استيقظ سكان محافظة الجيزة، صباح اليوم الجمعة، الذي يوافق عطلتهم الأسبوعية على صوت انفجار مروع يهز ميدان الجيزة في التاسعة والنصف صباحا، حيث انفجرت قنبلتان بدائيتا الصنع في تجمع لسيارات الأمن المركزي بمنطقة الصناديلي ومحيط ميدان الجيزة بالكامل، ما أسفر عن إصابة 6 مجندين وتدمير سيارتين، وعلى الفور انتقل عدد من خبراء المفرقعات إضافة إلى رجال الحماية المدنية إلى موقع الانفجار الذي أسفر عن إصابة ضابط وأمين شرطة و4 مجندين. وفور وقوع الانفجار انتقلت "البوابة نيوز" إلى مستشفى أم المصريين بالجيزة ومستشفى الشرطة بالعجوزة للقاء المصابين والتعرف منهم على ملابسات، وقال أحد المجندين المصابين، ويدعى حمادة محمد عطية، 22 سنة، "إنه في نحو الساعة التاسعة والنصف صباح اليوم فوجئ بالانفجار بالقرب من سيارة الأمن المركزي التي كان يقف بجوارها لأداء خدمته، ما أدى إلى إصابته". وأضاف أنه بعد دقيقة من الانفجار الأول انفجرت عبوة أخرى في سيارة أمن مركزي كانت تقف خلف السيارة التي كنت أقف بجوارها، وأن الأهالي وقائدي السيارات والمارة توافدوا إلى موقع الحادث، في محاولة منهم لسرعة إسعافنا، وقام الأهالي بنقل زملائي المصابين، وتم نقلي إلى المستشفى، في محاولة منهم لإنقاذنا من الموت، في ذلك الوقت رحت في غيبوبة، ولم أشعر بنفسي إلا وأنا ملقى على سرير بمستشفى أم المصريين. ويستكمل المجند أحمد رضا أحمد الحديث قائلاً: "كانت عقارب الساعة تزحف نحو التاسعة والنصف صباحا عندما وقع الانفجار الإرهابي الذي استهدف جنودا لا حول لهم ولا قوة، هدفهم الأول حماية هذا الوطن من الخونة، والحمد لله أن الانفجار لم يكن بالقوة التي شاهدناها في الانفجارات التي وقعت في مصر، لكن العبوة الأولى التي انفجرت بدائية الصنع، وأحدثت صوت انفجار ضخم، وتسببت موجة الانفجار في إصابة عدد من القوات، بينما أصيب زميلي "حمادة" بإصابات بالغة لوقوفه بالقرب من موقع انفجار القنبلة الثانية". في هذه الأثناء كشفت التحقيقات الأولية التي تجريها نيابة قسم الجيزة بإشراف المستشار ياسر التلاوي، المحامي العام الأول لنيابات جنوبالجيزة، بشأن انفجار قنبلتين أعلى كوبري الجيزة، صباح اليوم الجمعة، عن أن تجمع سيارات الأمن المركزي يتمركز كل يوم جمعة صباحا في نفس المكان، للتصدي لأيّة محاولات شغب من جماعة الإخوان الإرهابية المحظورة، والتي تخرج من مسجد الاستقامة عقب صلاة الجمعة. وأفادت تحقيقات المستشار حاتم فاضل، رئيس نيابة قسم الجيزة، وعمرو حواس ومحمد مرجان، وكيلي النيابة، عن أن القنبلة الأولى قد انفجرت مع اللحظات الأولى لتمركز الكمين أعلى الكوبري، وفي أثناء انتشار سيارات الأمن المركزي، وهو ما أدى إلى إصابة ضابط فتجمع حوله عدد من المجندين وأفراد القوة، وفي أثناء فحصهم لإصابته انفجرت بعدها بفترة القنبلة الثانية. وتبين أن الهدف من القنبلة الثانية انتظار التجمع حول الانفجار الأول لإحداث أكبر قدر من الإصابات، وهو ما أسفر عن إصابة ضابط آخر وأمين شرطة و4 مجندين آخرين، بينهم مجند أصيب ببتر في الذراع، حيث انفجرت القنبلة الثانية فيه في أثناء قيادته لسيارة أمن مركزي، ولم يتبين حتى الآن ما إذا كانت القنبلتان مثبتتين في جسم الكوبري أو أنه قد تم زرعهما في أثناء تمركز القوات وتفجيرهما عن بعد أو بمؤقت "تايمر"، وهو ما ستحدّده معاينة النيابة العامة وفحص خبراء الأدلة الجنائية لموقع التفجيرين. وفي تضارب حول ملابسات الحادث رجحت مصادر أمنية أن يكون الانفجار ناجما عن قيام مجهول يستقل دراجة بخارية بصحبة آخر بإلقاء القنبلتين وفرا هاربين لصعوبة احتمال زرعهما.
