أكدت صحيفة "هآرتس"، الإسرائيلية أمس الثلاثاء، أن مقاطعة إسرائيل باتت أمرا واقعا عالميا، لكن الحكومة الإسرائيلية تختار إنكار الواقع. وقالت الصحيفة إن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، في مؤتمر الأمن في ميونيخ، بأنه في حال فشل المفاوضات مع الفلسطينيين فإن إسرائيل ستواجه خطر المقاطعة، لكن مسئولي الحكومة يختارون الإمعان في الإنكار. وأشارت إلى آخر التطورات على صعيد فرض العقوبات على إسرائيل قبل أسبوعين إذ أعلن أكبر بنك في الدنمارك "دنسكا بنك" عن حظر الاستثمار في بنك "هبوعليم" بسبب ضلوعه في تمويل الاستيطان. وقبل أسبوع أعلن ثاني أكبر صندوق تقاعد في هولندا PGGM سحب استثماراته من البنوك الإسرائيلية لنفس الأسباب. ويوم الخميس الماضي أعلنت وزارة الخارجية النرويجية بأنها أصدرت تعليمات لصندوق التقاعد الحكومي بوقف الاستثمار في شركتي "أفريكا يسرائيل" و"دينيا سيبوس". كما أعلنت الحكومة الألمانية مؤخرا أنها تعتزم تعديل معايير حصول شركات "الهايتك" الإسرائيلية على دعم ألماني، وتشترط التوقيع على اتفاقية تعاون علمي مع إسرائيل بإدخال بند يمنع تمويل الشركات العاملة في الضفة الغربية والقدس الشرقية. وكانت مفوضية الاتحاد الاوروبي قد اعلنت في يوليو الماضي عن تعليمات جديدة تحظر على وكالاتها وعلى الصناديق التابعة للاتحاد منح هبات أو قروض لمؤسسات إسرائيلية على صلة بالنشاطات الاستيطانية بالإضافة الى الحل الوسط الذي تم التوصل إليه في اتفاقية التعاون العلمي "هورزون 2020. وخلصت "هآرتس" أن يشير إلى اتجاه واحد وهو أن إسرائيل تفقد شرعيتها في وسط دول الاتحاد. وقالت "لكن عوضا عن السعي للتوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين، الذي من شأنه أن يغير وضع إسرائيل السياسي بشكل جذري، يحاول رئيس الوزراء ومسؤولون في الحكومة حرف النقاش إلى مسارات جانبية فمن المربك الاستماع لوزير الشؤون الاستراتيجية يوفال "شطاينتس" يطلب 100 مليون شيكل من أجل التصدي لظاهرة المقاطعة، مع أن المشكلة لا تكمن في الإعلام والدعاية بل تكمن في السياسات". أضافت هآرتس أنه حين يصرح وزير الأمن موشي يعلون بأن المستوطنات ليست عقبة أمام السلام هو بذلك يشكك في قدرته على رؤية الواقع فيما يختار وزير الخارجية "أفيجدور ليبرمان" توبيخ مسئولي مكتبه بسبب اتساع ظاهرة المقاطعة بدل علاج أسبابها. وعلاوة على ذلك، وعوضا عن قيام رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو باحتضان كيري والتحالف معه، ويختار محاكمته بشكل علني، ويلمح إلى أن وزير الخارجية الأمريكي يمارس الضغط على إسرائيل لكي تتنازل عن مصالحها الحيوية.