نظمت كلية الآداب بجامعة الفيوم، صباح اليوم الأربعاء، ندوة تثقيفية بعنوان "سيكولوجية المواطنة والانتماء والاغتراب"، تحت رعاية الدكتور أحمد محمد عبدالسلام عميد الكلية، وإشراف الدكتور طارق عبد الوهاب وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة. أكد الدكتور أحمد عبد السلام عميد الكلية في بداية الندوة، أن " قضية سيكولوجية المواطنة والانتماء هذه ليست شأنًا بسيطًا وعابرًا، بما تختزنه من عمق وجداني وعاطفي وفكري وتاريخي، بل هي قيمة إنسانية كبرى تكتسب أهميتها عند جميع الأمم والشعوب، فهي تمثل الوعاء الضروري والحاضن الأكبر لمشروعات التقدم والتطور الإنساني ". كما أوضح عميد الكلية، أن مفهوم المواطنة ارتبط بالوطن من خلال روابط أهمها الانتماء والهوية، حيث حمل مفهوم المواطنة في داخله "المواطن" فهو المعنى الذي يضاف للإنسان حين ارتباطه بالمجتمع، فالوطن في أوسع معانيه يمنح من ينتمي إليه حقوقا والتي هي أقرب من دلالات وجوده ومجال فعالياته، والمواطنة كمفهوم وإجراءات وحقائق، هي الإبداع الإنساني الدستوري الذي يضمن لجميع المكونات المشاركة في إدارة الشأن العام وإثراء الوطن على مختلف الصعد والمستويات. ودعا عميد الكلية الطلاب إلى التمسك بقيمة الانتماء الوطني وحرص أبناء المجتمع على الحوار بين أفراده وإبراز ثقافة أدب الحوار وأدب ثقافة الخلاف وجعل مصلحة الوطن بارزة أمام الجميع؛ فالحوار من أجل الوطن وليس من أجل تحقيق تفوق شخصي أمام الآخرين. وأكد "عبد السلام"، أن من قيم الانتماء الوطني العمل على إبراز قيمة الوحدة الوطنية وجعلها هدفًا يعمل الجميع على تحقيقه والمحافظة عليه، كما أن قيمة التسامح جزء مهم من قيم الانتماء الوطني؛ لأن من يعيش على أرض الوطن له الحق في المشاركة في بناء حضارته والمساهمة في التفاعل مع مجتمعه. ويعد الحفاظ على الأمن جزءًا مهما من الانتماء الوطني للفرد والمجتمع حيث إن المواطن يعيش على أرض هذا الوطن ويعمل على الحفاظ على أمن الوطن الفكري والأمني والاجتماعي والاقتصادي. وأوضح الدكتور طارق عبد الوهاب، أن المواطنة هي حقوق وواجبات، منهج وممارسة، آفاق وتطلعات، حقائق دستورية وسياسية، ووقائع اجتماعية وثقافية. وأشار عميد الكلية على اهمية دراسة العلاقة بين المواطنة والتعددية الثقافية، تدعيما للتنوع الثقافي في بناء المجتمع من ناحية، ودعما لعلاقة الانتماء المشترك في الوطن الواحد من ناحية أخرى. وأشار "عبدالوهاب" إلى أن مفهوم الانتماء يشير إلى الانتساب لكيان ما يكون الفرد متوحدًا معه مندمجًا فيه، باعتباره عضوًا مقبولًا وله شرف الانتساب إليه، ويشعر بالأمان فيه، وقد يكون هذا الكيان جماعة، طبقة وطن، وهذا يعني تداخل الولاء والانتماء والذي يعبر الفرد من خلاله عن مشاعره تجاه الكيان الذي ينتمي إليه توجد علاقة ديناميكية بين الإشباع والانتماء، فإشباع الحاجات يؤدي إلى الرضا والأمن، وهما يعززان الانتماء.