أوضح الباحث الفرنسي والمؤرخ ميشل برازان في حوار له مع مجلة "ماريان" الفرنسية أن بقاء الإخوان المسلمين شيء مهم للدول الأوربية وأمريكا. وبين الباحث مؤلف كتاب "الإخوان المسلمون، تحقيق حول آخر أيدولوجية شمولية"، إن الإخوان قدموا خدمات عديدة لأوربا خلال النصف الثاني من القرن العشرين، أولها أنشاء مسجد ميونخ في الخمسينيات لدعوة الألمان للتخلي عن الفكر النازي. وأضاف الباحث أن الأمريكان لعبوا بورقة الإخوان لمحاربة الفكر الشيوعي في أوربا وبعض الدول الإسلامية في آسيا من خلال وسيط وهو سعيد رمضان، صهر مؤسس الجماعة حسن البنا، الذي تولى بناء المساجد وإنشاء شبكة دعوية في الغرب. ويوضح برازان أن الدول الأوربية تستعين بهم أيضًا وخاصة انجلترا وبلجيكا وفرنسا من أجل إعداد أئمة المساجد. من جهة أخرى أشار الباحث الفرنسي إلى أن الإخوان لم يتوقعوا ما حدث لهم في مصر، حيث أنهم كانوا في موضع السلطة، وبين عشية وضحاها أصبحوا إرهابيين، لافتًا إلى أن سقوطهم كان سببًا في تغيير موازين القوى في المنطقة العربية، والتي كان آخرها تراجع النهضة عن الحكم، خوفًا من أن تتعرض لنفس المصير.