بعد الجلد الروماني العنيف الذي تعرض له السيد المسيح، واستكمال المحاكمة، خرج السيد المسيح وهو حامل صليبه من قلب مدينة أورشليم، متجهًا إلى أعلى جبل الجلجثة خارجًا عن أورشليم. وقع السيد المسيح على الأرض تحت الصليب، وهو صاعد في طريق الجلجثة، لأن جسده قد نزف كمية كبيرة من الدماء في الداخل والخارج.. في الداخل من جراء تمزق الشرايين المحيطة بالقفص الصدري نتيجة الجلد بكرباج من أعصاب البقر، تنتهي أطرافه بقطع معدنية أو أجزاء مدببة من عظام البقر. والكرباج تنغرس نهايته في داخل الجلد مع كل جلدة بسيوره الثلاثية، وتمزق في الداخل الشرايين المحيطة بضلوع القفص الصدري وتُحدِث نزيفًا داخليًا. وفي الخارج كان الدم ينزف من رأسه المتوج بالشوك، ومن الجراحات السطحية الناتجة عن الجلد العنيف بأعصاب البقر على الطريقة الرومانية (كان الجلد عند الرومان قاصرًا على العبيد حسب القانون الروماني). ومع هذا النزيف الذي استمر منذ وقت الجلد أثناء المحاكمة، بدأ السيد المسيح يشعر بالإعياء، وعدم القدرة على بذل المجهود المعتاد، فكم بالأولى حمل هذا الصليب الثقيل، وهو يزحف بثقله من خلفه على أرض غير مستوية وصاعدة، تلاحقه كرابيج من العسكر الرومان بغير شفقة ولا رحمة. وكان طريق الجلجثة طويلًا ومتصاعدًا، كما كان الصليب ثقيلًا ومتعامدًا. وجعل قائد المائة سمعان القيرواني ليحمل معه الصليب إلى طريق الجلجثة الجدير بالذكر ان سمعان القيرواني من قورينا (شحات) بقورينائية (برقة) شرق ليبيا وهو الذي حمل الصليب مع المسيح حتى يصلب المسيح عليه.ولأنه من شمال أفريقيا فيعتبره البعض أول قديس مسيحي من أفريقيا. واعتبر أبناءه ألكسندر وروفوس من أوائل المبشرين المسيحين والمذكورين في الإنجيل يقول مرقس: " ثم خرجوا به ليصلبوه، فسخروا رجلًا مجتازًا كان آتيًا من الحقل، هو سمعان القوريني أبو الكسندروس وروفس ليحمل صليبه " (مرقس 15/20 - 23). "ولما مضوا به أمسكوا سمعان، رجلًا قورينيًا كان آتيًا من الحقل ووضعوا عليه الصليب ليحمله خلف يسوع" (لوقا 26:23).