قال الأنبا دانيال أسقف المعادي وتوابعها وسكرتير المجمع المقدس: "إن الرهبنة نشأت في القرن الرابع كبديل عن الاستشهاد، وعندما انتهى عصر الاستشهاد، بحث من كانوا يريدون أن يكرسوا حياتهم لله عن البديل، ففى الاستشهاد كان يقدم الشخص حياته وجسده وأما الآن الرهبان يقدمون حياتهم وأجسادهم لله ولكن بطريقة أخرى. وأوضح أسقف المعادي في تصريح ل"البوابة نيوز"، أن فكرة الانعزال عن العالم والتكريس لله مباشرةً، بدأت منذ العهد القديم حيث لدينا العديد من النماذج في العهد القديم مثل موسى النبي، وإيليا النبي، أما العهد الجديد فنجد العديد من الرسل، الذين تركوا كل شيء وتبعوا المسيح وبدأوا يتعبدون لله، فأصبح الرسل النموذج والمثال وأيضا عندما نتحدث عن الآباء الرهبان لا نستطيع أن نغفل عن الأنبا أنطونيوس أبو الرهبان الذى أسس النظام الرهباني. وأكد دانيال، أنه بعد أن تأسس النظام الرهباني وأصبح هناك العديد من الرهبان بعد وقت يظهر دائما تلاميذ يحبون هذا الطريق، ويذهبون إلى الآباء الكبار، وكل أب يضع بعض القوانين التفصيلية له لحياة الرهبان، فأصبح هناك مدارس عدة في الرهبنة ولكن الفكرة نفسها شاملة للكل. وأكمل نيافة الأنبا دانيال متحدثا عن بستان الرهبان أنه لدينا في الرهبنة كتاب رائع جدًا اسمه "بستان الرهبان" وهذا الكتاب به قصص سير الرهبان، هذا الكتاب يحكى خلاصة نهاية كبار آباء الرهبنة وقداستهم، ولكن المشكلة تكمن أن المجتمع المصري المسيحي بدأ يتشبع بالقصص الموجودة في الكتاب، ومع مرور الوقت قد تخيل البعض أن قصص هؤلاء الرهبان هذه منذ اللحظة الأولى من بداية دخوله إلى الدير، ولكن الحقيقة غير ذلك فالراهب يجاهد طوال حياته لمدة أربعين أو خمسين عام لكى ما يصل إلى القصة الموجودة في بستان الرهبان. وقد أوضح نيافته القصة الحقيقة لهؤلاء الرهبان فقال: "إن الراهب عندما يدخل الدير وينخرط في الرهبنة يجد الكثير من الحروب، ويصطدم بالكثير من المشكلات، ولكن بالتدريج ينمو في النعمة والطريق، من بداية الأنبا أنطونيوس هكذا هو الطريق، فالأنبا أنطونيوس جلس لمدة عشرين عام وحده، وتعلم كثيرا قبل أن يسكن المكان الذي به الدير الآن. وقال الأنبا دانيال: "إن هناك عدم وعى من عامة الشعب، لأن الشعب عندما يرى راهب يتخيل أنه قديس، وهذا خطأ كبير، لأن الراهب هذا بشر ويجاهد في حياته مثلنا جميعا نجتهد في حياتنا، وهذا الراهب مازال في بداية الطريق والسكة مازالت طويلة لكي ما يصل إلى القداسة الموجودة داخل الكتب التي تشبعنا نحن بها، هذا بالإضافة إلى ضغوط العالم الحديث. واستطرد الأسقف متحدثا عن بداياته مع الرهبنة فقال: "إنه في بداية الرهبنة عندما دخل الدير لم تكن هناك كهرباء، فكانوا ينامون من التاسعة مساءًا، وكانوا لديهم مكينة كهرباء وكانت تعمل ساعتين أو ثلاثة في اليوم وهكذا ينتهي اليوم، حيث يبدأون اليوم باكرا جدا بداية من الساعة الرابعة صباحا وكان اليوم به بركة لأنه أصبح طويلا بحيث يكون لديهم متسع من الوقت ليستفيدوا به. وأكمل دانيال "أنه كنا نطبخ على "بابور جاز" هذا كان يحتاج مننا مجهود ووقت أيضًا ولكن الآن دخلت الكهرباء الأديرة وأصبح النهار مثل الليل، فأسلوب حياة العالم تطور، حتى داخل الأديرة نفسها، وهذا أثر في عمق الرهبنة.