بين ترقب حذر وفرحة هادئة استقبل الأثريون نبأ إقالة الدكتور “,”محمد إبراهيم“,”، وزير الآثار السابق، وتعيين الدكتور “,”أحمد عيسى“,” بدلاً منه وزيرًا جديدًا للآثار، وهو ذو ميول إخوانية منذ صغره، وعضو حالي بحزب الوسط. وعبر عدد من الأثريين عن فرحتهم برحيل الوزير السابق، واتهموه بإهمال ملف الآثار والعمل لمصلحته الشخصية؛ لخدمة الجماعة، دون الاهتمام بصالح الآثار، وهو ما أيده الدكتور “,”زاهي حواس“,”، الوزير الأسبق في حكومة “,”أحمد شفيق“,”، والذي قال، في تصريح خاص ل“,”البوابة نيوز“,”: إن شخصية “,”عيسى“,” أرحم بكثير من الوزير السابق، الذي حول الوزارة لخدمة مصلحته الشخصية، وأهمل الآثار، وقضى على الصف الثاني من القيادات الأثرية التي أسس لها أثناء توليه منصبه، بل دمر الآثار -على حد تعبيره-. وأضاف “,”حواس“,” أن على الوزير الجديد أن يجنب انتماءاته السياسية، ويغلب مصلحة الآثار على مصلحته الشخصية، ويراعي حقوق الأثريين، ويرمم المشروعات الأثرية التي توقفت عن العمل، وأن الوزارة بحاجة إلى قرار قوي يجعل من الآثار وزارة تكنوقراطية لا يخضع قرارها لأي انتماء سياسي أو أيديولوجي؛ لأنها ملف شائك وحساس، ولا يمكن أن تتحول للأهواء الشخصية، مطالبًا الوزير باستكمال كامل المشروعات الأثرية المتوقفة عن العمل، من قبطية وإسلامية ويهودية، والاهتمام بالشباب؛ لأن لديه 3 آلاف أثري على كفاءة عالية. وكان وزير الآثار الجديد قد حضر إلى مكتبه منذ الصباح الباكر لمباشرة عمله، مؤكدًا على فتحه لكثير من الملفات الهامة، ومعلنًا في الوقت نفسه عقد لقاء موسع مع قيادات الآثار، بمشاركة رؤساء القطاعات ومديري العموم؛ للتعرف على الإيجابيات والسلبيات التي تواجه العمل بالآثار. في سياق مواز، كشفت مصادر مطلعة بالآثار عن واقعة جديدة، وصفتها بالكارثة، تتعلق بقرار رئيس الوزراء، والذي قام بإصداره الدكتور “,”هشام قنديل“,” قبل رحيل “,”الدكتور محمد إبراهيم“,”، وزير الآثار السابق، والذي قام بمكافأته قبل إقالته بتعيينه مديرًا عامًّا للمتحف المصري الكبير، واستقدم معه سكرتيرته الخاصة، رغم أنه المتسبب الوحيد في دمار الآثار، وخلق روح من الاحتقان والمؤامرات. وأكدت المصادر أن قرار رئيس الوزراء لصالح “,”إبراهيم“,” يفتح الطريق لأخونة الآثار، وتسكين قيادات تنتمي لها لخدمة أهداف الجماعة. وعبر عدد من القيادات في المناطق الأثرية عن استيائهم من قرار رئيس الوزراء الحالي بترقية الوزير السابق على نهاية خدمته للإخوان المسلمين، معربين عن غضبهم بالقول: “,”معقولة يخرج من الوزارة يتعين مدير عام للمتحف؟!“,” وقال أحمد شهاب، منسق حركة ثوار الآثار، في تصريح خاص ل“,”البوابة نيوز“,”: إن تصريحات الوزير الجديد عن تطهير الوزارة ما هي إلا أسطوانة مشروخة، دائمًا ما تتردد مع قدوم أي وزير، دون التركيز على أهم المشاكل الحساسة التي تواجه الوزارة، وهو ما طالب به “,”منصور بريك“,”، مدير عام آثار الأقصر، الذي قال إن الآثار ليست في حاجة لبحث ملفات الفساد أو تطهير الوزارة، ولكنها في أمس الحاجة لمن يلملم أشلاء أبنائها التي تناثرت في المؤامرات والدسائس التي كرس لها الوزير السابق؛ وهو ما جعل العمل في مجال الآثار مليئًا بالاحتقان والغضب. على جانب آخر قال الدكتور “,”مختار الكسباني“,”، أستاذ الآثار الإسلامية، ل“,”البوابة نيوز“,”: إن على الوزير الجديد أن يفوض اختصاصاته للأمين العام للآثار؛ لأنه أدرى بالعمل الأثري، مؤكدًا رفضه للتعديل الوزاري، الذي اعتمد على اختيار الوزراء طبقًا لانتماءاتهم الإخوانية؛ لأن عيسى نشأ وتربى منذ صغره في كنف الجماعة، وبعدها صار عضوًا في حزب الوسط، وأضاف أن الكل يعرف ميول “,”عيسى“,” الإخوانية؛ وهو ما يحتم عليه عبئًا صعبًا، يتمثل في إثبات أنه شخصية قوية تعمل لصالح الآثار، دون انتماءات إخوانية في العمل الأثري، وطالبه بالوقوف أمام سيل الفتاوى والهجمة الشرسة التي تحلل الاتجار بالآثار، وأن التحدي الكبير يكمن في توفير الأمن؛ لوقف التعديات على المناطق الأثرية بدهشور وسقارة، ووقف الانتهاكات والتعدي بالحَفر خلسة، وأيضًا بتفعيل مكتب الشكاوى، التي كان يضعها الوزير السابق في أدراج مكتبه دون الالتفات لها ودون أن يحرك ساكنًا.