قال الأب روماني منير كاهن راعي كنيسة مار جرجس للأقباط الكاثوليك بالعزية أسيوط: بمناسبة الاحتفاء بعيد ظهور السيد المسيح لتوما: توما هو واحد من رسل يسوع المسيح الإثني عشر، وقد ورد ذكره في قائمة أسماء التلاميذ في الأناجيل الإزائية(متى، مرقس، لوقا)، وفي سفر أعمال الرسل، وتحدث عنه الإنجيل بحسب القديس يوحنا في عدة مواقف؛ عند موت لعازر طلب توما من يسوع بألا يذهب إلى اليهودية إلى قرية لعازر، لأن اليهود كانوا يريدون قتله لكن يسوع أراد أن يذهب. وفي مشهد العشاء الأخير حينما تحاور التلاميذ أثناء العشاء مع يسوع عندما أخبرهم أنه سينصرف عنهم وأنهم سيأتون إليه، عندها قال توما يا سيد لسنا نعلم إلى أين تذهب فكيف نقدر أن نعرف الطريق.( يو14؛ 5). لكن من أبرز الأحداث التي نراها مرتبطة ارتباطًا قويًّا بتوما في هذا الإنجيل هي التي بدأت بعد قيامة يسوع من بين الأموات، حيث ظهر ملاك الرب للنسوة وبشرهن بقيامة يسوع وقال لهن أن يذهبن إلى التلاميذ ويعلن ذلك لهم، فهل اقتنع التلاميذ بقيامته بعد أن رأوه مائتًا ومدفونًا في قبر؟. وفي تصريح خاص للبوابة نيوز قال: حينئذ ظهر لهم يسوع نفسه في العلية وكانت الأبواب مغلّقة فآمنوا به، لكن توما لم يكن حاضرًا، فاخبروه بما حدث فطلب منهم دليلًا على كلامهم لأن يسوع الذي يعرفه قد صُلب ومات ودفن في القبر. لهذا طلب تومت علامتين وهما؛ إن لم أبصر، إن لم أضع إصبعي. أي يطلب "الرؤية واللمس"، فلن أؤمن.(يو20؛25). فجاء يسوع القائم ليفتقد ويهتم اهتمامًا خاصًا بخروفه الضال الذي شكَ في قيامتها، عندئذ قال له:«هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ، وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي، وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِنًا». فأعلن توما إيمانه بقيامة يسوع المسيح. فيمكن القول بأن توما تآلم كثيرا في إيمانه وذلك نراه عن طريق شكه في قيامة يسوع، وأن يسوع لم يتركه بل اهتم به بمفرده وبشخصه، فأمن إيمانًا عميقًا وهذا ما نسميه تدرج الإيمان، فغير المؤمن أو الشكاك يصير مؤمنًا ويعلن أن المسيح هو الإله والرب مثلما أعلن توما إيمانه الكامل بأن القائم من بين الأموات هو الله ذاته، وهو الرب والله المتجسد.