كثير ما تتحول السخرية إلى واقع مرير، فهناك الكثير من الأفلام والأعمال الدرامية التى يمكن بسهولة التعامل معها على أنها إسقاط على الواقع. فقبل انتشار أنفلونزا الطيور قدم المخرج الأمريكي هيتشكوك فيلم "الطيور" وهو مصنف كفيلم تشويق ورعب أمريكي عرض في عام 1963 من إخراج ألفريد هيتشكوك وكتابة إيفان هانتر وهو مبني على قصة "الطيور" لدافين دو مورييه، الفيلم يضم تيبى هيدرن وأيضا رود تايلور، وجيسيكا تاندي وسوزان بليشيت، وفيرونيكا كارترايت. ودار الفيلم حول توحش الطيور وتحوله لخطر داهم قاتل لتمر سنوات حتى تظهر أنفلونزا الطيور في عام 2006، ولم يكن يتخيل أحد أن الطيور الوديعة تتحول إلى مصدر للرعب والموت تماما كما ظهرت في الفيلم. ومع ظهور فيرووس كورونا نذكر أن السينما المصرية قدمت فيلما ساخرا بعنوان "الرجل الذي عطس"، وهو فيلم كوميدي تم عرضه في دور العرض في 1 أبريل عام 1985، من إخراج عمر عبدالعزيز، وتأليف الكاتب الكبير لينين الرملي، وبطولة كل من سمير غانم وليلى علوي وشهيرة وحسن مصطفى وأحمد بدير. وتدور أحداث الفيلم حول مسعد الناقص (سمير غانم) موظف في حاله مقطوع من شجرة حريص لحد البخل ويقتطع من راتبه البسيط ويدخر في البنك حتى وصل رصيده إلى650 جنيها و15 قرشا، رئيسه المباشر عبدالمعين (محمود القلعاوى) وزملاؤه سليم الفلاتى (أحمد بدير) وعادل (رأفت راجى) ومهاودة (شهيرة) التي لم تترك موظفا بالإدارة لم تقم معه علاقة لعلها تحقق حلمها بالزواج، الأستاذ مراد (حسن مصطفى) هو رئيس الإدارة وهو لص خطير وبمعاونة سرحان (محمود الزهيري) رئيس الشئون القانونية ينهبان مخازن الإدارة، مسعد الناقص مصاب بحالة غريبة من العطس المتكرر بطريقة ملحوظة مما يدعوه للذهاب إلى الطبيب صادق عبدالرحمن (سامى كامل) الذي يخبره بعد إجراء التحاليل أن عمره لن يدوم أكثر من 9 شهور مما يدعوه للتجهيز لميعاد موته بسحب مدخراته من البنك والاتفاق مع الحانوتي (محمد الشويحي) على جميع المراسم، كما حقق لمهاودة حلمها وتزوجها. وبدأ يعامل زملاءه ومرؤسيه باستهتار واستهانة فهو لا يخشى شيئًا، وتمت إحالته للتحقيق فكانت كل إجاباته هجومية، فظن رئيس الإدارة أن مسعد قريبًا للوزير الجديد أو يعلم شيئًا عن سرقات المخازن وبسؤاله ذكر لهم أنه سوف يموت بعد 9 شهور فاستغل مراد الموقف وعينه أمينا للمخازن وكان هدف مراد الإكثار من سرقات المخازن سريعًا، وحين يتم اتهام مسعد بالسرقة يكون قد مات وتنتهى القضية، وبالفعل قام موظف المخازن (سمير رستم) بعمل اللازم من سرقات أمام مسعد الذي أخبره الموظف صاحب الضمير زين العابدين (صلاح عبدالله) أن المخازن تسرق وبدلًا من إبلاغ البوليس وإيقاف السرقات بدأ مسعد في السرقه لحسابه وقام بتوفير الأثاث لشقة مهاودة بكل مستلزماتها، وخرج للسهر بأحد الكباريهات، وهناك رأى ميرفت (ليلى علوي) مع خطيبها طارق فغازلها وتشاجر مع خطيبها ضعيف الشخصية، فأعجبت ميرفت به لأن شخصيته قوية من وجهة نظرها وتركت خطيبها طارق وطاردت مسعد، حيث اكتشف أنها ابنة مراد فطلبها منه ولكنه أخبره أنه غير معترض لولا أنه سيموت قريبا، ذهب مسعد للدكتور صادق فاكتشف أنه قد مات فذهب إلى الدكتور شفيق (عدوى غيث) الذي أخبره أن الدكتور صادق مخطئ وأنه سوف يعيش إلا إذا أراد الله غير ذلك، فرح مسعد فرحًا شديدًا وطلب الزواج من ميرفت مرة أخرى، وهدد مراد الذي حوله للتحقيق بسبب مسؤليته عن المخازن، ولما علمت مهاودة بخطبته لميرفت تشاجرت معه وفضحته مما دعا ميرفت لفسخ الخطبة، ولما علم أن مصيره السجن صارح مهاودة بالحقيقة فأخبرته أنها حامل وطلبت منه أن يسدد ديونه ويعيد أثاث المنزل والأجهزة الكهربائية لأصحابها، ثم زاره الدكتور شفيق وأخبره أن موضوع موته صحيح. قام مراد وأعوانه بحرق المخازن لإخفاء السرقات فأبلغ مسعد البوليس ولكن الضابط (حسين الشريف) طالبه بالدليل، فذهب إلى مراد وهدده بالموت إن لم يعترف فأصيب مراد بأزمة قلبية ودخل العناية المركزة، وحينما أحس مسعد بقرب النهاية سجل وصية لابنه القادم ينصحه بصحوة الضمير والحياة بلا خبث أو حساب لليأس وترك الكذب والخداع والمظاهر الكذابة، ثم عطس عطسة كبيرة. لقد كان العطس أو الأنفلونزا هي المحور والأساس الدرامي الذى غير حياة مسعد وحياة من حوله، فهل سبقت السينما وعبرت عن الخوف من العطس وتمحور الأنفلونزا لتظهر بشكل يهدد الحياة.