فى خرق واضح لاتفاق السويد، أقدمت ميليشيا الحوثي، السبت الماضى، على استهداف نقطة مراقبة لبعثة الأممالمتحدة لمراقبة وقف إطلاق النار فى مدينة الحديدة على الساحل الغربى لليمن. وذكرت المركز الإعلامى لألوية العمالقة أن الميليشيات الحوثية فجرت بالديناميت مقر نقطة الرقابة الخامسة الواقعة فى سيتى ماكس شرق مدينة الحديدة، ويعد هذا التفجير اعتداء جديدا للميليشيات الحوثية على بعثة الأممالمتحدة التى تشرف على نشر نقاط الارتباط لمراقبة إعادة الانتشار ووقف إطلاق النار بالحديدة. وهذه ليست المرة الأولى التى تقدم فيها ميليشيا الحوثي، على استهداف البعثة الأممية، فقد عمدت ميليشيات الحوثى على تعطيل عمل نقاط ضباط الارتباط الخمس داخل مدينة الحديدة والمعنية بمراقبة وقف إطلاق النار، والتى قام رئيس لجنة إعادة الانتشار الجنرال جوها والجانب الحكومى والميليشيات. ففى 11 مارس 2020م الميليشيات الحوثية استهدفت نقطة المراقبة الخامسة فى سيتى ماكس داخل مدينة الحديدة وإصابة ضابط الارتباط العقيد محمد شرف الصليحى بإصابة بالغة فى الرأس برصاصة قناص الميليشيا أثناء أداء الصليحى مهامه ضمن فريق مشترك بإشراف الأممالمتحدة. وقد فجرت ميليشيا الحوثى فى 9 فبراير الماضي، نقطة مراقبة للأمم المتحدة، وأفاد الإعلام العسكرى للقوات المشتركة، فى بيان، أن الميليشيات الحوثية استهدفت بقذيفة مدفعية عيار 120 نقطة الرقابة الرابعة المتمركزة فى حى المنظر المتاخم لمطار الحديدة، فيما نجا ضباط الارتباط بأعجوبة، واعتبر ذلك خرقا واضحا لاتفاق السويد. كذلك استهدفت ميليشيات الحوثى فى 8 فبراير 2020 نقطة ضباط الارتباط الثالثة للفريق المشترك فى الكيلو 13، التى تشرف عليها لجنة الرقابة الأممية شرق مدينة الحديدة بالقذائف المدفعية فى ظل تواجد ضباط الارتباط الأمميين المكلفين بمراقبة عملية وقف إطلاق النار بالمدينة، كذلك نشرت لجنة الرقابة الأممية خمس نقاط ارتباط نهاية شهر أكتوبر من العام الماضى من أجل مراقبة عملية وقف إطلاق النار بالمدينة، وهو الأمر الذى لم تلتزم به الميليشيات الحوثية منذ سريان الهدنة الأممية بموجب اتفاق ستوكهولم فى ديسمبر 2018م. فى يوم 26 أكتوبر 2019، استهدفت ميليشيات الحوثى بالأسلحة الرشاشة المتوسطة نقطتى الارتباط والمراقبة المشتركة فى منطقتى «الخامري» «النقطة الأولى» و«سيتى ماكس» «النقطة الخامسة» الواقعتين فى «كيلو 8» و«كيلو 7» شرق مدينة الحديدة. وبلغ عدد الخروقات التى ارتكبتها ميليشيات الحوثى فى 2 أكتوبر 2019 إلى أكثر من 240 خرقًا لوقف إطلاق النار منذ تثبيت نقاط مراقبة فى الحديدة، كما استحدثت ثلاثة خنادق كبيرة فى مناطق قريبة من خطوط التماس فى مدينة الحديدة. كما صعّدت ميليشيات الحوثى من اعتداءاتها، حيث قامت فى 24 نوفمبر 2019 بقصف مقر لجنة إعادة الانتشار الحكومية بمحافظة الحديدة، بعدد من الصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة، ما تسبّب فى دمار شامل لمقر اللجنة، ووقوع إصابات فى أوساط أعضاء اللجنة والحراسة التابعة لهم. ويرى مراقبون أن استمرار خرق ميليشيا الحوثى لاتفاق السويد يفرغه من مضمونه، فى ظل استمرار هذه الميليشيا فى استهداف المدنيين والقوات الحكومة فى الحديدة. وصف فريق الحكومة اليمنية، فى لجنة التهدئة بمحافظة الحديدة، الاعتداء الحوثى على لجان الرقابة ب«الجبان»، وقال إنه يضع اتفاق ستوكهولم، الذى ترعاه الأممالمتحدة، أمام مفترق طرق. واعتبر اللواء الركن محمد مصلح عيظة، رئيس الفريق الحكومى فى لجنة تنسيق الانتشار، الاستهداف الحوثى لنقطة المراقبة الخامسة بمدينة الحديدة أنه تصعيد خطير يهدد بنسف اتفاق ستوكهولم وعودة الأوضاع إلى نقطة الصفر. وقال رئيس الفريق الحكومي، فى بيان صحفى الأربعاء 11 مارس، إن الاعتداء الحوثى خرق صارخ لجميع الاتفاقيات والتفاهمات التى تم التوصل إليها على مدى أكثر من عام، ويضع اتفاق ستوكهولم ومسار السلام فى محافظة الحديدة أمام مفترق طرق. وأشار المسئول الحكومى إلى أنه منذ نشر نقاط الرقابة لضباط الارتباط، فى أكتوبر الماضي، تعرض ممثلو القوات المشتركة فى نقاط الرقابة لاستهداف ممنهج من قبل الميليشيات الحوثية فى تأكيد واضح على رفض الانقلابيين الجنوح للسلم الذى تنشده الشرعية. وحذر رئيس الفريق الحكومى فى لجنة تنسيق إعادة الانتشار الميليشيات الحوثية من مغبة الاستمرار فى مثل هذه الاعتداءات التى لا يمكن أن نقف أمامها مكتوفى الأيدي. وحمّل المسئول الحكومى الميليشيات الحوثية كامل المسئولية عن هذا التصعيد العسكرى الخطير، وما يترتب عليه من تداعيات، مطالبا الأممالمتحدة ومبعوثها إلى اليمن وفريق الرقابة الأممية فى الحديدة بتحديد موقف واضح وصريح من مثل هذه الانتهاكات الصارخة لاتفاق ستوكهولم.