تناول كتاب الصحف في مقالاتهم التي نشرت، اليوم الأربعاء، بالصحف المصرية عددا من الموضوعات المهمة الداخلية والخارجية التي تشغل الرأي العام. ففي مقاله "خواطر" بجريدة "الأخبار" أكد الكاتب جلال دويدار أنه لا مفر من أن يترشح المشير عبدالفتاح السيسي لمنصب الرئيس؛ حتى تستقيم الأمور وتجنب إصابة القاعدة الشعبية الشعور بخيبة الأمل. وقال: إن قرار الترشح لمنصب رئيس جمهورية مصر ليس أمرا سهلا، مرجعا ذلك إلى المسئوليات الجسام التي ستتحملها الشخصية التي سوف يتفق عليها الغالبية الشعبية من خلال صندوق الانتخابات. وأضاف: إن التخريب الذي مارسته جماعة الإرهاب الإخواني على مقدراتنا بعد ثورة25 يناير يعد من أهم دوافع التفكير في الإقدام على القيام بهذه المهمة الوطنية، لافتا إلى أنه عند مراجعة الأسماء التي يدور الجدل بشأن ترشحها لهذا المنصب لابد وأن نتدارس بعقلانية المحظورات والعقبات التي تحيط بالترشح وكذلك ما يحكم مزاج الناخب في عملية الاختيار. وأوضح الكاتب أنه يتحتم الربط بين الترشح لشغل هذا المنصب وإمكانية عدم ترشح المشير عبدالفتاح السيسي واستمراريته وزيرا للدفاع، مشيرا إلى أن كل الدلائل والشواهد تؤكد استحالة العمل بهذا السيناريو، مرجعا التوصل إلى هذه النتيجة إلى أنه وبعد تحمل السيسي مسئولية الاستجابة للإرادة الشعبية بالخلاص من الحكم الإرهابي الإخواني الذي قامت استراتيجيته على تدمير مصر، يصبح من المستحيل أن يظل وزيرا للدفاع مع أي رئيس آخر. وقال دويدار إن القبول بمثل هذا الوضع، يعني عدم وجود توافق في عملية مباشرة السلطات بالصورة التي تحقق تطلعات الشعب والصالح الوطني، وإن التعامل مع هذه المعادلة المعقدة لابد وأن يستند إلى نظرة الغالبية الشعبية إلى المشير السيسي باعتباره بطلا، مضيفا أن هذه النظرة الطبيعية وليدة حقيقة أنه كان له فضل قيادة قواتنا المسلحة للقيام بمسئولية الحفاظ علي كيان الدولة المصرية في مواجهة الخطر الإخواني. وتابع أنه في ضوء هذا الواقع لاجدال أن مراعاة هذه العوامل ضرورة لضمان بناء علاقة سوية من السلطات السيادية في الدولة على هذا الأساس، فلا مخرج من هذا المأزق سوي أن يتخلى المشير السيسي عن موقعه كوزير للدفاع والتحول إلى مواطن عادي وهو أمر في اعتقادي غير وارد. فيما رأى الكاتب محمد بركات في مقاله "بدون تردد " الذى نشر اليوم بجريدة "الأخبار" أن مصر تتحرك للأمام منطلقة إلى المستقبل وساعية لاستكمال وإنجاز خارطة الطريق، رغم الحملة الضارية التي تتعرض لها داخليا وخارجيا، وبالرغم من الحرب الشرسة التي تخوضها ضد جماعة الإرهاب التي تسعي لنشر الخراب والدمار في أنحاء البلاد. وقال إن تلك الحرب تأتي في إطار المؤامرة الإقليمية والدولية على مصر، بهدف تفكيك هيكل الدولة، وهدم قواعدها ومؤسساتها الرئيسية والقضاء على جيشها وحراس أمنها، حتي يمكن إذابة وجودها في إطار مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يتطلب إعادة رسم خريطة المنطقة. وأكد أن الانتفاضة القوية للشعب المصري، وخروجه الكبير بالملايين في ثورة 30 يونيو، وإصراره على الإطاحة بالمعزول وجماعته بعيدا عن سدة الحكم بعد فشلهم الهائل والذريع في إدارة شئون البلاد والعباد، قد أدي في ذات الوقت، إلى الإطاحة بكل المشاريع والخطط التي كانت قيد التنفيذ لإتمام ولادة مشروع الشرق الأوسط الجديد، وتحويله إلى حقيقة قائمة على أرض الواقع. وأشار إلى أن تلك الخطط والمشاريع تم الاتفاق عليها بين المعزول وجماعته في جانب والولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل في جانب آخر، وبمشاركة تركيا وحلف الناتو، وتورط قطر و"حماس". وأوضح الكاتب أن لكل المشاركين والمتورطين في الاتفاق على مصر هناك ثمن وجائزة، فتركيا مثلا هناك أردوغان الذي كان ولا يزال يحلم بأن يعيد مجد الإمبراطورية العثمانية، وأن تكون مصر في حوزته، أما قطر فكانت ولاتزال تأتمر بأمر أمريكا وبها أكبر قواعدها بالمنطقة، وتحلم وتتخيل أنها يمكن أن تكبر في نظر العالم وأمريكا إذا وقفت ضد دولة كبيرة مثل مصر وتآمرت عليها، أما "حماس" فهي جزء وفرع من جماعة الإرهاب وطامعة في أن يعطيها مرسي جزءاً من سيناء. وفي مقاله " هوامش حرة" بصحيفة "الأهرام" تساءل الكاتب فاروق جويدة في مقاله اليوم: "أين الأموال المهربة؟"، لافتا إلى أن المفاوضات توقفت مع الدول الأجنبية التي تحتفظ بهذه الأموال وتعرف أسرارها، وكذلك توقفت مؤسسات الدولة المصرية عن تتبع هذه الأموال. وأشار إلى أن " سويسرا اعترفت بأن لديها 700 مليون دولار منها 300 مليون تخص أسرة الرئيس الأسبق، فيما لم تفصح انجلترا عن الأموال الهاربة إليها وكذلك أمريكا". وأكد الكاتب أن أمريكا تعلم كل شيء عن الأموال التي وصلت إليها، مبرهنا على ذلك بأنها منذ أحداث أبراج نيويورك "11 سبتمبر" والإدارة الأمريكية تتابع حركة الأموال والتحويلات في كل دول العالم بما فيها الشرق الأوسط وهى تعلم التحويلات التي قام بها الرؤساء والزعماء سواء كانت في أوروبا أو أمريكا أو حتى دول الشرق الأقصى، مؤكدا أن الغريب في الأمر أن أمريكا لم تذكر شيئا من هذا كله بعد ثورات الربيع العربي. وقال جويدة أن هذا ليس غريبا على الإدارة الأمريكية خاصة بالنسبة للأموال فقد حدث هذا مع شاه إيران ومازالت أمواله حتى الآن مثار خلاف بين أمريكاوإيران.. ونبه إلى أنه في الوقت الذي كشفت فيه بعض الدول ومنها فرنسا وإيطاليا وألمانيا عن أموال القذافي وأسرته ورئيس تونس المخلوع زين العابدين بن على فإنها لم تذكر شيئا عن أموال رجال الأعمال المصريين في البنوك الخارجية في أوروبا وأمريكا. وقال إن أحد لم يعلم لماذا توقف كل شئ ولم تعد الدولة المصرية تتحدث أو تطالب الدول الأجنبية بكشف ما لديها من حسابات؟. وتساءل هل انتهى الأمر إلى هذه النتيجة، أم أن العالم ينتظر أحكام القضاء حتى يبت في قضية الأموال الهاربة؟، إذا تمت تبرئة المسئولين في مصر من رموز العهد البائد فهل يعنى ذلك إغلاق الملفات ونسيان قضية الأموال الهاربة. ولفت الكاتب إلى أنه حين قامت ثورة يناير تناثرت مئات الملايين على أوراق الصحف والفضائيات وبدأ الحديث يتراجع حتى أصبحت الملايين قروشا هزيلة، والآن بدأ الحديث عن الملايين في حسابات الإخوان المسلمين خلال عام واحد من البقاء في السلطة ويبدو أن حقوق المصريين قد ضاعت في عهدين وأصبحوا مثل الأيتام في موائد اللئام. وفي مقاله نقطة نور بجريدة "الأهرام" أشار الكاتب مكرم محمد أحمد إلى أن الموقف الأمريكي الذي يستأسد على مصر لأنها رفضت حكم جماعة الإخوان وإرهابها تحول إلى قط مذعور في وجه صقور حزب الليكود الإسرائيلي وذئابه، الذين يتربصون بوزير الخارجية الأمريكي جون كيري، لمجرد أنه أعلن في حديث عابر قلقه من ردود فعل المجتمع الدولي إذا أصرت إسرائيل على تعويق عملية السلام، خاصة أن هناك من ينادون بمقاطعتها ويحرضون الرأي العام الدولي على ذلك. وأوضح الكاتب أن " جون كيري لم يقل أن الولاياتالمتحدة سوف تقاطع إسرائيل، ولم يحبذ فكرة المقاطعة ذاتها، ولكنه فقط حذر إسرائيل من ردود فعل المجتمع الدولي إذا ظلت على تعسفها، لكن صقور الليكود الإسرائيلي، أبتداء من نتنياهو إلى وزير دفاعه إلى باقي الطغمة الحاكمة كشروا عن أنيابهم في حملة شرسة، تتهم كيري بأنه يرهب إسرائيل بسلاح المقاطعة، ويلزمها باستمرار التفاوض مع الفلسطينيين بينما يصوب بندقيته إلى رأس إسرائيل في موقف غير أخلاقي". وقال إنه من المدهش في ردود أفعال الإدارة الأمريكية أنها سارعت مذعورة إلى التأكيد على أن المقاطعة لم ترد أبدا على فكر وزير الخارجية، الذي قضى أكثر من 30 عاما من عمره في خدمة دولة إسرائيل وأمنها. وأضاف أن مغالاة إسرائيل في ردود أفعالها على تصريح عابر، يظهر الرعب الذي يتملكها خوفا من نجاح دعاوى المقاطعة، وأنها تريد إلزام واشنطن بإعلان رفضها المسبق لجهود قوى وجماعات أوروبية عديدة تدعو إلى مقاطعة البضائع والمؤسسات الإسرائيلية، إذا أصرت إسرائيل على عدم الانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد 67. ولفت الكاتب إلى أن اسرائيل أبقت على صور التمييز العنصري التي يتعرض لها عرب إسرائيل، لأن دعاوى المقاطعة تحقق نجاحا متزايدا في أوساط اتحادات الجامعات الأوروبية التي تصر على مقاطعة الجامعات الإسرائيلية، واتحادات البنوك التي ترفض التعامل مع البنوك الإسرائيلية التي تعمل في الضفة، واتحادات التجارة التي تدعو إلى مقاطعة السلع الإسرائيلية، بينما تصر إسرائيل على أن المقاطعة مجرد جزء من حملة عنصرية يحركها العداء ضد السامية رغم مشاركة العديد من جماعات اليهود في دعاوى المقاطعة.