يعد الروائى الراحل إحسان عبدالقدوس أحد أهم أركان الأدب والرواية المصرية الحديثة، فلم يقف عند حد كتابة الرواية فحسب، بل تنوعت مؤلفاته الإبداعية ما بين الرواية والقصة القصيرة، بالإضافة إلى المقالات الصحفية التى كتبها حتى ترجمت رواياته إلى عدة لغات أجنبية. وقد قال عبدالقدوس، إنه ينسب الفضل فى حياته إلى ما وصل إليه إلى امرأتين، وهما والدته لأنها هى من فتحت له مجال التعبير عن مواهبه ككاتب، وزوجته فلولاها لم يصل إلى ما فيه من مكانة بين الناس فقد هيأت لى الجو والوقت لتفكيره الأدبى والسياسى حتى استطعت أن أخلق وأبنى نفسى أدبيا. يظل عبدالقدوس صاحب الرصيد الأكبر بين الروائيين ممن تحولت أعمالهم الروائية لأفلام سينمائية، فكان عدد الأعمال الأدبية التى تم تحويلها إلى أفلام سينمائية ومسرحية ومسلسلات درامية ما يقرب من 70 عملا، وترجمت 65 رواية من رواياته إلى الإنجليزية والفرنسية والأوكرانية والألمانية وغيرها من لغات العالم. ويمكن القول، إن الراحل إحسان عبدالقدوس من أكثر الروائيين والكتاب الذين برعوا فى التصوير، لدرجة أننا أحببنا ما صوره بلغته أكثر مما هو فى الواقع، وربما ظل تصويره وتعبيره راسخا فى القلوب والذاكرة أكثر من ذكرياتنا الحقيقية، التى عشناها ومن أهم أعماله التى ما زال الجميع يذكره حتى الآن «لن أعيش فى جلباب أبي»،«فى بيتنا رجل»، «يا عزيزى كلنا لصوص»، «أبى فوق الشجرة». ورغم تأثير «عبدالقدوس» غير المحدود على الساحة الأدبية فى مصر، إلا أن البعض يرى أنه لم يأخذ حقه كما ينبغي، على مستوى النقد واعتلاء مكانة الصدارة فى الساحة الثقافية المصرية والعربية. ويقول الناقد برهان شاوي: «لا أعتقد أن روائيا عربيا ظلمه النقد العربى رغم شهرته كالروائى المصرى إحسان عبدالقدوس. فمع أنه من أشهر الأسماء التى روّجت لها السينما المصرية لكن النقد الأدبى الموزون نظر إلى أعماله باستخفاف وسطحية ولم يمنحه مكانته الحقيقية فى المشهد الروائى العربى إلا من باب ذكر اسمه فى الأحاديث الصحفية». نال عبدالقدوس العديد من التكريمات فقد منحه الرئيس المصرى الأسبق جمال عبدالناصر وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، ومنحه الرئيس المصرى الأسبق محمد حسنى مبارك وسام الجمهورية. جائزة الدولة التقديرية فى الآداب سنة 1989، كما نال العديد من الجوائز منها جائزة عن روايته «دمى ودموعى وابتسامتي» فى عام 1973، جائزة أحسن قصة فيلم عن روايته «الرصاصة لا تزال فى جيبي». وتحتفى «سينما زاوية» بمسيرة الأديب الكبير إحسان عبدالقدوس، الحافلة بعرض مجموعة من الأفلام من كتاباته، فى الفترة من 18 أكتوبر إلى 1 نوفمبر المقبل، احتفالا بمرور 100 عام على مولده، والذى يتضمن برنامج «سينما إحسان عبدالقدوس» عروضا لمجموعة من أفلامه، وندوات بعد عدة عروض بجانب عرض أفيشات الأفلام فى السينما.