سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
توقيع الميثاق التأسيسي لمنتدى غاز شرق المتوسط الأسبوع المقبل.. القليوبي: حائط صد أمام الأطماع التركية.. عبد العزيز: دول عديدة ترغب في المشاركة بالمنتدى.. ويوسف: يُعظم الاستفادة من الاحتياطات
في خطوة مهمة، يعقد وزراء الطاقة بالدول ال7 الأعضاء المُؤسسين لمنتدى غاز شرق المتوسط، اجتماعًا خلال شهر يونيو من أجل التوقيع النهائي على الميثاق التأسيسي للمنتدى، حسبما جاء في البيان الصادر عن وزارة البترول الأسبوع الماضي. وحصل الميثاق، والذي جرى التوقيع عليه بالأحرف الأولى في يناير الماضي، على موافقة الاتحاد الأوروبي، وهي الموافقة التي تعد شرطا مسبقا لانضمام الدول الأوروبية إلى المنتدى. وسيعقد الاجتماع الوزاري بالقاهرة، والذي سيضم ممثلين عن مصر وقبرص واليونان وإيطاليا وإسرائيل والأردن وفلسطين، من أجل تنسيق السياسات المشتركة والخاصة بقطاع الطاقة في المنطقة، ويأتي الاجتماع في وقت تشهد فيه صناعة الغاز حالة من عدم اليقين بعد أن تراجعت الأسعار إلى أدنى مستوياتها خلال سنوات في مارس الماضي بسبب تراجع الطلب. وكان أعضاء المنتدى عقدوا اجتماع عبر الفيديو كونفرانس قبل أيام، استعرضوا خلاله أنشطة المنتدى منذ إطلاقه، كما ناقش الخطوات القادمة على طريق تنفيذ أهدافه من صياغة رؤية مشتركة لمستقبل صناعة الغاز الطبيعي بالمنطقة وتطوير سوق الغاز الطبيعي للاستفادة المُثلى بإمكانات المنطقة من احتياطيات وبنية أساسية. ووضع المنتدى الخطوات الأولى للتعاون في الأنشطة الفنية والاقتصادية والتنظيمية للصناعة طبقًا لخطة العمل التى وضعتها اللجنة الاستشارية لصناعة الغاز من خلال لجانها الفرعية التى تضم أطراف الصناعة من شركات وطنية وعالمية ومؤسسات تمويل، حيث أقرت مجموعة العمل رفيعة المستوى تلك الخطة التى عرضتها اللجنة الاستشارية خلال اجتماعها في 13 مايو 2020 والتى اشتملت على الخطط المجمعة للجان الفرعية كما بلورتها تلك اللجان من خلال مناقشاتها الداخلية التى دارت منذ يناير 2020. يُعلق الدكتور جمال القليوبي، أستاذ هندسة البترول والطاقة بالجامعة الأمريكية، بأنه كان من المُتوقع أن يتم التوقيع على الميثاق النهائي لإنشاء منتدى غاز شرق المتوسط، لكن أزمة انخفاض أسعار النفط خلال الفترة الماضية، تسبب في التأجيل. ويُضيف، أنه مع بداية عودة ارتفاع أسعار برميل النفط إلى قرابة 37 دولار، بدأت مصر ودول شرق المتوسط في تفعيل ميثاق المنتدى، خاصة وأن هناك تهديدات تركية لدولة قبرص. ويُشير القليوبي إلى أن هناك اجتماع لمنظمة أوبك يوم 4 يونيو المقبل، لمتابعة أخر تطورات السوق العالمي، خاصة في ضوء الانخفاض في حجم الاستهلاك العالمي حيث قلصت أوبك حجم الاستهلاك اليومي من من 33 مليون برميل يوميًا إلى 28 مليون برميل وأقل خلال الفترة الماضية. ويُكمل، أنه من المتوقع أن يُعطي هذا الانخفاض بعض الاتزان إلى السوق العالمي مرة أخرى، من أجل استيعاب التأثيرات التي أحدثها فيروس كورونا، مشيرًا إلى أن ذلك سيُعطي شركات التنقيب الضوء الأخضر لمتابعة عمليات البحث والتنقيب مرة أخرى. ويقول أستاذ هندسة البترول بالجامعة الأمريكية، إن المنتدى أبلى بلاءً حسنًا خلال الفترة الماضية، متوقعًا أن يُساهم المنتدى في زيادة عمليات البحث والتنقيب أمام السواحل اللبنانية والسورية واليونانية خلال الفترة المقبلة، إضافة لمواجهة التهديدات التركية لدولة قبرص. ويلفت إلى أن المنتدى أيضًا سيعطي دفعة قوية للتعاون بين البلدان من أجل نقل الخبرة وغيرها، خاصة وأن البنك الدولي أحد المشاركين في المنتدى. من جهته، يُضيف حمدي عبد العزيز، المتحدث باسم وزارة البترول، أن أعضاء منتدى غاز شرق المتوسط يقطعون خطوات إيجابية في سبيل تحقيق الهدف الرئيسي للمنتدى باستغلال ثروات المنطقة لصالح شعوب الدول الأعضاء. ويقول، إن تحقيق الاستفادة الكاملة من الإمكانات الإقليمية يعكس رغبة العديد من الأطراف والمنظمات الدولية للمشاركة فيه ودعم أنشطته. ويُوضح مدحت يوسف، الرئيس الأسبق للهيئة العامة البترول، أن التنسيق الجاري بين أعضاء منتدى شرق المتوسط لتحقيق الاستغلال العادل لثروات المنطقة الضخمة، يجهض أي محاولات تركية للتنقيب غير الشرعي في المياه الاقتصادية لقبرص واليونان، ومن ثم يعوق تحول أنقرة إلى مركز لتموين احتياجات أوروبا الغربية من الغاز الطبيعي. ويُتابع، أن أهمية المنتدى تنبع من الاحتياطيات الضخمة للدول الأعضاء والممثلة المطلة على شرق المتوسط والتي تبلغ 122 تريليون قدم مكعب، ما خلق حاجة ملحة لتنسيق أعمال الاكتشاف والتنقيب والتوزيع والبنية التحتية اللازمة لنقل وإسالة وتصدير الغاز إلى أوروبا.