قام الأنبا أنجيلوس، الأسقف العام لكنائس شبرا الشمالية، اليوم الأربعاء، بصلاة القداس الإلهي بكنيسة السيدة العذراء مريم والشهيدة العفيفة دميانة ب"بابا دبلو" بشبرا، وبعد القداس تفقد الأسقف استكمال العمل بالكنيسة. جدير بالذكر، احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بعيد عرس قانا الجليل، الذي تم فيه الآية الأولى التي صنعها الرب يسوع المسيح وأظهر بها مجده وقدرته على كل شيء، وبسببها آمن به تلاميذه (يو 2: 1– 11)، وانفتح للآخرين باب الإيمان، وذلك أن الرب قام بتحويل الماء إلى خمر. وبحضوره في العرس بارك سر الزواج الذي رسمه في كنيسته وجعله سرًا مقدسًا، كما تأيد ذلك فيما بعد، من قول معلمنا القديس بولس الرسول عنه "هذا السر عظيم" (أف 5: 32)، وما جمعه الله لا يفرقه الإنسان (مت 19: 6)، ورغم أن السيد المسيح قام بتحويل الماء إلى خمر في عرس قانا الجليل– حسب عوائد اليهود– إلا أنه يحذّرنا من السُّكْر، بقوله إنه يعاقب من يأكل ويشرب مع السكارى (مت 24: 49)، وحذرنا معلمنا القديس بولس الرسول من السُّكْر بالخمر بقوله: "لا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة" (أف 5: 18)، ونهانا عن مخالطة السكارى ومؤاكلتهم (1 كو 5: 11)، أما سليمان الحكيم فأعطى الويل للمتعاطين الخمر بقوله "لمن الويل، لمن الشقاوة.. للذين يدمنون الخمر" (أم 23: 29– 31). كما احتفلت الكنيسة بذكرى استشهاد أميرة الشهيدات المصريات، القديسة دميانة العفيفة، ابنة مرقس والي البرلس والزعفران ووادي السَّيْسَبَان، وُلِدَت دميانة في أواخر القرن الثالث الميلادي فرباها أبواها تربية مسيحية حقيقية، فلما كبرت عزمت أن تعيش حياة البتولية فوافقها والدها على ذلك، وبنى لها قصرًا لتعيش فيه مع أربعين عذراء كُنَّ يقضين أوقاتهن في الصوم والصلاة وقراءة الكتب المقدسة. وسمعَتْ دميانة يومًا ما أن الملك دقلديانوس أرغم والدها على التبخير للأوثان، فحزنت كثيرًا، ثم صلَّت هي والعذارى من أجل والدها وقامت وذهبت إليه وعاتبته قائلة: "كنت أود أن أسمع خبر انتقالك إلى الفردوس من أن أسمع أنك قد تركت إيمانك"، فندم أبوها وذهب إلى الإمبراطور، واعترف أمامه بالسيد المسيح، فحاول الإمبراطور بالملاطفة أن يُثنيه عن إيمانه بسبب محبته له، ولكنه رفض فأمر بقطع رأسه ونال إكليل الشهادة، ولما عَلِمَ الملك بأن دميانة ابنة مرقس هي السبب في ذلك أرسل إليها قائدًا ومعه مئة جندي لكي يجبرها على إنكار إيمانها، فانتهرته متمسكة بإيمانها. فعذبها كثيرًا بكل أنواع العذاب وكان الرب يقويها ويقيمها سالمة، أخيرًا قطع رأسها مع الأربعين عذراء، واستشهد معهن أربعمئة آخرون، ونالوا جميعًا أكاليل الشهادة.