طالب القمص يوأنس كمال، راعى كنيسة رؤساء الملائكة ميخائيل وغبريال، بأم المصريين، الشعب المصرى بضرورة الصلاة والتضرع إلى الله، معتبرًا أن الكارثة العالمية «كورونا»، ربما تعجز الحلول البشرية عن تفاديها، ولكن الله القادر على كل شىء، الذى يرحم خليقته، ويترأف عليها، لن يعسر عليه أمر، مؤكدًا في تصريحات خاصة للبوابة نيوز أن ما يمر به العالم الآن هى ضيقة شديدة، وأن الضيقة لا تهز أولاد الله لأنه ينجيهم من كل ضيقاتهم، مستشهدًا في ذلك بواقعة الفتية في أتون النار التى وردت في سفر دانيال من الكتاب المقدس، حيث لم تتمكن طبيعة النار من التأثير في أجسادهم وحتى ملابسهم، لأن الله كان معهم في الأتون، مشيرًا إلى أن الله قد يسمح بالتجربة، ولكن لا يدع التجربة تطول على أولاده. ونفى القمص يوأنس كمال ما يردده البعض عن علاقة ما يحدث الآن بنهاية الزمان، مبرهنًا نفيه بكثرة علامات النهاية التى لم تتحقق بعد، وأن هذا الوباء لا يمثل إلا القليل جدًا من تلك العلامات، داعيًا الشعب إلى عدم الالتفاف حول هذه التخمينات، والتكهنات التى قد تسبب توترات نفسية لها تبعيات سلبية على مواجهة الأزمة. وحسم راعى الكنيسة المسألة الجدلية المثارة حول سر التناول، موضحًا أن التناول من عطية دم الرب تطهر الإنسان من تبعات الخطية والشر، وأن العلم والطب لهما استقلالية شبه كاملة؛ حيث خصصهما الله لنا للاعتماد عليهما في مواجهة الأمراض، واتباع أساليب الحماية لا يتنافى مع الإيمان، متهمًا كل كاهن أو قسيس بعدم الفهم للعقيدة الأرثوذكسية حال ترويجه لفكرة أن سر المناولة يطهر من وباء كورونا، لأن العقيدة تقول إن التناول يعطى الحياة الروحية طهرا ونقاوة، لا الحياة المادية الجسدية الموجودة على الأرض. وحول قرار غلق الكنائس قال: «سنتمم الصلاة في أى مكان نكون فيه، في بيوتنا، في فراشنا، وهذه فرصة لا بد أن يستغلها الشعب للصلاة بعمق داخل مخادعهم، وعلى الكل الالتزام بالوجود بمنازلهم حتى تمر هذه الأزمة بسلام». وعبر «يوأنس» عن حزنه الشديد تجاه فقدان الكثيرين لإيمانهم بخلاص الله، موجهًا لهم رسالة السيد المسيح: «ما بالكم خائفين يا قليلى الإيمان»، لافتا إلى أن هذا الوباء قاد أعدادًا كبيرة للتقرب إلى الله، ومحاسبة النفس في تقصيرها تجاهه، متابعا أنه لا يعتبر هذا الأمر غضبًا من الله، وإن كان، فلنعتبره «قرصة ودن»- على حد تعبيره، مختتمًا هذه الفرضية بأنها لو كانت صحيحة فهى دليل على محبة الله للبشر؛ لأن الكتاب يقول: «من يحبه الرب يؤدبه»، وهذا حتى لا يدعه يضل الطريق. وقال إن الأيام المقبلة أصعب من الحالية، ولكن في النهاية سيخلص الله الأرض من هذا الوباء، متعجبا من قبول الناس لأوبئة التعصب والكراهية وانعدام الضمير، وهى أوبئة أخطر من كورونا، تضع الإنسان أمام دينونة الله يوم الحساب. وأضاف «علينا أن لا نخشى من كورونا، بل من حساب الله بعد رحيلنا من هذا العالم، فالموت آتٍ، آتٍ بوجود كورونا أو في عدم وجوده، فعلينا أن نستعد لمواجهة الله، أكثر من استعدادنا لمواجهة كورونا، لعل الله يشفق علينا ويرحمنا من هذا الوباء».