأنها رفع منسوب التوتر بي السلطة المركزية في أديس أبابا ومسؤولي إقليم تجراي شمالي إثيوبيا، انتخب مجلس الإقليم مفوضية لإجراء الانتخابات التشريعية رغم قرار تأجيل الاقتراع على خلفية تفشي فيروس كورونا في البلاد. جاء ذلك في اجتماع طارئ عقده مجلس الإقليم مساء أمس الخميس، وافق خلاله مجلس الإقليم على تعيين مسؤولي لجنة انتخابات إقليم تجراي وعددهم 5 أعضاء بينهم رئيس المفوضية ونائبه. ولا يسمح الدستور الإثيوبي بإنشاء مفوضيات إقليمية للإشراف على الانتخابات بموجب المادة 102 التي تنص على إنشاء مفوضية انتخابات فيدرالية. وكان الإقليم قد أقر في 12 يونيو إجراء انتخابات بمعزل عن الانتخابات العامة المؤجلة بسبب جائحة كورونا. ويستعد الإقليم لإجراء الانتخابات في سبتمبر المقبل في مؤشر خطير على تصاعد الخلاف وحالة الشد والجذب بين جبهة تحرير تجراي، التي تحكم الإقليم والحكومة الفيدرالية التي يمثلها حزب الازدهار الحاكم بزعامة رئيس الوزراء آبي أحمد. وكان مجلس الانتخابات الإثيوبي "هيئة دستورية مستقلة"، قد أعلن في ال24 من يونيو الماضي رفضه طلب إقليم تجراي، بإجراء اقتراع منفرد عن الانتخابات العامة المؤجلة بسبب جائحة كورونا. وقال المجلس، إنه قرر رفض طلب إقليم تجراي بإجراء انتخابات في الإقليم بمعزل عن الانتخابات العامة في البلاد والتي تم تأجيلها. وأوضح المجلس أن سلطة إجراء الانتخابات من اختصاصه وحده، لافتا إلى أن الانتخابات العامة في جميع أنحاء البلاد تم تأجيلها بسبب جائحة كورونا وصادق عليها المجلس الفيدرالي الذي يمثل أعلى هيئة فيدرالية دستورية. وكان المجلس الفيدرالي (الغرفة الثانية للبرلمان) في إثيوبيا قد صادق نهائيا على تأجيل إجراء الانتخابات في 10 يونيو الماضي. كما وافق على تمديد استمرار البرلمان الفيدرالي والحكومة الحالية وجميع المجالس الفيدرالية والإقليمية في تسيير العمل في ظل تفشي كورونا وتهديده لأمن المجتمع والبلاد إلى حين انقضاء تهديدات الفيروس، على أن يتم إجراء الانتخابات في فترة لا تتجاوز ما بين 9 أشهر إلى عام من انقضاء التهديد. وتنتهي الفترة الدستورية للبرلمان الحالي والحكومة أغسطس المقبل، على أن يتم تشكيل الحكومة المنتخبة يوم 11 أكتوبر المقبل، قبل إرجاء الانتخابات. وإقليم تجراي هو أحد الأقاليم الإثيوبية العشرة ويتمتع بحكم شبه ذاتي ضمن النظام الفيدرالي المتبع في البلاد، ويحكمه جبهة تحرير تجراي، التي قادت المشهد السياسي في البلاد خلال الفترة (1991- 2018) وانتهت قيادتها فعلياً بوصول آبي أحمد، إلى سدة السلطة إبريل 2018، وتأسيسه تحالفاً جديداً بقيادة حزب الازدهار أعلنه في ديسمبر الماضي. وتعيش إثيوبيا في الوقت الراهن حالة طوارئ بسبب كورونا تستمر حتى 5 سبتمبر المقبل.