لم يتخيل أن الله سينجيه من هذا الابتلاء، خاصة مع تقدمه في العمر، وعدم قدرته على الإبصار "كفيف"، بالإضافة إلى أن الله لم يمن عليه بالأبناء، ولا يوجد لديه في هذه الحياة سوى زوجته التي كانت ترعاه وتلبي متطلباته. بطل هذه القصة هو "عبد الرحمن محمد جاد"، يبلغ من العمر 65 عاما مقيم بمنية دمياط، والذي تمكن مقاومة فيروس كورونا والتغلب عليه، واحتفل بخروجه من مستشفى العزل بقها، بمحافظة القليوبية، مع أطقم الأطباء والتمريض. "كانت حالتي ميأوس منها واتكتبلي عمر جديد"، هكذا بدأ عبد الرحمن حديثه ل"البوابة نيوز"، مشيرًا إلى أن الحالة المعنوية المرتفعة التي تسبب فيها أطقم الأطباء في المستشفى، كانت سببا في شفائه بعد فضل الله سبحانه وتعالى عليه، قائلًا: "كنت داخل نفسيتي مدمرة والبركة في شباب الأطباء.. ربنا يباركلهم". وأضاف: "اكتشفت مرضي، بعد نزلة برد شديدة تعرضت لها، وجرى حجزى لمدة يوم واحد بمستشفى الصدر بدمياط، وأثبتت العينات التي جرى سحبها لي، إصابتي بفيروس كورونا المستجد، وجرى تحويلي إلى مستشفى قها للحجر الصحي بمحافظة القليوبية". وتابع: "كنت أعمل في زخرفة الموبايل، قبل إصابتي بالعمى، وسافرت عدة بلاد عربية مثل لبنان وسوريا في السبعينات، ولكني أصبت بضمور في عصب العين، وفقدت بصري، منذ 25 عاما، ولكني لم أيأس في رحمه الله". وأكمل: "فزت من هذه الحياة بزوجة صالحة، تزوجتها منذ 40 عاما، وقفت بجانبي وبالرغم من أنه لم يكرمنى الله بأطفال، إلا أنها وقفت بجواري، وكانت سند وظهر لي في هذه الحياة". وكان قد أعلن الفريق الطبي، بمستشفى الحجر الصحي بقها، أمس الخميس، خروج 3 متعافين جدد من فيروس كورونا، من بينهم مسن كفيف، بعد أن أثبتت التحاليل سلبية إصابتهم. وقال الدكتور محمود حامد، طبيب بالعناية المركزة، وضمن الفريق الطبي بمستشفى الحجر الصحي بقها، إن الحالات التي خرجت، جرى عمل مسحتين لهم على مدى يومين، وجرى التأكد من سلبية العينات، وتعافيهم تماما. وأوضحت المستشفى في بيان لها اليوم، ارتفاع عدد الحالات التي غادرت المستشفى إلى 59 حالة على مدى الأيام الماضية.