طالب عالم الآثار المصرية الدكتور زاهي حواس بتغطية معبد دابود في مدريد لحمايته من الطقس العاصف. وأضاف أنه إذا لم تتم حماية المعبد، فيجب إعادته إلى مصر على الفور، موضحا أن العالم أجمع يهتم بالآثار المصرية ويحافظ عليها. وأوضح "حواس" أن هذا المعبد أهدته الحكومة المصرية لإسبانيا عام 1968 في عهد الرئيس جمال عبد الناصر تقديرا للدور الإسباني في إنقاذ آثار النوبة. جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده في إسبانيا على هامش المحاضرات التي يلقيها الدكتور حواس للترويج للسياحة المصرية في العالم. وحضرت المحاضرة نائبة رئيس الحكومة كارمن كالفو، وقرابة 1500 فرد، كما لم يستطع أكثر من ألف فرد حضور المحاضرة؛ نظرًا لعدم وجود مكان في القاعة وللإقبال الشديد على المحاضرة التي تم تنظيمها في مهرجان ثقافي مصري على مستوى عالمي من قبل مصر للطيران. وأهدى "حواس كتبه لنائبة رئيس الحكومة الإسبانية وللاعب الكرة العالمي الشهير السابق "إيميليو بتراجينيو" المدير الحالي للعلاقات الدولية لنادي ريال مدريد. كما نظم طارق عمر الشريف حفلًا لبعض الحضور، وكان الإسبان يقفون في طوابير طويلة لدخول محاضرة د. حواس. وقد تم بناء المعبد في الأصل على بعد 15 كم جنوب مدينة أسوانبجنوب مصر بالقرب من الجندل الأول بالنيل في منطقة دابود على الضفة الغربية لبحيرة ناصر، والمعبد تم بناؤه للإلهة إيزيس بجزيرة فيلة، في العام الثاني قبل الميلاد قام إدخاليمانى ملك الكوشيين من مروي ببناء غرفة تعبد صغيرة وأهداها للإله آمون، وتم بناؤها وتزينها على نفس النمط المتأخر للمعابد في مروي والتي منها معبد الدكة، وخلال حكم بطليموس السادس وبطليموس الثامن وبطليموس الثاني عشر في العصر البطلمي تم توسعة الغرفة من جهاتها الأربعة لتصبح معبد صغير بمساحة اثنا عشر مترا في خمسة عشر مترًا، وتم إهداؤه إلى الإلهة إيزيس في فيله، وقد أكمل الإمبراطوران الرومانيان أوغسطس وطيباريوس تزيين المعبد. يبدأ المعبد برصيف يواجهه طريق مواكب طويل يمر من خلال ثلاث بوابات حجرية ويقود إلى فناء مفتوح ثم ردهتان وينتهى المعبد بقدس الأقداس الذي يحوى ناووسا من حجر الجرانيت الوردى، صحن المعبد قائم على أربعة أعمدة والتي انهارت في عام 1868م، وخلفه يوجد الهيكل الذي أقيم للإله آمون. وفي عام 1960م وأثناء بناء السد العالي بأسوان الذي كان يهدد الكثير من المواقع الأثرية والمعابد القديمة قامت اليونسكو بالتعاون مع الحكومة المصرية بنداء عالمي لحماية هذا التاريخ الأسطوري من الضياع والتدمير، وتقديرا لمجهودات ومساعدات دولة إسبانيا في المساعدة على إنقاذ والحفاظ على معبد "أبو سمبل"، قامت الحكومة المصرية بإهداء معبد دابود إلى دولة إسبانيا عام 1968م. وقد تم إعادة بناء معبد دابود في أحد حدائق مدريد حديقة باركي دل أويستي بالقرب من القصر الملكي بمدريد وتم فتح المعبد للزيارة للجمهور في عام 1972م، وقد تم إعادة ترتيب بوابات المعبد بترتيب مخالف لما كان عليه المعبد في مصر ويظهر ذلك بمقارنة صور المعبد التي تم التقاطها له في مصر حيث إن البوابة التي يعلوها الثعبان المجنح لم تكن الأقرب للمعبد، ويعتبر المعبد أحد الأعمال الهندسية المصرية القديمة التي يمكن مشاهدتها خارج مصر والوحيد من نوعه في إسبانيا.