اعتاد المصريون على إقامة احتفالين لسيدنا الحسين بن على، رضى الله عنهما، أولهما بميلاده الموافق 3 شعبان من العام الهجري، والثانى في ربيع الثاني، وهو، وفق الكثير من الروايات ذكرى استقرار رأسه الشريفة في مصر، في الموضع المعروف حاليًا. ويُشير الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، إلى أن الكثير من المؤرخين وكُتَّاب السيرة منهم ابن مُيَسَّرٍ، والْقَلْقَشَنْدِي، وعلى ابن أبى بكر الشهير بالسايح الهروي، وابن إياس، وسبط ابن الجوزي، أجمعوا على أن جسد الحسين قد دفن مكان مقتله في كربلاء، أمَّا الرأس الشريف فقد طافوا به حتَّى استقر في عسقلان على البحر الأبيض بفلسطين، ثم انتقل بعدها إلى مصر؛ واستند إلى ما قاله المقريزى بأن رأس الإمام الحسين نقلت من عسقلان إلى القاهرة في 8 جمادى الآخرة عام 548ه، وبقيت عامًا مدفونة في قصر الزمرد حتى أنشئت له خصيصًا قبة هى المشهد الحالي، وكان ذلك عام 549ه «فقدم به - أى الرأس - الأستاذ مكنون في عشارى من عشاريات الخدم، وأنزل به إلى الكافوري، ثم حمل في السرداب إلى قصر الزمرد، ثم دفن في قبة الديلم بباب دهليز الخدمة». وينقل المؤرخ عثمان مدوخ الحكايات القائلة بأن الرأس الشريف له ثلاثة مشاهد للزيارة، أولها بدمشق حيث دفن الرأس أولًا، ثمَّ عسقلان بلد، نقل إليه الرأس من دمشق، ثمَّ نقل إلى المشهد القاهرى لمصر بين خان الخليلى والجامع الأزهر؛ كذلك أكد الدكتور الحسينى هاشم، وكيل الأزهر وأمين عام مجمع البحوث السابق، أن استقرار الرأس بمصر ذكره أكبر عدد من المؤرخين، منهم ابن إياس في كتابه، والْقَلْقَشَنْدِى في «صبح الأعشى»، والمقريزى الذى عقد فصلًا في خططه المسمى «المواعظ والاعتبار» يؤكد رواية ابن مُيَسَّرٍ أن الأفضل بن أمير الجيوش بدر الجمالي، هو الذى حمل الرأس الشريف على صدره من عسقلان، وسعى به ماشيًا حيث وصل مصر يوم الأحد ثامن جمادى الآخرة سنة 548 هجرية، وحلت الرأس في مثواها الحالى من القصر يوم الثلاثاء 10 من جمادى الآخرة سنة 548 هجرية عند قُبَّةِ باب الديلم، حيث الضريح المعروف الآن. وفى العصر الأيوبى أنشأ أبوالقاسم بن يحيى بن ناصر السكرى المعروف ب«الزرزور»، منارة على باب المشهد سنة 634ه، وهى منارة مليئة بالزخارف الجصية والنقوش البديعة، وهى تعلو الباب الأخضر، وقد تَهَدَّمَ معظمها، ولم يبقَ منها إلا القاعدة المربعة، وعليها لوحتان تأسيسيتان، وقد احترق هذا المشهد في عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب سنة 640ه، وقد قام بترميمه بعد هذا الحريق القاضى الفاضل عبدالرحيم البيساني، ووسَّعَهُ وألحق به ساقية وميضأة، ووقف عليه أراضى خارج الحسينية قرب الخندق.