يحتفل العمال في سائر بلاد العالم، اليوم، الأول من مايو بعيدهم، ويأتي احتفال عمال مصر بعيدهم هذا العام في ظل مناخ عام وسياسات حاكمة تتجاهل عمال مصر وحقوقهم، ورئيس وعد العمال والشعب المصري « بمشروع نهضة » يتصدى لكل المشاكل، نهضة تخلق مجتمعًا منتجًا متقدمًا، نهضة تحقق العدل الاجتماعي والحياة الكريمة لكل مواطن، ولكن وبعد 300 يوم من حكم « مرسي » .. يكتشف الشعب المصري- وفي القلب منه عماله وفلاحوه- أن هذه « الوعود » ذهبت أدراج الرياح، وأنهم كانوا ضحية خدعة « مشروع النهضة » الإخواني. عمال مصر قدموا بسخاء عرقهم وجهدهم وإبداعهم ودماءهم- على مدار التاريخ- من أجل بناء مصر وطنًا منتجًا قويًّا وشامخًا. في عيد العمال.. تَرْسِم الأستاذة بهيجة حسين الكاتبة الصحفية المهمومة بمصر وعمالها هذه الصورة عن العاملات الزراعيات في مصر. العاملات الزراعيات قصة نضال وحرمان وقهر بقلم: بهيجة حسين ليس من الضروري أن نعرف من صاغ هذا الموّال؛ فقد صاغه الوجدان الشعبي: (الحكم جاير والدم فاير وبين الاتنين مفيش معروف “,”شفيقة“,” وسط الرجال والشال فوق البدن ملفوف دا فيه راجل يعيش رِمّة وفيه حُرمة تساوي ألوف). هي “,”شفيقة محمد“,”، العاملة الزراعية، أول شهيدة في ثورة 19 من محافظة الغربية. وبعد مرور 94 عامًا على ثورة 1919، نفترض أن “,”شفيقة محمد“,”، أو “,”عزيزة“,”، بطلة قصة “,”الحرام“,”، للعظيم الرائع يوسف إدريس، سألتا: ماذا تحقق للعاملات الريفيات؟ ببساطة نستطيع أن نؤكد أن أوضاعهن أسوأ مما كانت عليه أيام الاحتلال البريطاني لمصر، وأن المكاسب التي حصل عليها الفلاح المصري عمومًا بعد ثورة يوليو 1952 انتزعها نظام مبارك، كما انتزع وانقض على كل ما حققناه على أكتاف أجيال قدمت حتى أرواحها من أجل هذا الوطن وهذا الشعب. ونعود لحفيدات “,”شفيقة محمد“,” و“,”عزيزة“,” يوسف إدريس.. بداية نوضح أن العاملة الريفية هي: ((المرأة التي تعمل بيديها في مجال الزراعة، منفردة كانت أو مشاركة لزوجها أو أسرتها، سواء أكان عملها ذلك ضمن عمالة الزراعة الموسمية، أو التراحيل، أو كمستأجرة، أو مالكة لمساحة قزمية تعمل عليها، بالإضافة لدورها شبه المنفرد في محيط الأسرة بالنسبة للثروة الحيوانية والداجنة والعمليات الإنتاجية المرتبطة بها)). تبدأ العاملة الريفية العمل من سن 6 سنوات وحتى سن 65 سنة في المتوسط، ويتم استغلالها وهي طفلة صغيرة في جني الزهور (فل- ياسمين) من المزارع للتصدير، وفي تلقيط دودة القطن وجني القطن. تمثل نسبة العاملات الريفيات 48% من حجم العمالة الزراعية، وتقوم بإنتاج 40% من الحاصلات الزراعية، بالإضافة لما سبق ذكره حول دورها شبه المنفرد بالنسبة للثروة الحيوانية والداجنة. وقد دفعت الظروف الاقتصادية المتردية، وارتفاع معدلات الفقر، بالنساء إلى سوق العمل، فيما يُعرف بعمال التراحيل، وهي عمالة غير منتظمة، وصلت بين النساء إلى 71%، حسب تقارير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء. وفي ظل هذه الظروف الاقتصادية، فقد وصلت نسبة الأمية بين العاملات الزراعيات في المرحلة العمرية بين 15-45 سنة إلى 40.3% من إجمالي الأميين، وتصل في الصعيد إلى 85%. فهل هناك ضرورة لوصف ظروف عمل العاملات الزراعيات؟ أم أن الأدب، منذ نحو أكثر من قرن، قد قام بالمهمة في رواية “,”زينب“,” لمحمد حسين هيكل 1905، وأعطى يوسف إدريس في “,”الحرام“,” للواقع بعده الاجتماعي والاقتصادي القاهر؟ وبعودة للرواية أو الفيلم سنرى الآن، وفي هذه اللحظة، السيارات نص أو ربع النقل أمام مداخل القرى تحمل الفلاحات والفلاحين –عمال التراحيل- في سيارات فاقدة لأبسط قواعد الأمان. تنقل حمولتها للعمل في المزارع التقليدية، أو في المزارع الحديثة المغلقة، ونضيف للصورة القديمة تعرض تلك السيارات لحوادث كارثية يروح ضحيتها أرواح، وتترك خلفها إصابات وعاهات مستديمة. في رد فعل واحدة من أمهات الضحايا، التي تم بتر ساقها في حادث من الحوادث، قالت: “,”يا ريتها ماتت بدل ما تقعد لي عاجزة وما ألاقيش ليها اللقمة“,”. ومن صور القهر -خاصة في المزارع المغلقة- يعد التحرش الجنسي، من المسئولين عن المزارع ومن مراقبي “,”الأنفار“,”، أمرًا طبيعيًّا، ودونه الطرد من العمل. ويحدث لهن هذا في ظل الحرمان من الحقوق التأمينية، سواء صحية أو اجتماعية، بل وصل الأمر إلى الإقصاء من حماية مظلة القانون، حيث تنص المادة 79 من القانون رقم 12 لسنة 2003، المعروف بقانون العمل الموحد، على أنه “,”يستثنى من أحكام هذا القانون العاملات الزراعيات“,”. هذا هو حال حفيدات الشهيدة “,”شفيقة محمد“,”، وهذا هو وضع قطاع واسع من العمالة التي تعاني من الحرمان والقهر بشكل غير آدمي.. ومع ذلك؛ كل عام وكل عمال مصر بألف خير، بمناسبة عيد العمال، وكل عام يتواصل نضالهم من أجل العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية. لمزيد من التفاصيل اضغط على الروابط التالية http://www.albawabhnews.com/News/39087 http://www.albawabhnews.com/news/39085 http://www.albawabhnews.com/News/39042 http://www.albawabhnews.com/News/39023 http://www.albawabhnews.com/News/38997 http://www.albawabhnews.com/News/39003