مع اختفاء شمس الحادى والثلاثين من أكتوبر من كل عام، تعلق الفوانيس وتضاء المشاعل وتظهر الأزياء التنكرية، وتكثر حكايات الرعب وأساطير الخوف والهلع، فقد حل «عيد الموتى» أو الهالوين الذى يستمر الاحتفال به حتى خيوط فجر الثالث من نوفمبر، بعدها يعلن نهاية «الهالوين» وإسدال الستار على هذا اليوم الصاخب بجنون الهلع والرعب. الاحتفال بهذا العيد بدأ منذ قرون في بريطانيا، لينتقل بعد ذلك إلى الولاياتالمتحدة، ومنها إلى دول شتى في أرجاء العالم ومنها مصر خاصة خلال السنوات الأخيرة كما يقول «عمرو محمد - صاحب محل أزياء»، ومنها أزياء الحفلات التنكرية التى ترتدى في مناسبات خاصة ك«الهالوين» موضحا أنه لم يكن يتم الاحتفال به قبل ذلك، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت بدء الاهتمام به، ولم يقتصر ذلك على طبقات اجتماعية معينة، بل امتد لطبقات متعددة في المجتمع، لافتًا إلى أن الإقبال متزايد على شراء ملابس وأزياء خاصة بهذا العيد، الذى يتم الاحتفال به من قبل هؤلاء في أماكن خاصة يتم حجزها للاحتفال. ويضيف قائلًا: «أغلب الأشياء المرتبطة بالهالوين تستورد من الخارج، منها الأقنعة، وملابس مستوحاة من أفلام الرعب الشهيرة، أو ملابس من شخصيات أبطال أفلام مرعبة منها «الجوكر، دراكولا، الساحرة الشريرة، إلخ»، وتتراوح الأسعار حيث تبدأ من 200 إلى 600 جنيه، إضافة إلى ذلك يتم تلوين الوجه برسومات مرعبة من قبل متخصصين، أو استخدام ماسكات «أقنعة» من أجل التنكر. البداية من بريطانيا وبعيدًا عما يذكره عمرو فمعروف أنه يتم الاحتفال بهذا العيد في العالم، من خلال ارتداء الأزياء والأقنعة المخيفة، ويعود الاحتفال به إلى مهرجان «سمحين» وهو مهرجان دينى كان يقيمه الكاثوليك في بريطانيا ودول أخرى في أوروبا، والهدف منه هو بث الرعب في الأرواح الشريرة التى تظهر بعد نهاية الصيف، وفيما بعد عرف هذا اليوم باسم «أمسية كل الأشباح» لكنه شهد انطلاقته الحقيقية في الولاياتالمتحدة، على يد المهاجرين الإيرلنديين في القرن ال19، وتطورت فكرته بعدما بدأ بعض الأطفال والمراهقين بارتداء أزياء «مرعبة» خلال «الهالوين» لإخافة سكان البيوت المجاورة، كنوع من الدعابة. مصباح القرع ويتميز الاحتفال في «الهالوين» بما يسمى «مصباح القرع» وترجع أسطورته لشخص يدعى جاك كان كسولًا ولا يحب العمل، ويقطع الطريق بسبب وسوسة الشيطان له، وحين مات جاك لم يسمح له بالدخول إلى الجنة بسبب أعماله الشريرة، وكذلك لم يدخل النار، وحُكم عليه بالتشرد الأبدي، وحتى لا يهيم في الظلام، أعطى قبسًا من نار، وفى الاحتفالات اللاحقة بالهالوين التى استوحت قصة (جاك)، استُبدل القبس بجزرة، ثم استبدله الأمريكيون بثمرة القرع ومن هنا نشأ مصباح القرع. ومظاهر الاحتفال بالهالوين حول العالم مختلفة، ففى النمسا، يعمد الناس إلى ترك البعض من الخبز والماء إضافة لمصباح مضاء على الطاولة قبل ذهابهم للنوم، بهدف استقبال الأرواح الزائرة، وفى الصين، يقومون بوضع الطعام والماء أمام صور أحبابهم الذين رحلوا، أما في دولة التشيك، فيقومون بوضع كراسى حول النار، ويخصص كرسى لكل شخص من أفراد العائلة الأحياء وحتى الموتى منهم، وفى المكسيك وأمريكا اللاتينية، تقام أكثر الاحتفالات ثراءً، بحيث تقوم العائلات ببناء مذبح في منزلها وتزيينه بالحلويات والزهور وصور من رحلوا، بالإضافة إلى مأكولاتهم ومشروباتهم المفضلة، كذلك يقومون بتنظيف المقابر ووضع الزهور عليها.