ميخائيل برزان ألف كتابا يكشف فيه علاقات الجماعة الوطيدة بالنازية والفاشية والشيعة محمد مرسى أعاد البلاد إلى العصور الوسطى وتعاون مع القاعدة وتعامل مع معارضيه ك "المجنون" الجماعة تسعى لإعادة بناء تنظيمها في أوروبا.. والنازية لعبت دورا رئيسيا فى توطيد نظام الإخوان أكد الكاتب الفرنسى ميخائيل برزان الباحث في شئون الإخوان المسلمين , أن انهيار تيارات الإسلام السياسي الذي كانت جماعة الإخوان تمثله في مصر سببه افتقارها لمفهوم الوطنية والانتماء للدولة والسعي نحو فصل الهوية المصرية عنها من أجل تنفيذ مخططها الدولي, إضافة إلى ذلك فقد فرض الرئيس المعزول محمد مرسي طوقا ديكتاتوريا على السلطة، بحيث أراد التحكم في كل شيء، بجانب رفضهم الاستماع إلى أصوات المتظاهرين ومطالب المحتجين، كما أنهم فشلوا لأنهم لم ينفذوا ويحققوا ما وعدوا به أثناء حملتهم الانتخابية وقرروا التحكم في السلطة بالكامل وحدهم، كما أن الرئيس السابق أعاد البلاد إلى العصور الوسطى وأصبح ك "المجنون" وتعاون مع القاعدة. وقال "برزان", إن قيادات الجماعة لم يتوقعوا هذا السقوط المدوي في مصر ودول الربيع العربي واعتقدوا أن السلطة صارت بأيديهم بحكم حتمية قدرية، لكنهم أصبحوا اليوم في السجون، وأحدث سقوطهم صدمة في المنطقة كلها، ففقدت حركةالنهضة التونسية التابعة للجماعة زمام السيطرة على السلطة وأصبحت تقبل بأمور كانت ترفضها، كالتعامل مع السلفيين، وأصبح الشركاء في حركة حماس معزولين، وفي مصر أعيد إصدار الإجراءات القانونية، التي اتخذها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في 1954، من حظر الجماعة ومصادرة كل الممتلكات وتجميدها ومنع كل ما تديره من بعيد أو قريب. وأضاف أن الإخوان دائما يصدرون فكرة أنهم يمثلون الإسلام المعتدل ولا علاقة لهم بالعنف والإرهاب الذي تتبعه باقي التنظيمات ،لافتا إلى أن هذا مجرد تحسين لصورتهم أمام الغرب والولايات المتحدة، فهم لهم علاقات قوية بالقاعدة وبجماعات الجهاد الإسلامي ويقدمون أنفسهم على أنهم إسلاميون معتدلون كما يروق لهم، وعلى أنهم محسنون للشعب والفقراء والمحتاجين، وحقيقة الأمر هم منظرو دين متعنتون، وأصحاب رِؤية متطرفة وأنصار خلافة عالمية. وأوضح أن الإخوان عندما وصلوا إلى الحكم غازلتهم بعض القوى كتركيا وقطر وإيران، لكنهم فشلوا في كسب التأثير، فتراجعت تركيا، ورغم كل الجهود التي تبذلها إيران، فإنها تظل معزولة في محيط ذي أغلبية سنية، كما أن المسألة السورية ساهمت في قطع الصلة بين الجانبين لبعض الوقت وقطر بدأت في مراجعة موقفها، خاصة بعد العزلة التي فرضتها عليها الدول العربية. وأكد "برزان", أن جماعة الإخوان تسعى لإعادة بناء تنظيمها في أوروبا بعد أن أصبحت تنظيما معزولا في مصر ،موضحا أن وجود الإخوان في أوروبا ليس بالأمر الجديد عليهم حيث تواجدوا هناك منذ الخمسينيات، عندما أرسلوا سعيد رمضان صهر حسن البنا، والد طارق رمضان القيادي المعروف بالجماعة، لتوجيه المساجد وإنشاء شبكة جمعيات في أوروبا، ليصبح وجودهم بعد ذلك حاضرا . وأشار إلى أنه من خلال إعادة بناء دقيق لتاريخ الحركة، ولقاءاته مع أعضاء ومسئولين بارزين وإجراء مقابلات مع خبراء، استطاع أن يسلط الضوء على علاقات الجماعة بالعديد من الحركات، كالقاعدة وحماس الفلسطينية مرورا بالجبهة الإسلامية الجزائرية والنهضة التونسية، موضحا – أى الكاتب- أنه عندما التقى المرشد محمد بديع منذ خمس سنوات رفض إدانة العمليات التي يقوم بها "بن لادن" ضد المدنيين الأبرياء في ذلك الوقت, كما انه لايمانع فى الوقت الحالى من قتل الأبرياء الذين يؤيدون المرشح الرئاسى المشير عبدالفتاح السيسى الذى أزاحهم من على عرش الحكم. وقال "برزان" إن هناك بعض العلاقة التي تجمع الجماعة بالثورة الإيرانية فمثلا سيد قطب أحد أشهر منظري الإخوان كان الملهم الحقيقي للثورة في إيران ،وطهران اعترفت بذلك حتى أن أنصار الثورة كانوا يحملون لافتات بصورته خلال استقبالهم للخميني عند عودته للبلاد ،كما أن الزعيم الإيراني كان من أول من ترجم كتب "قطب" إلى الفارسية ،على الرغم من انه هناك فوارق وصراعات قوية من الناحية العقائدية والدينية بين الإخوان الذين يمثلون المذهب السني والإيرانيين الذين يمثلون المذهب الشيعي. وأوضح أن تأثير الثورة الإسلامية كان سلبيا على تيارات الإسلام السياسي في المنطقة ولولاها ما حدث اغتيال الرئيس الأسبق أنور السادات ،حيث أعطتهم بعض الأفكار الجديدة عليهم وكان الخميني يستشهد كثيرا بأفكار قطب في خطبه. وأضاف أن "نواب الصفوي" الزعيم الإرهابي الإيراني الذي أعدم عام 1955وكان قريبا فكريا من الإخوان، تم دعوته إلى حضور المؤتمر الإسلامي في القدس سنة 1953 وفي القاهرة سنة 1954، من قبل جماعة الإخوان وبفضله اكتشف الخميني "سيد قطب" واهتدى إلى فكر الجماعة. وكشف "برزان", عن أنه كانت هناك علاقة بين الإخوان والنازيين وبالتحديد الحزب النازي الألماني منذ نشأته وسر استمرار هذا الحزب وفقا للكاتب هو ارتباطه بمسجد ميونخ في ألمانيا والذي يسيطر عليه الإخوان حيث كان هناك عدد من النازيين الذين اعتنقوا الإسلام ،كما تشابهت الجماعة في تنظيمها وتشكيلاتها الداخلية وعملها السري مع التنظيمات الشيوعية التي تقدس القائد الواحد وتطيع أوامره دون النظر في فحواه ومناقشة نتائجه. وكان "برزان" قد كشف من خلال كتاب ألفه حول جماعة الإخوان المسلمين منذ نشأتها بطريقة موثقة الدور الأساسي للنازية في إنشاء ودعم التنظيم الإخواني كحركة دينية تناهض الشيوعية. ورصد التحركات الإخوانية في مختلف ظروفها وأحوالها منذ بداياتها مع النازية والفاشية، وصولا إلى المخابرات الأمريكية، حتى العلاقة ببعض الرؤساء الغربيين المعاصرين مثل الرئيس الفرنسى السابق ساركوزي. كما يكشف الكتاب بطريقة موثقة الدور الأساسي للنازية في إنشاء ودعم التنظيم الإخواني، كحركة دينية تناهض الشيوعية الملحدة وفقا لرؤيتهم ،وهذا ما دفع الأمريكيين في الخمسينيات، عندما التقوا ضباطا نازيين قدامى وتعرفوا إلى فكرهم حيال الجماعة إلى دعم هذه الجماعة لتكون أداتهم الطيعة في مواجهة النظام الشيوعي السوفييتي. وأشار "برزان" إلى أن علاقة الإخوان بالأمريكان توطدت كثيرا ، لافتا إلى أن الرئيس الأمريكي أيزنهاور أجرى اتصالات مباشرة مع الجماعة من خلال سعيد رمضان 1953 ،الذي أدار لقائه معهم بشكل ناجح جدا، بحيث خرج الإخوان وجيوبهم مليئة، وأقنع الرئيس الأمريكي بإعلان دعمه السياسي ومساعدتة المالية للتنظيم الإخواني وقتها. وتتبع الكتاب ولادة الجهاز السري للإخوان ،فبعد عشر سنوات من تأسيس حركة الإخوان التي تأسست عام 1928، بلغ تعدادها مليوني عضو وفقا للكاتب، موزعين في كل مصر، في هذا الوقت تحرك مؤسسها حسن البنا على جبهتين جديدتين حيث أراد أن يعطي الحركة بعدا دوليا، لتهيئة الفرد لبعث الخلافة الإسلامية، بعد سقوط الخلافة العثمانية، على الرغم من أن هذا الهدف لم يكن مطروحا في هذا التوقيت وفي عام 1938 و1941، أسس تنظيما سريا أطلق عليه اسم الجهاز السري وكان نوعا من الميليشيا الجهادية مؤلفة من الف إلى ألفين عنصرا تدربوا على أساليب القتال. وأوضح "برزان" أن هذه الميليشيا تمثل الحرس القريب من القيادة بقدر ما هي نخبة من المقاتلين هدفهم الدفاع عن القضايا الكبرى للإسلام وقادرين، بأمر من القائد، على الانتقال إلى العنف ,وهذا التنظيم السري المرتبط مباشرة بالفرع الأكثر راديكالية للإخوان المسلمين، كان ممولا في الثلاثينات من الحزب النازي وفقا للكاتب ،حيث تولى أحد الدبلوماسيين الألمان المقيم في القاهرة تسليم المال الذي أتاح للإخوان إنشاء التنظيم لكن العلاقة بين الاستعمار والإخوان لم تكن المرجع التاريخي الوحيدة لمصادر الإخوان.