أكد ابراهيم مطر، مدير وحدة العلاقات الدولية بمركز سلمان زايد لدراسات الشرق الأوسط أنه عقب إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو السماح بهجرة ألف إثيوبي من يهود الفلاشا إلى إسرائيل تحت عنوان لم شمل الأسر، تبرز إلى الأمام وبقوة قضية تفاقم العنصرية إزاء اليهود الشرقيين في شكل عام ويهود الفلاشا القادمين من إثيوبيا بشكل خاص، حيث ينحدرون من إثيوبيا، لكنهم لا يستفيدون من قانون «العودة» الذي يسمح لأي يهودي في الشتات بالهجرة إلى إسرائيل ليصبح مواطنًا في شكل تلقائي. وقد أرغم هؤلاء على اعتناق المسيحية إبان القرن التاسع عشر. وقد وضعت حكومة نتانياهو في عام 2015 قائمة اسمية تضم تسعة آلاف إثيوبي يسمح لهم بالهجرة إلى إسرائيل في غضون خمس سنوات باسم لم شمل الأسر. وقد وصل منذ صدور هذا القرار، (1300) من الفلاشا إلى إسرائيل. وأضاف ابراهيم مطر الي ان عدد اليهود الإثيوبيين خلال عام 2019 إلى 169ألفًا، اجمالي عددهم بالأطفال والمهاجرين الجدد يمثلون ثلاثة في المئة من مجموع اليهود في إسرائيل، ومن ضمن يهود الفلاشا أكثر من 65 ألفا من مواليد إسرائيل. وينحدر معظمهم من مجتمعات ظلت معزولة عن العالم اليهودي طوال قرون، وقد اعترفت بهم السلطات الدينية الإسرائيلية في وقت متأخر. وكان نحو 80 ألف يهودي إثيوبي هاجروا إلى إسرائيل عبر جسرين جويين تم تنظيمهما عامي 1984 و1991. وانطلقت خلال السنوات الأخيرة سلسلة من التظاهرات ضد العنصرية والتمييز الذي يواجهه يهود الفلاشا، والمطالبة بانضمام أفراد من عائلات بقيت في إثيوبيا إليهم، بغية دمج الإثيوبيين في المجتمع الإسرائيلي. وأشار مطر الي ان قادة الأحزاب الإسرائيلية، تري ان ما يتعرض له الفلاشا يؤكد تفشي العنصرية في إسرائيل التي سعت إلى استقدامهم وأهملت استيعابهم، وإنهم يتفهمون احتجاجهم في تل أبيب والقدس مرارًا، واتهموا الشرطة باستخدام القوة المفرطة ضدهم، وفي مقابل ذلك يرى زعماء اليهود الفلاشا أن تظاهراتهم الدورية ضرورية بغية تغير أحوالهم المعيشية، فإسرائيل لا تفهم إلا لغة القوة في كثير من الأحيان. ويمكن الجزم بأن عنصرية إسرائيل تلاحق الفلاشا في ميادين العمل والتأمين الصحي والتعليم، ولم يتوقف الأمر عند ذلك، حيث طرحت في إسرائيل قبل أكثر من عقدين قضية رفض تبرع اليهود الفلاشا بالدم، الأمر الذي يؤكد عنصرية إسرائيل المتفاقمة ضد اليهود الشرقيين، وخاصة يهود الفلاشا الذين تعتبرهم دراسات كثيرة من غير اليهود أصلًا، ويتركز يهود الفلاشا في إسرائيل في أحياء فقيرة ومهملة ومدن من الصفيح على أطراف المدن القائمة، كما هي الحال في مدينتي الخضيرة والعفولة، حيث تتزايد نسبة المعتقلين منهم بتهم جنائية لتصل إلى 40 في المئة، خصوصًا بين الشباب الذين يعانون الفقر والبطالة والأمية. واللافت أن يهود الفلاشا يجدون صعوبة في الاندماج في المجتمع الإسرائيلي لأن المجتمع والأحزاب الإسرائيلية تلفظهم في الأساس. ونتيجة التميز العنصري الإسرائيلي تجاه اليهود الفلاشا، تنخفض مؤشرات التنمية البشرية بينهم، مقارنة باليهود الأشكناز.