صدر عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ كتاب "لماذا ينتحرون؟" للكاتبة والمعالجة النفسية د. موزة عبدالله المالكي. الكتاب يقع في 184 صفحة من القطع المتوسط ، ويتناول بالشرح والتفصيل ظاهرة الانتحار التي تفاقمت عالميا، فقد أشارت إحصاءات حديثة إلى أن أكثر من مليون شخص يقدمون على قتل أنفسهم كل عام ، وهي نسبة تفوق معدلات الوفاة الناجمة عن جرائم القتل العمد والحروب، فالانتحار هو السبب الرئيس للموت في أوساط المراهقين والبالغين دون سن ال35، كما تشير الإحصاءات إلى أن شخصا في مكان ما من العالم ينتحر كل 40 ثانية، وأن شخصا على الأقل يحاول التخلص من حياته كل ثلاث ثوان. ولا بد من الإشارة إلى أن إقدام الإنسان على إنهاء حياته بإرادته له أبعاد فلسفية وفكرية.. وفكرة الموت وانتهاء الحياة فكرة مخيفة بذاتها، وقد أثارت خيال الإنسان وتفكيره ومشاعره منذ القدم، ومعظم الفلسفات والأديان تحاول مواجهة هذه الفكرة المخيفة بطرق متعددة وهي تعلي قيمة الحياة وأهمية المحافظة عليها. وقد طرح بعض المفكرين فكرة غريزة الحياة مقابل غريزة الموت، وأن الكائن الحي يسير نحو الموت بشكل غريزي ولا يمكن توقيف ذلك أو تعديله، وبعضهم يرى أن اختيار الموت الإرادي هو سمو وتفوق وتغلب على الضعف البشري. لقد أصبح لظاهرة الانتحار وجود متكرر في المنطقة العربية، مع أنها ليست ذات حجم خطير، فلم يحدث أن كانت الظاهرة لافتة للنظر لدرجة أنها محل اهتمام الرأي العام أو الصحافة، وقد يكون ذلك للتحفظ الذي يواجه الانتحار، ولحساسية الموضوع وخاصة من الناحية الدينية، إضافة إلى أنه لا يمكن التعرف على حقيقة المشكلة لأن الكثير من الحالات لا يتم التبليغ عنها، وبالتالي فإن البيانات وإن توصل إليها الباحث من الجهات الرسمية فإنها لا تعبر عن حقيقة المشكلة، وذلك يعوق بحث المعدلات الفعلية لهذه الظاهرة في كل المجتمعات العربية والإسلامية. الجدير بالذكر أن المؤلفة تمارس العلاج والإرشاد النفسي منذ سنة 1983 وكانت أول قطرية تؤسس مركزا للتدريب والتأهيل النفسي في دولة قطر، شغلت منصب نائب رئيس الاتحاد العالمي للصحة النفسية لمنطقة الخليج العربي، عام 1994م، رئيسة لجنة الطفولة بالمجلس الإقليمي للصحة النفسية منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط.